ودعت أسرة الفن الرابع بالجزائر في نهاية الأسبوع، وجهين فنيين تركا بصمتيهما على الركح طيلة العقود الماضية، فقد غيب الموت الفنان تواتي بحفيظ بمستغانم، عن عمر ناهز 57 عاما، بعد صراع طويل مع السرطان، و بوهران توفي الكاتب المسرحي و الإعلامي العربي مفلاح، متأثرا بفيروس كورونا.
ويعتبر الممثل المسرحي تواتي بحفيظ، كما قال للنصر زملاء الفقيد، واحدا من خيرة ما أنجبت الساحة الفنية المسرحية بمدينة مسرح الهواة مستغانم، حيث التحق المرحوم بحفيظ مبكرا بأبي الفنون خلال السبعينيات وعمره لا يتعدی 15 سنة و انضم إلى فرقة الموجة، و هو خيار يتناسب وميولاته الفكرية والفنية، سواء في المسرح أو الغناء، وكانت هذه الفرقة حاضنة لموهبته فوق الخشبة ، و سرعان ما بزغ نجمه و ساهم في إعادة إحياء الأعمال الخالدة للدراماتورج ولد عبد الرحمن كاكي.
و تقمص الممثل تواتي بحفيظ خلال مسيرته الفنية ، عديد الأدوار أبرزها شخصية «البخار» في مسرحية «كل واحد و حكمو» وشارك في مسرحية«دم الحب» و« 132 سنة» و «إذا طاحت راحت»، بالإضافة إلى «ديوان العجب» و غيرها.
كما اقتحم المرحوم مجال الغناء و الطرب بفضل صوته وأدائه المميز وشكل رفقة فنانين آخرين فرقة « لمواج» التي تخصصت في الأغنية الملتزمة.
وبوهران توفي نهاية الأسبوع أيضا الكاتب المسرحي والإعلامي العربي مفلاح الذي عرف بتواضعه و أخلاقه و باحترافيته، سواء في الكتابة المسرحية التي وجه أغلب نصوصها للأطفال، للمساهمة في تنشئتهم على الأخلاق وحب الوطن والإخلاص، أو في الإعلام الذي تمرس فيه عبر عدة منابر صحفية، سواء كصحفي أو كرئيس تحرير في بعض العناوين، و لم يتوقف عن تكوين ونصح للصحفيين، إلى غاية إصابته بفيروس كورونا الذي لم يمهله ليواصل مسيرته الإبداعية، مسرحيا وإعلاميا و كذا حياته الخاصة.
بن ودان خيرة