الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الفنان و الشاعر ياسين بوذراع نوري للنصر: الفن التشكيلي غائب عن المشهد الثقافي و في ديكور الجزائريين


تأسف الفنان التشكيلي و الشاعر ياسين بوذراع نوري لغياب فضاءات تحتضن الفنان التشكيلي و تعرض إبداعات فنانيه أمام الجمهور، كما فصل خلال حديث جمعه بالنصر، في الأسباب التي جعلت الجزائري لا يتذوق هذا النوع من الفن و لا يعطيه مساحة ببيته  كاشفا عن مشروع جرافيكي جديد قال، بأنه سيثري الساحة الثقافية قريبا.
يرى الفنان ياسين بوذراع نوري، بأن الفن التشكيلي مغيب في الديكور الداخلي لبيوت الجزائرين، رغم كونه عنصرا مهما لما يضفيه من جمالية على الفضاءات الداخلية، فضلا عن كونه موروثا يعكس ثقافة شعوب وقال، في لقاء جمعنا به على هامش تكريمه مؤخرا بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، أن واقع الفن التشكيلي في بلادنا مؤسف فالرسم حلقة مفقودة في ديكورات الجزائريين، وذلك امتداد لنوع من اللامبالاة بهذا الفن الذي يفتقر أيضا لرعاية الجهات المسؤولة، و لإرادة حقيقية لتحقيق التغيير بما يسمح بالنهوض به و تكريس ثقافته لتهذيب الذوق و الرقي به، مضيفا، بأن وضعية المجال تتضح من خلال انعدام قاعات عرض دائمة و معارض أو تظاهرات ثقافية خاصة به،  إذ غالبا ما تخصص له أروقة فقط في رواق من أروقة صالونات و مهرجانات الصناعات و الحرف التقليدية يدخلها قليل جدا من الزوار، مؤكدا بأنه كثيرا ما يستقبل خلال مشاركته في هذه المعارض أربعة  أشخاص طوال مدة العرض، إلى جانب قليل من الأصدقاء.
و قد زاد تغيب الفن التشكيلي من المشهد الثقافي، من قطيعة الجزائري مع هذا الفن كما قال، ولذلك لا يمكن أن نتحدث عن توظيفه في الديكوارت الداخلية الخاصة بالمنازل أو المكاتب و الهيئات و المؤسسات وغيرها وقال بأن تلك اللوحات التي نجدها في المنازل أحيانا مستوردة في أغلبها و هي لوحات تجارية تصنف كقطع للزينة وليست إنتاجا فنيا بكل ما يحمله من معان وأبعاد ثقافية ودلالات، حتى تلك المقلدة لأعمال عالمية شهيرة مثل لوحة الموناليزا أو رسومات إيتيان ديني، لأنها نسخ بدون روح.
 الشاعر، قال أيضا، بأن إبداعات الفنانين الجزائريين ليست مطلوبة لغرض الامتلاك و الاستغلال، بما في ذلك أعماله الخاصة، ولذلك يكتفي بعرضها في المناسبات و الاحتفاظ بها في مرسمه كما قال.
الإرادة موجودة لكن الجو العام غير مناسب
و عن رأيه في تخصيص جناح للفن التشكيلي في الطبعة الأولى من صالون العقار و الديكور بقسنطينة، و ما إذا كانت هذه الخطوة دليلا وجود إرادة حقيقية لتغيير واقع الفن التشكيلي، و إحياء سوقه، اعتبر الفنان، المبادرة استثنائية و تستحق التثمين، رغم عدم تفاؤله بإمكانية حصول تغيير  فعلي و سريع في نظرة المجتمع إلى هذا الفن، وذلك بسبب الجو العام الذي لا يشجع على الأمر  في ظل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التي حصرت تفكير الجزائري في البحث عن قوت يومه، و هو ما لا يوحي حسبه، باحتمال حدوث نقلة نوعية قريبا مضيفا، بأن الأمر لا يتوقف فقط عند سوق الفن التشكيلي، فحتى الإقبال على دراسته تراجع بشكل ملفت و يمكن الوقوف على ذلك كما قال، بالقيام بدراسة مقارنة بين عدد الطلبة في فترة التسعينات و عددهم في السنوات الأخيرة، و هذا بسبب غياب فضاءات تحتضن المتخرجين، لتظل إبداعاتهم حبيسة ورشاتهم، مستثنيا اللوحات التي ترسم حسب الطلب، و هي في العموم البورتريهات الزيتية الخاصة.    
و عن مصير قاعة العروض التي كان الفنان التشكيلي الراحل عمار علالوش، يعمل على مشروعها قبل وفاته للم شمل التشكيليين القسنطينيين و الجزائريين عموما، و عرض إبداعاتهم، قال الفنان، بأن الأشغال متوقفة بها دون أن يذكر الأسباب، و دعا إلى ضرورة رد الاعتبار للفنان التشكيلي و توفير الإمكانيات لخريجي مدارس الفنون، وكشف من جهة ثانية، بأنه يحضر لأعمال جرافيكية  يجمع فيها بين الشعر و الفن التشكيلي، و هي عبارة عن قراءات جرافيكية للشعر، أي قراءة قصيدة بطريقة تشكيلية، ستجمع في كتاب، سيكون بحسبه، إضافة للساحة الأدبية والفنية، إذ يعد الفنان من الأنامل التي تبدع في مداعبة الريشة والقلم معا، حيث يكتب الشعر بعين رسام كما عبر، ليتفنن في تقديم هذا الجنس الأدبي الذي يمتاز بالرحابة والقدرة على توظيف تقنيات مختلف الفنون، إذ يرى المتحدث، أن الشعر هو نوع من التشكيل الذي يتفق مع الرسم في ما تتصوره مخيلة الفنان، ليشكلا معا لغة مشتركة و حوارا غنيا يمتزج فيه لحن الكلمة بلون الحرف و يقدمان نصا موزونا ببحور الشعر تعكس شخصية الذات المبدعة.
أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com