سيت كوم - إسعاف كوم - محاكاة لواقع مستشفياتنا
كشف المخرج مهدي سفيان تسابست، عن قرب جاهزية عمله الجديد « إسعاف كوم»، وقال، بأن السيت كوم المنتظر خلال رمضان القادم، سيكون صورة عن واقع مستشفياتنا كما تحدث مخرج سلسلة « سبع حجرات» في حواره مع النصر، عن الجوانب التقنية الجديدة التي اعتمد عليها في تصوير العمل ليقدم نسخة مختلفة عن المعهود.
* حاورته: حليمة خطوف
النصر: روجتم كثيرا لسيت كوم «إسعاف كوم» وقلتم بأنكم متفائلون بشأنه، فهل سنشاهد عملا قريبا إلى سلسلة « سبع حجرات» أم ستقدمون قالبا جديدا هذه المرة؟
ـ تدور أحداث السيت كوم، داخل عيادة طبية، تنفرد شخصياتها بكاريزما معينة، لقد حاولنا إسقاط السيناريو على الواقع المعيش في المستشفيات و العيادات الطبية في الجزائر وذلك عن طريق توزيع الأدوار على نحو يعطي للعمل صبغة حقيقية و يحاكي أحداثا تعيد رسم معالم شخصيات نقابلها فعليا في مصالح الاستشفاء.
حدثنا أكثـر عن المشروع هل يضم وجوها جديدة ومن هم نجومه؟
ـ السيناريو للكاتب والممثل طارق بوعرعارة، نجم سلسلتي طيموشة و بابور اللوح، بطولته جماعية لكنها تمنح فرصة البروز و التألق لكل شخصية على حدا، يضم العمل بالعموم كوكبة من النجوم أبرزهم، فتيحة وراد و عيسى شواط و زوبير بلحر و إسلام بوخناش، بالإضافة إلى مريم عميار و هواري ملوك و رضا عينين، كما تحل الفنانة القديرة فريدة كريم، كضيفة شرف على حلقات السلسلة إلى جانب ممثلين من ولاية قسنطينة.
هل سيعرض العمل ضمن الشبكة الرمضانية أم خارج الشهر الفضيل؟
ـ السيت كوم سينافس ضمن قائمة الأعمال الرمضانية و العمل عليه جار على قدم وساق، حيث أنهينا تصوير 15 حلقة إلى الآن، يقوم فريق الإعداد بضبطها تقنيا، في انتظار الانتهاء من تصوير 15 حلقة إضافية، لنكمل بذلك 30 حلقة ستعرض بمعدل يومي طيلة الشهر الفضيل. سيُعرض البرنامج على القناة العمومية، كونها الجهة المنتجة له، وهو من الإنتاجات الداخلية الأولى للمؤسسة الوطنية للتلفزيون.
في ماذا يختلف « إسعاف كوم» عن أعمالك السابقة؟
ـ الفرق سيكون واضحا مع بداية عرض أولى الحلقات، فقد وضعت لمستي الخاصة في كل الجوانب الإخراجية على غرار الجانبين الفني و التقني، إذ لم نعتمد فقط على الكاميرات الثابتة كما جرت العادة، بل استخدمنا الكاميرات المتحركة كذلك، لنضفي طابع الحداثة على الصورة.
كما عملنا أيضا، على تحسين حركية الصورة والممثلين لأنهما عاملان يصنعان الفارق ويخلقان عنصر التشويق الذي يشد المشاهد لمتابعة العمل.
هل نتحدث هنا عن الدراما أم الكوميديا؟
ـ يمكن القول بأننا مزجنا الكوميديا مع القليل من الدراما لنخلق نوعا من الواقعية التي تحاكي فعليا ما نعيشه في مستشفياتنا، نحن لا ننتقد أحدا في عملنا بل نصور الحقيقية بطريقة ظريفة يمكنها أن توصل الفكرة بشكل أعمق و أكثر قدرة على الإقناع، هدفي و هدف الطاقم ككل هو رسم الابتسامة على وجوه الجزائريين خلال شهر رمضان، من خلال حلقات لا تتعدى مدتها 12 إلى 15 دقيقة.
لماذا عوض السيت كوم الساكتش و السلسلات الكوميدية التي تعودنا عليها قبلا، هل للأمر علاقة بميزانية الإنتاج أم بموضة تليفزيونية معينة؟
ـ لابد أن نفرق بداية بين هذا اللون الفني و السلسلة الدرامية الكوميدية، فالثانية تعتمد على الحبكة، أما السيت كوم فيركز على اللقطات التصويرية، مع ذلك نلاحظ بأن الكثيرين يطلقون على كل عمل كوميدي تسمية سيت كوم، و هو خطأ شائع، لأن لهذا العمل معايير تحدده.
ظهوره تزامن مع التطور الحاصل في الإخراج التلفزيوني و حتى الكتابة التلفزيونية، لذا يمكنني القول، بأن الاهتمام بهذا المجال، نابع من رغبة الجزائريين في اختبار التنوع و تقديم ومشاهدة أفكار مختلفة.
ما الذي يجعل هذا العمل ناجحا في اعتقادك؟
يعتمد السيت كوم، عموما على الأجزاء الصغيرة، فتميز لقطة ختامية قد يضمن نجاح الحلقة ككل، وهو ما جعل جهات الإنتاج في السنوات القليلة الماضية تصوب أنظارها نحوه لما يحظى به من متابعة عالية.
من جهة أخرى، تتحكم الميزانية المخصصة لكل عمل في نتيجته النهائية و مدى قدرة المخرج على كسر الصورة النمطية للكوميديا البيضاء، فهناك علاقة طردية بين الجانب المادي و التجهيز للعمل ومن ثمة تقديمه في شكله النهائي. نحن ملزمون هنا كمخرجين، بتقديم عمل يختلف كليا عن سابقه و إلا وقعنا في فخ الرتابة والتكرار، كما أن توجهنا للسيت كوم، أمر إيجابي، لأننا نقدم مادة فنية خفيفة و مركزة في مدة زمنية قصيرة، و لهذا تحديدا نرى بأن الهفوات التي تحدث فيه لا تؤثر كثيرا على صورة العمل ولا تعود بالسلب على منتجه أو مخرجه.
هل تحضر لأعمال أخرى هذه السنة؟
ـ أعمل على مشروع فيلم سينمائي، يتحدث عن الثورة التحريرية، فالسينما أيضا تحظى بنصيب من اهتمامي وقد سبق لي أن أخرجت فيلم «دزاير» المتوج بجائزة أفضل تصوير في الدورة السادسة لمهرجان القدس السينمائي بمدينة غزة الفلسطينية.
كلمة أخيرة للجمهــور؟
ـ أشكر كل من شجعنا العام الماضي وساهم في نجاح سلسلة سبع حجرات، و أتمنى أن نكون عند حسن ظن من ينتظر «إسعاف كوم»، نحن نبذل كل جهدنا لأجل إرضاء المشاهد الجزائري، و النهوض بالصناعة التلفزيونية و السينمائية في بلدنا.