"أصدقاء ميلة" يطالبون بنواة لحفظ الأرشيف و معهد للتاريخ
طلبت جمعية أصدقاء ميلة القديمة، على لسان رئيسها البروفسور عبد العزيز سقني، من الجهات المسؤولة، تمكين مدينة ميلة القديمة، من فضاء أو محل يشكل نواة لجمع وحفظ أرشيفها التاريخي و الأثري، إلى جانب معهد لتدريس التاريخ و علم الآثار بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف .
جاء في الكلمة التي ألقاها البروفيسور سقني، عند افتتاح الطبعة 16 لملتقى مدينة ميلة القديمة عبر العصور، المنظم اليوم الأربعاء بالمكتبة الرئيسة مبارك بن صالح للمطالعة العمومية بميلة، أن الاهتمام بميلة بوصفها عاصمة الماء في البلاد، يجب أن يقابله الاهتمام اللازم بها، بوصفها معلم تاريخي و مخبر أثري مفتوح، يضم أكثر من 400 شاهد، وتمكين مركزها الجامعي من فتح معهد لتدريس التاريخ و الآثار، و تخصيص محل لضم أرشيفها و استقطاب كل الأعمال والكتابات المتعلقة بالمدينة القديمة الموجودة والموزعة داخل الوطن وخارجه، ومنها الرسائل التي تمت مناقشتها بعديد الجامعات الوطنية والدولية لنيل مختلف الشهادات العلمية الجامعية، و المداخلات المقدمة بعديد المؤتمرات العلمية التي تناولت مختلف المراحل والحقب التاريخية التي عرفتها مدينة ميلة القديمة.
و ثمن رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة، في ذات السياق، اتفاقية التعاون العلمي والتقني و الثقافي التي كانت الجمعية، بصفتها قوة اقتراح، وراء توقيعها في شهر ماي 2008 بين ولاية ميلة، و قسم التاريخ والآثار بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية بجامعة منتوري بقسنطينة، و كذا الاتفاقية الموقعة بين ولاية ميلة وجامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري بقسنطينة، في شهر ماي 2015 ، كاشفا عن وجود مشروع اتفاقية ثالثة بنودها قيد الدراسة حاليا، سيتم الكشف عنها و عن أطرافها قريبا.
مدير الثقافة والفنون لولاية ميلة جمال بريحي، أشار في كلمته لدى افتتاح الملتقى، إلى المصادقة النهائية و تسجيل مخطط حفظ و استصلاح القطاع المحفوظ لمدينة ميلة القديمة الذي تم نشره مؤخرا بالجريدة الرسمية، و كذلك تسجيل مؤخرا عملية استعجالية، كخطوة أولى، تهدف لإعادة الاعتبار للمدينة القديمة، مستفيدة بعنوان السنة المالية الجارية 2022 من غلاف مالي، كشطر أول، يقدر ب 20 مليار سنتم.
و أكد المسؤول أن هناك تقصير في جانب تثمين قضية التوثيق، وحفظ ما توفر من أرشيف المدينة، متعهدا، رغم نقص الإمكانيات المتوفرة و الكفاءات، بتدارك الأمر.
في المقابل شهد الملتقى تقديم عديد المداخلات من قبل أساتذة مختصين، حيث أكدت رئيسة مخبر البحث للمرحلة الاسلامية من تاريخ الجزائر، الأستاذة الباحثة بوبة مجاني، في محاضرتها الموسومة " علماء ميلة ، النبوغ والتميز ، علي بن محمد بن عمر الميلي نموذجا "، على قيمة التراث العربي الإسلامي في التراث الإنساني، قائلة أنه، بالرغم ما تعرض له التراث العربي الإسلامي من نهب ، سرقة و سلب ، حرق وغرق ، إلا أن الكثير منه، لا يزال شاهدا على قيمته ، و لا نعرف لحد اليوم، عدد المخطوطات العربية الإسلامية التي تناولت شتى مجالات العلوم ، مضيفة "نحن مسؤولون على الكشف عن هذا التراث وحمايته"، مشيرة إلى أن مسلمي الأمس، برغم الأوبئة التي أصابتهم، إلا أنهم لم يتوقفوا غن الدراسة والبحث، عكسنا نحن في ظل جائحة كورونا.
أما الأستاذ عبد الرحمن خليفة، فسلط الضوء على جهده العلمي الذي جسده في كتابه "كرونولوجيا الجزائر "، فيما دعا رئيس الوكالة الوطنية للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأستاذ يوسف عيبش، من جهته، إلى مواصلة الاهتمام بتراث ولاية ميلة، و إنشاء مركز توثيق يحفظ للمنطقة تاريخها و يسهل للباحثين نشاطهم.
إبراهيم شليغم