تدعمت المكتبة الجزائرية هذا الأسبوع، بإصدار جديد وهام يتعلق بمسألة التنمية في الجزائر، الكِتاب المعنون بـ«مأزق التنمية في الجزائر: بين نماذج مستوردة وبدائل غير مكتملة»، صدر عن منشورات المكتب العربي للمعارف بالقاهرة، وبإشراف وتحرير من الدكتورين مصطفى بوصبوعة وعبد القادر دندن المختصين في العلاقات الدولية من جامعة عنابة، وبمعية ومساهمة مجموعة من الباحثين الأكاديميين الجزائريين من تخصصات متعدّدة وجامعات مختلفة: «عنابة، قسنطينة3، باتنة، أم البواقي، قالمة، برج بوعريريج، سطيف، سكيكدة، الوادي، البويرة، الجزائر3».
تناول الكِتاب عبر فصوله الثلاثة، معضلة التنمية في الجزائر منذ الاِستقلال، حيث كان الفصل الأوّل خاصًا بالإحاطة بالتنمية وتطوراتها النظرية والمفاهيمية، ثمّ التطرق إلى الخيار الاِشتراكي للجزائر بعد الاِستقلال، وبعدها دراسة التنمية في ظل سياسات الاِنفتاح واقتصاد السوق مع بداية التسعينيات، مع رؤية نقدية لكلا الخيارين ولأسباب فشلهما في تحقيق الأهداف المرجوة.
فيما خصص الفصل الثاني لدراسة أهم المؤشرات التنموية في الجزائر، وذلك اِنطلاقًا من المفهوم الشامل ومتعدّد الأبعاد للتنمية، بجوانبها الاِجتماعية والتربوية والصحية ورأس المال البشري والمرأة وغيرها، وفقًا لأرقام وإحصائيات عن واقع التنمية في مختلف القطاعات، طبقًا لأهداف الألفية الإنمائية للأُمم المتحدة، وأهداف التنمية المُستدامة.
في حين كان الفصل الثالث فضاءً لاِستعراض أهم البدائل المُتاحة للخروج من المأزق التنموي في الجزائر، سواء تعلق الأمر بالسعي لإقامة اِقتصاد متنوع بعيداً عن سلطة المحروقات، أو مزايا الاِقتصاد الدائري والتضامني، والبدائل التي يُتيحها القطاع الزراعي وغيرها.
في الأخير خلص الكِتاب إلى أنّ أساس المأزق التنموي في الجزائر يعود أوّلاً وبالأساس إلى الاِفتقاد لنموذج تنموي نابع من الواقع والقيم الجزائرية، في مقابل الاِستمرار في اِستيراد نماذج إيديولوجية غربية بالأساس، وبعيدة عن واقع تجاربنا وسياق تطورنا الاِجتماعي والثقافي والاقتصادي، كما أنّه لا توجد لحد الآن بدائل قادرة على سد هذه الفجوة، نظراً لغياب إستراتيجية ورؤية شاملة وبعيدة المدى تجعل من الإنسان الجزائري بالأساس المنطلق الرئيسي لأي عملية تنمية أو تغيير.
نوّارة/ ل