انطفأ صباح أمس نجم الممثل و المخرج المسرحي أحمد بن عيسى، عملاق السينما و المسرح و التليفزيون، عن عمر ناهز 78 عاما، كما ورد في بيان لوزارة الثقافة و الفنون، تاركا خلفه رصيدا زاخرا بالأعمال الفنية الخالدة التي طالما أثرت المشهد الفني الجزائري، كما كان بمثابة مدرسة في التمثيل، لم يبخل قط على الفنانين الشباب بالمعارف و الإرشادات و التوجيهات، لتحقيق النجاح و التميز في مسارهم الواعد، و قد أطلق و قاد مشروع «نجمة» الذي سمح بتقريب الممثلين الشباب الهواة، من نص كاتب ياسين، و تقديم عشرات الوجوه الجديدة الصاعدة.
الفقيد توفي إثر إصابته بوعكة صحية في مدينة كان الفرنسية، التي كان متواجدا بها، لحضور فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي شارك فيه بفيلمه «نقطة ذهب»، ضمن فئة النقد السينمائي، كما أكد ابنه عماد و عديد أصدقائه و زملائه الفنانين، يتقدمهم المخرج بشير درايس،عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الفقيد من مواليد 02 مارس 1944 بالجزائر العاصمة، متخرج من المعهد الوطني للفنون الدرامية، بدأ مساره الفني في 1971 ، و سطع نجمه، بفضل موهبته الاستثنائية و تكوينه الأكاديمي و احتكاكه بالفنانين الكبار، في باقة من الأدوار بعديد الأفلام، التي جمعته بمجموعة كبيرة من المخرجين الجزائريين، على غرار أحمد راشدي و بن عمار بختي و مرزاق علواش و رشيد بوشارب و غيرهم، كما تألق في أعمال من إنتاج قنوات تليفزيونية جزائرية و فرنسية. و كان بن عيسى من عشاق الفن الرابع، فقد مثل و أخرج عديد الأعمال المسرحية، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، و كذا بمسرح وهران الجهوي، إلى جانب عمالقة الخشبة.يذكر أنه تم إسناد منصب مدير مسرح سيدي بلعباس إلى الفقيد في التسعينيات، أي خلال العشرية السوداء، فوافق، رغم ما كانت تمر به البلاد من ظروف صعبة، فقد كان يرفع دائما التحدي و يتصدى للعراقيل، حتى عندما تقدم به العمر، ليواصل العطاء الفني بنفس شغف بداياته في عالم الفن، و هاهو يرحل تاركا خلفه عديد المشاريع و الأحلام، و من المنتظر أن ينقل جثمانه من فرنسا ليوارى الثـرى بالجزائر. إ/ط