التقى أمس، الكاتب و الإعلامي أحمد بن زليخة مع قرائه على مستوى مكتبة المطالعة «موحيا عبد الله» لبلدية بوجيمة في إطار الطبعة السابعة لصالون بوجيمة للكتاب ، وذلك خلال جلسة بيع بالإهداء لروايته الأخيرة «المغفلون».
* سامية إخليف
قال أحمد بن زليخة في لقائه مع النصر، إن كتابه الأخير «المغفلون» الذي أصدرته دار النشر والتوزيع «القصبة»، هي رواية من النوع الأدبي وقصة خيالية، ليست بعيدة عن الواقع المعاش في السنوات الأولى للقرن الواحد والعشرين، حيث أراد أن يصور الواقع العالمي الحالي الذي يتسم من جهة بالتطور التكنولوجي وخاصة بتطور آليات التواصل الاجتماعي وكل ما له علاقة بالتكنولوجيا، ومن جهة أخرى، أراد أن يتطرق أيضا إلى إشكالية القيم في هذا العالم التقني، إذ يرى ويلاحظ أن التقدم التكنولوجي لم يكن له أثر التطور على مستوى القيم و الأخلاقيات العامة لمختلف المجتمعات، بل فيه نوع من التدهور للقيم مع ظهور مجتمع عالمي إن صح القول ، مشيرا إلى «أننا اليوم نعيش في قرية كونية وعالمية، ولكن هذه القرية عليها أن تهتم بكل ما هو قيم وكل ما هو أخلاق وكل ما يسمح للبشر بتطور نوعي وليس تطور تقني فحسب».
وعن شغفه بالكتابة وماذا تجلب له، قال بن زليخة إن «الحياة هي نفسها الطاقة الحيوية التي تجعله يكتب، مضيفا أن كل واحد منا لديه طاقة حيوية يستعملها في أمر ما، وهذه الطاقة هي التي تجعل الفرد ينظر إلى الكون والمجتمع، ولديه إحساس يتقاسمه مع القراء والمجتمع».
مضيفا ، أنه يجرب أن يبني أدبا راقيا ويكون لديه خاصية النوعية من جهة، وخاصية الأخلاق وكل ما هو مبادئ من جهة أخرى، وهذا هو أمر الإنسان اليوم في العالم المتحول الذي نعيش فيه، إذ يجب عليه أن يدافع عنه ، ويدافع عن القيم مثل الحرية، والأخوة، والإنسانية، والانفتاح على الآخرين، والذكاء، والأدب كأداة للتطور، فكل هذه الأمور، يدافع عنها بالكتابة، وسوف يقترح للقراء منتوجا يكون له خاصية، أولا من باب الجماليات، وثانيا من باب القيمة الأخلاقية.
وفي ما يتعلق بالمقروئية في الجزائر، يرى أحمد بن زليخة أنها موجودة وهناك قراء واهتمام بالأدب وباللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية وحتى باللغة الأجنبية «الفرنسية»، مشيرا في ذات السياق «عندما يكون لديك قراء واهتمام بالأدب، أظن أن الإنسان يكون متفائلا ، وحتى الأجيال الجديدة والناشئة فيها قراء ، وفيها أيضا كتاب وكاتبات وأحيي هذه الديناميكية والنشاط الأدبي المهم، حيث الأدب يبقى أحد الجوانب المهمة لتطور كل مجتمع».
و في ذات السياق، أشار إلى أن هناك خلافة في الأدب الجزائري، فالموروث الأدبي ورثه جيله على الأسلاف الذين سبقوه في هذا الدرب، وهم بدورهم يجربون أن يصلوا إلى مستوى هؤلاء ، مضيفا أن هناك جيلا سبقهم ساهم في تطور الأدب على غرار مالك حداد، ومحمد ديب، ورضا حوحو، وكاتب ياسين، وغيرهم ، مشيرا إلى أن تطور الأدب من تطور المجتمعات والأوطان، والأمة الجزائرية يكون لديها أدب تقترحه أولا لمجتمعها، وثانيا لمجتمعات أخرى، مضيفا بالقول «أظن أننا سنصل إلى غاية قيمة وهي غاية رفع الراية الجزائرية بكل فخر في ميدان الفكر والأدب».
وعن تواجده في صالون بوجيمة للكتاب، أعرب المتحدث عن سعادته بمشاركته في جميع طبعات هذا الحدث الثقافي، و قال إنه يتسم بطابع شعبي وبعد اجتماعي ، مثمنا إرادة المنظمين على سيرورة هذا الصالون في طبعته السابعة، والذي يعتبر برأيه «مثالا حيا لمشروع اجتماعي يؤخذ على عاتق المجتمع المدني» وبصفته ككاتب ومؤلف يقول أنه يشجع مثل هذا النوع من النشاطات.
وعن مشاريعه المستقبلية، كشف أحمد بن زليخة عن إعداد رواية باللغة العربية قريبا ستخص عالم الجبال، مشيرا إلى أن القصة ستتطرق إلى مغامرات على مستوى الجبل ، في حين لم يستقر بعد على العنوان المناسب لهذا المشروع الأدبي الجديد.
كما يستعد لكتابة رواية تاريخية حول الأندلس، مؤكدا في ذات السياق أنه مولع جدا بالتاريخ، وقد سبق له وأن نشر رواية «نافورة سيدي حسان» وهي من الروايات التاريخية التي تطرق فيها لحقبة زمنية لم تتطرق لها الكتب الروائية والأدب خاصة، وهي وصول الغزو الفرنسي إلى الجزائر، كما يستعد لإطلاق مشروع في ميدان تمويل العالم الفلاحي أو الريفي.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب أحمد بن زليخة، له عدة أعمال أدبية ومؤلفات، منها روايات، وبحوث حول الصحافة الجزائرية ، بالإضافة إلى عدة نصوص وأعمدة، وديوان شعري وما إلى ذلك من الأعمال التي أثرى بها المشهد الثقافي الجزائري.
س. إ