أطلقت جمعية بن جلول العلمية والثقافية بولاية البليدة، مشروع إنجاز مكتبات عمومية بالساحات العمومية، و محطات نقل المسافرين و القطار، بهدف تشجيع المواطنين على المطالعة، بعد أن سيطرت التكنولوجيات الحديثة و الهواتف الذكية، على العقول و هجر الناس الكتب و المطالعة، خاصة في الأماكن العمومية.
حسب رئيس جمعية بن جلول بوعلام بلحاج، فإن فكرة مشروع المكتبات العمومية، جاءت بعد نجاح تجربة مماثلة بإحدى الولايات الجنوبية، حيث عرف المشروع إقبالا من طرف المواطنين، و تسعى الجمعية إلى نقل هذه التجربة إلى مدينة البليدة، خاصة و أنها من الولايات التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، و تشتهر بعدد من الساحات العمومية التي يمكن أن تنجز بها مكتبات عمومية تكون قبلة لعشاق الكتاب والمطالعة.
و أوضح نفس المصدر، بأن أول مكتبة، ستكون بساحة أول نوفمبر بوسط المدينة المعروفة بساحة التوت، لأن هذه الساحة قبلة المواطنين للاستجمام و الراحة، كما تحيط بها المقاهي من كل جهة، وينتظر أن يلقى مشروع مكتبة عمومية بهذه الساحة، تجاوبا من طرف المواطنين.
أما المشروع الثاني، حسب نفس المصدر، فسيكون بساحة الحرية بباب السبت، وهي إحدى الساحات التي تستقطب يوميا عشرات المواطنين، خاصة المتقاعدين، وقد يجد رواد الساحة في مشروع المكتبة العمومية، الفرصة للمطالعة والعودة إلى أحضان الكتاب، بعد أن قللت من جمهوره التكنولوجيات الحديثة، خاصة الهواتف الذكية و مواقع التواصل الاجتماعي.
حسب رئيس جمعية بن جلول، فإن المشروع سيشمل لاحقا محطة القطار بمدينة البليدة، و محطة نقل المسافرين، لما بين الولايات بحي الرامول، بحيث يمكن للمسافرين استغلال أوقات الانتظار بمطالعة الكتب، إلى جانب بعض المقاهي التي تستقطب عددا كبيرا من المواطنين، على أن تعمم التجربة بعد نجاحها بمدينة البليدة ، على المدن الكبرى الأخرى بالولاية، و منها بوفاريك، أولاد يعيش، والمدينة الجديدة ببيونان. و كشف المتحدث عن استفادة الجمعية بمبلغ 60 مليون سنتيم من طرف وزارة الثقافة التي رحبت بالفكرة و دعمت المشروع، مشيرا إلى أن المبلغ سيخصص لإنجاز مكتبات و تثبيتها على مستوى المواقع المذكورة ، مضيفا بأن اقتناء الكتب لدعم هذه المكتبات، سيكون وفق معايير مدروسة بعناية، حيث سيتم التركيز على الكتب التاريخية و الدينية و الثقافية، إلى جانب قصص الأطفال.
و شدد المتحدث بأن المشروع يرمي إلى غرس ثقافة المطالعة و تشجيع المواطنين عليها، خاصة الأجيال الجديدة التي أثرت عليها التكنولوجيات الحديثة بشكل كبير، مما جعلها تهجر الكتب و تبحث عن المضامين الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي و الفضاءات التكنولوجية الأخرى، مشيرا إلى أن الجمعية وجهت نداء للمحسنين، للمساهمة في هذا المشروع الثقافي الهام.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع كان قد أطلقته منذ سنوات مجموعات شبانية بمدينة البليدة ، على مستوى ساحة أول نوفمبر بوسط المدينة، لكنه لم يصمد طويلا، لهذا تسعى جمعية بن جلول إلى إعادة إحياء المشروع من جديد و الوقوف عليه من أجل أن يلقى صدى لدى المواطنين.
نورالدين ع