غيب الموت صبيحة أمس، رمزا آخر من رموز الفن الجزائري، في زمنه الجميل، و هو المخرج و الممثل الكوميدي و الموسيقي محمد أمزيان إبراهيمي، الشهير في الساحة الفنية باسم محمد حلمي، عن عمر ناهز 91 عاما، تاركا خلفه اقتباسات لمسرحيات لكتاب عالميين، و 04 أوبيراتات و حوالي 10 أفلام كوميدية موسيقية، و أكثر من 30 فيلما متوسطا و قصيرا، بالإضافة إلى 70 أغنية.
وبعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسالة تعزية إلى عائلة الفنان، و جاء فيها «تلقيت بتأثر و أسى، نبأ انتقال الفنان المرحوم محمد حلمي، إلى جوار رب العزة، تولاه المولى عز وجل بالرحمة والمغفرة».
وأضاف «أمام هذا المصاب الأليم ونحن نودع واحدا من مشاهير الساحة الفنية الذين ساهموا بمواهبهم و إبداعاتهم، في إثراء الإنتاج التلفزيوني و السينمائي على مدى سنوات طويلة، و تركوا بصماتهم الواضحة في العديد من الأعمال الفنية الهادفة و الراقية، والذي استحق بجدارة لدى عموم الجمهور والمهتمين
بالثقافة والفن في بلادنا كل التقدير والاحترام، أتوجه إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الثقافية والفنية، بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته».
الفنان الذي ووري الثرى عصر أمس بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة، من مواليد أزفون بتيزي وزو، و غادر مسقط رأسه في سن 13، إلى الجزائر العاصمة، فعثر له طبيبه الذي كان يعالجه من التهاب العظم، عملا كساع في شركة تأمين، بالموازاة مع متابعة دراسته بالمراسلة لمدة ثلاث سنوات.
التحق سنة 1948 بفرقة أوبيرا الجزائر سابقا، بقيادة محيي الدين بشطارزي، الذي كان يسند له أدوارا صغيرة ، ثم التحق عام 1949 برضا فلكي بالإذاعة.
كتب الفقيد أول مسرحية برصيده و عنوانها «أغو جيل» (اليتيم) سنة 1952، ثم كتب سيناريو أول فيلم طويل له، عنوانه «مغامرات موحوش» سنة 1959 و مثل في هذا الفيلم، رويشد و علي عبدون و حسن الحساني.
برصيد الفنان محمد حلمي عدد كبير من المسرحيات الإذاعية باللغتين العربية و الأمازيغية، منها اقتباسات لمسرحيات موليير وشكسبير و غيرهما، وأربع أوبيراتات وحوالي عشرة أفلام كوميدية موسيقية و أكثر من 30 فيلما و اسكاتشات، منها «عايش باثناش» و«الولف صعيب» بالإضافة إلى 70 أغنية.و بعد الاستقلال ألف العديد من الاسكاتشات التي تستعمل الأغنية القصيرة و انطلق في إخراج أفلام قصيرة، ومتوسطة، على غرار» أشكون يسبق»، «الغموق»، «الشيتة»، «متفاهمون» و غيرها.في 1993 أخرج و أنتج أول فيلم طويل على حسابه و عنوانه «الولف صعيب» و نشر على نفقته مسرحية هزلية عنوانها «ديمقراسيرك» أو «صرخة الصمت» و مؤلف «مشوار عجيب.. سيرة ذاتية و حاضر الماضي»، عن منشورات القصبة في 2003. إ.ط