أكد مختصون أن طريق التوحد لن يكون عائقا أمام تمدرس الأطفال إذا ما تم التكفل به مبكرا و شدد متدخلون في ملتقى طبي، نظمته جمعية أمل لأطفال التوحد بميلة ، أمس الأول، بدار الثقافة مبارك الميلي، على أهمية المرافقة ودور المحيط في التكفل بهذه الشريحة، كما تم التطرق إلى تفعيل دور الرعاية التربوية الخاصة وتنمية مهارات التواصل لدى هذه الفئة من الأطفال ومساعدتهم على الاندماج الاجتماعي.
وأكد مدير النشاط الاجتماعي والتضامن، بملية، عبد الحق جزيري، على الدور الكبير الذي تبدله الجمعيات في مساعدة أطفال التوحد، كما تطرق المتدخلون من أطباء و أخصائيين نفسانيين وأساتذة جامعيين، إلى واقع هذه الشريحة في مجتمعنا مشددين على أهمية مرافقة الأطفال بشكل متخصص و مبكر، لأن التوحد اضطراب عصبي يسبب مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي، و تنجر عنه سلوكيات غريبة وغياب كلي للتواصل والتفاعل داخل المجتمع، فضلا عن محدودية النشاط وهو ما يدخل هؤلاء الصغار في عزلة تستوجب التدخل النفساني و العصبي أحيانا.
وقال المختصون، أن أكثـر ما يرتبط بطيف التوحد من أعراض، هو عدم إظهار المصاب لأية رغبة في التواصل مع الآخرين و بناء علاقات وهو ما يزيد الضغط على أولياء الأطفال، وأوضحت بهذا الخصوص أخصائية الأمراض العقلية للأطفال بمستشفى جبل الوحش بقسنطينة، ريان بريك، أن أعراض طيف التوحد تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة من سنتين إلى ثلاث سنوات، وتختلف من طفل إلى آخر، فهناك من يعانون من مشكل في التواصل مع الآخرين و بينهم من يملكون نمطا فريدا ومتكررا في السلوك، و أكدت الطبيبة، أنه لا يوجد علاج طبي شاف لاضطراب طيف التوحد، إلا أن التكفل المبكر المكثف قد يحدث فرقا كبيرا في حياة العديد من الأطفال.
ومن جهته أكد الدكتور بن عبد الله، طبيب أمراض عقلية بالمؤسسة الاستشفائية بوادي العثمانية بميلة، بأنه يجب على الأولياء والمؤسسات مرافقة مرضى التوحد وإعانتهم نفسيا و طبيا من أجل تسهيل اندماجهم في المجتمع، مشيرا إلى أن التوحد ليس عائقا، ولكن يجب على الإنسان فهم طريقة وعملية تواصل المصاب به والاجتهاد لمساعدته على بناء شخصيته.أما رئيسة جمعية أمل للتوحد بملية أسماء خطابي، قالت، بأن الولاية لا تتوفر على مركز مخصص للمصابين بالاضطراب، وهو ما يضاعف معاناتهم، حيث طالبت بإنشاء مركز للتكفل بهؤلاء الأطفال و توفير الرعاية المناسبة لهم و مرافقتهم بالشكل المطلوب.
مكي بوغابة