الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

حفيدة الفنان الراحل للنصر

تحديث ونشر 700 ساعة من أغاني عبد الكريم دالي قريبا

تمر هذا العام الذكرى السبعون، على أداء الراحل عبد الكريم دالي لأغنيته الشهيرة «مزينو نهار اليوم»، التي تعد جزءا مهما من التراث الفني الجزائري، خصوصا وأنها العنوان الأبرز للاحتفال بالعيد، حيث ألفها ولحنها وأداها المرحوم بنفسه      و كانت إضافة نوعية إلى رصيده الثري، الذي تعمل مؤسسة تحمل اسمه وترأسها حفيدته على إعادة بعثه وإحيائه من خلال تحديث وإعادة إطلاق 700 ساعة من أغانيه كما كشفت عنه للنصر.

أوضحت وهيبة دالي، حفيدة الفنان الراحل، أن هذه الأغنية خالدة و تحمل بصمة الفنان، فرغم أن الكثيرين أعادوا أداءها إلا أن النسخة الأصلية بصوت الشيخ مميزة حتى عند الأجيال الحالية، مشيرة إلى أن جدها قدم لهذا العمل كل ما يملكه من قدرات فنية، كما اهتم كثيرا أيضا بأغنية الرحلة الحجازية  “الحمد لله بلغت قصدي ومنايا”، التي تعد من روائعه الفنية كذلك، مضيفة، أنه كان يؤدي الأغاني أمام أفراد عائلته بعد تلحين القصائد، وذلك ليتعرف على رأيهم قبل تسجيلها و تقديمها للجمهور وأن بصمته كانت تتميز في كل أغنية عن أخرى.
وقالت المتحدثة، إن مؤسسة عبد الكريم دالي، تسعى بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، إلى إطلاق اسم الفنان الراحل، على مؤسسات فنية عديدة، على غرار قصر عبد الكريم دالي في حي إيمامة بتلمسان، و معهد الموسيقى في القبة، وهذا حتى تبقى ذكراه حية، بين الأجيال داخل وخارج الوطن.
 وأضافت، أن وزارة البريد والمواصلات كانت قد أصدرت سنة 2014، بالتنسيق مع وزارة الثقافة، طابعا بريديا تكريما للشيخ، وذلك تزامنا مع ذكرى ميلاده المائة.
وأكدت من جهة ثانية، بأنها تركز منذ تجديد الثقة فيها كرئيسة للمؤسسة التي تحمل اسم جدها، على ضبط برنامج يرتبط  بالحفاظ على الموروث الثقافي للشيخ و تدوينه و إعطائه مكانته في الساحة الفنية، فضلا عن العمل على إعادة الاعتبار للأعمال التي سجلها مابين الإذاعة والتلفزيون الجزائري والمقدرة بأكثر من 700 ساعة من أغانيه، وهي أغان كانت مسجلة في أسطوانات يتم حاليا تحديثها وإعادة ضبطها خاصة فيما يتعلق بالصوت وتسجيلها في دعائم عصرية، من أجل تقديمها للجمهور بشكل أفضل، و العملية متواصلة حسبها  وقد جاء في إطار اتفاقية مع الإذاعة والتلفزيون الجزائري والمعهد العالي للموسيقى، حيث  تم توضيب عدة نوبات في الحوزي والمديح استكمالا لذات المسعى.
وأبرزت، أنه يتم العمل حاليا على إصدار النسخة السابعة من مجلة “مقامات الأندلس” التي تنشر كل 6 أشهر، كما تشرف المؤسسة على تنظيم حفلات أندلسية تكريما للشيخ، ولكل من احتك به أو عاصره من فناني هذا الطبع، مردفة،  أنه من أولويات المؤسسة حاليا، التحضير للطبعة الرابعة لجائزة عبد الكريم دالي، بعد نجاح الطبعة الثالثة التي نظمت في فبراير الماضي، وتميزت بتقديم أوبرات في سهرة الاختتام عكست التواصل بين أجيال هذا الفن العريق، و سلطت الضوء على جميع قصائد الكندي و الفرابي و الأصفهاني و زرياب وإسحاق الموصلي وابن زيدون والمعتمد و ولادة،  إلى جانب التعريف بمستخرجي الطبوع من أمثال ابن الحارث الحبشي مستخرج طبع الزيدان، وغريبة المحررة، مستخرجة طبع الغريب، حيث قدمت الأوبرات على شكل حوار شمل الشعراء الجزائريين  على غرار  ابن يوسف وابن سهلة وابن تريكي، الذين حافظوا عبر القرون على هذه الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية.

وقالت وهيبة دالي، إنه في إطار حماية هذا التراث، فإن المسابقة الفنية لجائزة الشيخ، يشارك فيها شباب من خريجي جمعيات و معاهد الموسيقى الأندلسية، المولعين بهذا الطابع الفني الذي لايزال يعرف إقبالا، ومازال الفن الأندلسي حسبها يجمع الأصوات الغنائية باللباس التقليدي الجزائري، فلا يمكن أن يتم الغناء والعزف إلا إذا كان كل أفراد الجوق يرتدون اللباس التقليدي، ليكون في الواجهة و يعكس أصالة التراث الوطني بكل تنوعه، كما لا يزال جوق الأندلسي كاملا، عكس الطبوع الأخرى التي أصبحت تعتمد على العلبة الريتمية، وذلك لأن شيوخ هذا الفن وضعوا قواعد ثابتة له يجب الالتزام بها ومواصلة العمل وفقها، لكي يحافظ الطابع على جماليته. وحسب المتحدثة، فإن أغلب أحفاد الشيخ عبد الكريم دالي مرتبطون بالفن و التحقوا بجمعيات الأندلسي، حيث أنها تعلمت الأندلسي مع جمعية «السندسية» وتواصل  العزف حاليا مع جمعية قرطبة بالعاصمة.
محدثتنا قالت، بأنها لا تتذكر الكثير عن جدها لأنه توفي وهي في الخامسة من العمر، مع ذلك فإن صورة اللمة العائلية لا تزال عالقة في ذهنها، فرغم أنه كان أستاذا وشيخا ومعلما يتميز بالصرامة الكبيرة في عمله ومع تلاميذه في المعهد، إلا أنه بمجرد أن يدخل البيت، يصبح الأب والجد الحنون الذي يحمل معه كيس الحلوى ويجمع الأحفاد من حوله ويلاعبهم ثم يروي لهم الحكايات، وقد كان محبا للفن ومحبا أكثر لعائلته على حد تعبيرها.
للعلم، ولد الشيخ عبد الكريم دالي، في تلمسان عام 1914  وكان له مسار موسيقي وفني حافل مع “فرقة بخشي” بتلمسان وفرقة “الشيخة طيطمة”، استقر في العاصمة سنة 1947 وانضم إلى “فرقة المحطة”، ثم أصبح مدرسًا في مدرسة “حسين داي” وفي عام 1971، أصبح أستاذا بالمعهد الوطني للموسيقى، كما قدّم عروضًا مع فرقة إذاعة الجزائر، تحت قيادة محمّد فخرجي، التي انضم إليها سنة 1952. شارك في إعداد مؤلف “أنطولوجية الموسيقى الأندلسيّة” المكون من جزأين مع الشّركة الوطنيّة للنّشر والتّوزيع، و قام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان، توفّي الشيخ عبد الكريم دالي سنة 1978، و دفن بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة.
خيرة بن ودان

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com