العندليب عساف يصدح بصوته العذب و يشكو جرح فلسطين
شهدت السهرة العاشرة و الختامية لمهرجان جميلة العربي في طبعته الحادي عشر الذي حمل شعار «شعب واحد..وطن واحد»، توافد جماهيري غفير يعتبر الأكبر على الإطلاق منذ انطلاق فعاليات المهرجان، زيّنها حضور عائلات ومقيمين من الجالية الفلسطينية بالجزائر، حضروا خصيصا من أجل الاستمتاع بأغاني نجم البرنامج الشهير «أراب أيدول» في موسمه الثاني الفلسطيني محمد عسّاف، في سهرة أعادت للأغنية الجزائرية بريقها بفضل الأداء المميّز لطلاب مدرسة ألحان وشباب.
سهرة الختام ميّزتها أصوات خرجي برامج المواهب لمحلية و العربية، حيث كانت البداية مع ألمع تلاميذ ألحان و شباب عودة المدرسة على غرار عبد الله الكرد، جلول مرقة، عادل داود، لمياء بطوش، تينهنان، عمر بالحرمة، سفيان زيقم، هشام حنفي عدة إضافة إلى الفنان عماد باشا ابن ولاية سطيف الذي وصل إلى المرحلة النهائية في الطبعة ما قبل الأخيرة و الذين أبدعوا تحت قيادة المايسترو كمال معطي قائد الفرقة الموسيقية الوطنية، في إعادة أغان من مختلف الطبوع استهلوها بأغنية «جيناكم زيّار» للمطربة القديرة مريم وفاء و التي قدمها كل من سفيان زيقم وهشام حنفي عدة، تلتها رائعة التراث الغنائي الجزائري «حيزية» للراحل عبد الحميد عبابسة ثم أغنية «بلادي راهي لاباس» التي عرّج بعدها الطلبة المتألقين على الطابع الترقي بصوت كل من لمياء بطوش و جلول مقة الذين أبدعا في أداء الأغنيتين المعروفتين «أمين..أمين» وكذا «دمعة..دمعة» للفنان الراحل عثمان بالي.
النغمة الوهرانية الأصيلة كانت هي الأخرى حاضرة من خلال أغنية «حمامة» للفنان الكبير بلاوي الهواري و التي وقعها كل من الطالبين هواري بوعبد الله وعمر بالحرمة. السهرة تواصلت بتقديم جديد خريجي مدرسة ألحان و شباب على غرار الطالبين سفيان زيقم وعبد الله الكرد الذين انتقى كل منهما أغنيتين جديدتين من ريبرتوارهما الغنائي الأولى بعنوان «شرقت وغربت» والثانية بعنوان «الجزائر راكي لاباس»، لتصدح بعدهما الفنانة القبائلية تينهنان بأغاني قبائلية معروفة للشيخ الحسناوي «أسندو» و «أراوح أرواح»، كما جابت روح الفنان الراحل الشاب عزيز أرجاء وزوايا ركح كويكول بعد انتقاء عبد الله الكرد وعماد باشا لأغنيتيه الشهيرتين «يا الجمّالا» و «لهوا و درارا».
السهرة الأخيرة من المهرجان عرفت كذلك تألق نجم ومحبوب العرب محمد عساف القادم من مدينة رام الله الفلسطينية المجاهدة، والملقب بعندليب فلسطين الأسمر، الذي عبق الركح بنغمات طربية إضافة إلى أغانيه الخاصة التي حققت نجاحا منذ بروزه في برنامج «آراب آيدل» و غيرها من الأغاني التي قال بأنه حضّرها خصيصا للجمهور الجزائري الذي يعشقه لحد النخاع.
الفنان استهل فقرته بأغنية «يا دنيا عليّ اشهدي» الثورية التي تنادي إلى التحرر وتناصر القضية الفلسطينية، تلاها بأغنية «يا طير الطاير» الراقصة التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والغناء خاصة الجالية الفلسطينية التي رقصت على وقع الدبكة، قبل أن يعيد الهدوء إلى المكان بأغنية مؤثرة «وين رام الله» التي تروي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني الغاشم.
و سرعان ما عادت الأجواء الراقصة تحت أنغام «يا حلالي يا مالي» من الطابع الفلسطيني الفولكلوري والثوري التي تتحدث عن ثوّار القضية، والتي أعقبها سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة بأغنية ثورية أخرى معروفة بعنوان «دمي فلسطيني» التي تفاعل معها الجميع بالرقص والتصفيق وترديد كلماتها المعروفة.
و دفع إلحاح الجمهور على بعض الأغاني التراثية إلى رضوخ نجم السهرة الذي لبى طلبه و أدى ببراعة رائعة «عليّ الكوفية» التي غناها في سن المراهقة وأصبحت فيما بعد إحدى أغاني التراث الفلسطيني، و التي تفاعل معها الجميع مثلما تفاعل مع باقي الوصلات الطربية التي انتقاها من رصيد الراحلة وردة الجزائرية منها «في يوم وليلة» و رائعة العندليب عبد الحليم حافظ «زين الهوى وقال الهوى» ليختم وصلته بتقديم أغنية «أيوه هنغني»، التي أسدل على أنغامها الستار على فعاليات مهرجان جميلة العربي بعد عشرة أيام شهدت مرور المئات من الفنانين على ركح كويكول العريق. رمزي تيوري
محمد عساف
قال محمد عساف خلال ندوة صحفية نشطها على هامش مهرجان جميلة بأنه ابتهج لتلقيه دعوة المشاركة في مهرجان جميلة العربي مشيدا بسحر المكان الذي اعتبره صرحا فنيا وثقافيا جزائريا راقيا، كما نوّه بحفاوة جمهور جميلة الذي قال عنه «أهل للفرح والسعادة «آسرا بأنه لطالما أمل في غد أفضل من خلال تبليغ رسالة الفن، كما حلم بأداء أغنية جماعية تتحدث عن القضية الفلسطينية.
و قال بأنه يتشرّف بأن يكون جزائريا» حبي للجزائر وشعبه العظيم بشكل خاص، يشرفني أن أكون جزائريا، هنالك تقارب كبير بين الشعبين الفلسطيني والجزائري منذ الأزل، درسنا في التاريخ منذ الصغر الثورة الجزائرية وتأثرنا بها، أحمل مودة خاصة له، و أنا اليوم أنقل لكم مودة الشعب الفلسطيني «.
عن حياته الخاصة و ما تعرض له الشعب الفلسطيني قال نجم السهرة الختامية»أنا لاجئ و أقاسي مرارة الاحتلال و أحمل قضية شعب يتعرّض للظلم و أرى فلسطين في كل مكان و لولا بلدي لما أنا موجود، الفن رسالة سامية وتؤثر في الشعب ..والفن ليس عبارة عن فيديو كليب أو موديلات تتراقص، بل هو بالنسبة لي رسالة مثله مثل الحب، رسالته قوية خصصت جانب كبير منها لقضية وطني التي أحملها لآخر المشوار».
و تحدث الفنان عن عرض قدم له بخصوص بطولة فيلم يروي قصة حياته، «رفضت في البداية المشاركة في عمل درامي يحكي قصة حياتي لأسباب شخصية لأني في بداية مشواري ولا زلت بعيدا لأكون شخصية محورية لفيلم، سيتم عرضه في عدة مهرجانات و سيكون فيلما عالميا يتحدث عن المعاناة الموجودة بفلسطين والمواهب الشابة، قمت بحذف بعض الأشياء التي لم أجد بأنها مهمة أو بعيدة عن حياتي أتوقع نجاحه على الصعيد العالمي ومجموعة أم بي سي بادرت إلى إنجازه».
«أحب الموسيقى الجزائرية لأنها رائعة جدا، فيها نوع من السهل الممتنع، مثل «يا الرايح»، «وهران» أتمنى أن أسجل أعمالا مغاربية.. أتوّقع النجاح للفنانين الجزائريين مثلما حدث مع المغربي سعد المجرد الذي أعطت أغانيه باللهجة المغربية صدى عربيا مميّزا.. أتمنى النجاح للفنانين الجزائريين واللهجة الجزائرية ليست صعبة..و الدليل الشاب خالد غنى بطريقة جميلة و وصل إلى العالمية».
أما عن دور الفن في القضية الفلسطينية فقال «الفن مناسب لشحذ الهمم للثوار الفلسطينيين، حدث ذلك منذ ثورة 36 إبان الانتداب البريطاني على فلسطين ثم ثورة البراق وثورة 65 وغيرها، كانت بعض الفرق متواجدة جنبا إلى جنب مع منظمة التحرير الفلسطينية مثل فرقة المجموعة وفرقة العاشقين». رمزي تيوري
تصريحات طلبة ألحان وشباب
سفيان زيقم
«دمجت آلات حديثة مع الموسيقى الصحراوية لعصرنتها»
«أنا ابن المنطقة الصحراوية والغناء الصحراوي لون جزائري حصري، لا يوجد في أي منطقة أخرى، ترعرعت هناك وأحس بالمسؤولية لكوني شاب درس الموسيقى و اهتم بهذا اللون.. الأغنية الشبابية طغت في الآونة الأخيرة على حساب الطربية أو الفولكلورية التي بدأت تتراجع، أحاول لعب دور فعال في المحافظة على التراث الجزائري من ناحية اللهجة أو الطابع ومنحه الصبغة الشبابية، قدمت أغاني باستعمال آلات حديثة في الطابع الصحراوي محاولة لإبراز النغمة الصحراوية.. تعتبر مشاركتي الثالثة في مهرجان جميلة العربي، و سأقدم برنامج يمثل الفنانين الجزائريين لخدمة الأغنية الجزائرية».
هشام حنفي عدة
«مشاركتنا في جميلة نوعية ونسعى لتحبيب التراث للجيل الجديد»
«مهرجان جميلة أخذ صبغة عالمية و شرف لنا أن نكون ضيوفا عليه ونمر عبر ركحه، جميل أن نقف أمام الجمهور السطايفي الذواق، خاصة أنها ثالث مرة نشارك فيها بالتظاهرة و نقدم أغان لعمالقة الفن الجزائري خاصة الذين رحلوا على غرار أحمد وهبي و خليفي أحمد، لإرضاء الجمهور و كل الجزائرين، نهدف إلى إحياء التراث الجزائري العريق وتحبيبه للشباب والجيل الجديد».
عمر بالحرمة
«خريجو ألحان وشباب موهوبين و يمكنهم المشاركة في كل التظاهرات»
«التراث الجزائري إن كان صحراويا أو شاويا أو في أي طبع كان نؤديها بصورة متقنة من أجل الحفاظ عليه، نشكر القائمين على الفن الجزائري و نتمنى النجاح للمهرجان، يمكن لخريجي ألحان وشباب أداء مختلف الطبوع الغنائية وإتاحة الفرص لنا في مختلف المهرجانات، يمكننا أداء ملاحم وأغاني جماعية وغيرها من الطبوع الفنية».
عبد الله الكرد
«حاولت الانتشار عربيا في عرب آيدل لكن ألحان وشباب منحتني فرصة البروز»
«تعتبر المرة الرابعة التي أشارك فيها بمهرجان جميلة، رافقنا عدة فنانين عرب وتقاسمنا معهم الركح، الأمر الذي يعطي للفنان دفعا وقيمة معنوية، يشرفنا أن نغني إلى جانب الفنان الفلسطيني محمد عساف، كل طبعة لمهرجان جميلة تتميّز عن الأخرى بمساندتها لمختلف الشعوب و الدول الشقيقة، على غرار فلسطين وغزة الصمود، مثلما حرصت طبعات أخرى على مساندة لبنان الصمود والسنة الحالية شعب واحد و وطن واحد، نسعى لتبليغ رسالة بأن الجزائريين يد واحدة ضد أي عدوان».
«برامج التلفزيون الواقع و اكتشاف المواهب الشابة يساهمون في الحياة الفنية للفنان، كنت في طبعة واحدة مع محمد عساف وسعد نزار لكن للأسف لم أواصل المشوار لسبب المرض، ألحان وشباب منحتني الطموح و كنت في البداية أغني الأغاني العربية و الطربية مثل أغاني أم كلثوم وصباح فخري وغيرها، أطمح لأن أجد مكانا في الساحة الغنائية العربية.. أعتبر نفسي محظوظا لأنني غنيت بالعديد من المسارح العربية والعالمية».
عادل داود
«الإعلام يلعب دور كبيرا في انتشار الفنان»
«نتشرف بإحياء حفل اختتام مهرجان جميلة العربي برفقة الفنان محمد عساف، نحاول إحياء وتوثيق التراث الجزائري من مختلف الطبوع الغنائية بأصوات شابة..نحاول الاجتهاد في تقديم أحسن صورة عن الأغاني التي صنعت ملاحم الجزائريين وأطربتهم في مختلف تاريخ الجزائر..للإعلام دور كبير في صناعة الفنان و انتشاره الوطني والعربي».