شهدت ثاني سهرات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، بقاعة الزينيت أحمد باي، ليلة فنية من العيار الثقيل وقعتها كوكبة من عمالقة الفن الأصيل، الذين أمتعوا الجمهور التواق لهذه الموسيقى التراثية العريقة.
و اختير للسهرة الثانية، عنوان « سول المدينة» وقد ميزها حضور كبير للعائلات، بالإضافة إلى وجوه ثقافية وفنية قسنطينية واستمتع الحضور، بباقة متنوعة من الأغاني لنجوم الفن الأصيل على غرار عبد الرشيد سقني و عباس ريغي و كمال بودة و حسان برمكي و رياض خلفة و عبد الحكيم بوعزيز وغيرهم إلى جانب أنيسة غويزي من إيطاليا.بداية السهرة الفنية، كانت مع الفنانة الإيطالية ذات الأصول الجزائرية أنيسة قويزي، التي أدت أغنية « بالله ياغزالي»، باللغة العربية والإيطالية، و استحقت تجاوب الجمهور و تصفيقه، قبل أن تأخذ الحضور في جولة بين أنغام أغانيها المختلفة، حيث أدت أغنية عن الجزائر باللغة الإسبانية، أدخلت الجمهور في جو تأملي استمر للحظات أمتزج خلالها الطابع الإيطالي بالمالوف الجزائري الأصيل.
وعبرت الفنانة في منتصف فقرتها عن فخرها بالمشاركة في مهرجان دولي لموسيقى المالوف، لما له من مكانة ودور في الحفاظ على هذا الموروث الفني الأصيل وقالت، إن من واجب الجيل الجديد من الفنانين الحفاظ عليه. وصرحت الفنانة للنصر، على هامش حفلها، بأنها جد سعيدة خصوصا بعدما تجاوب الحاضرين معها بقوة، و أوصلت إلى قلوبهم ومسامعهم سحر أغانيها التي أدتها باللغة الإيطالية، مشددة على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث الثقافي اللامادي الذي يبعث في الروح الفرح والسرور.تواصلت السهرة مع الفنان القسنطيني عباس ريغي الذي قدم برنامجين، الأول سلاسل في طابع السيكا، والثاني حوزي عن «آش من سبة لحباب» ثم وصلة من المحجوز القسنطيني. وتقدم عباس ريغي، بالشكر الجزيل للجمهور القسنطيني الذواق الذي حضر بقوة، قائلا : « أشكر العائلات التي حضرت و أنجحت السهرة، وفجرت قاعة الزينيت بالزغاريد والتصفيقات الحارة» مؤكدا، أن الجمهور دائما يشحنه بالطاقة الإيجابية ويغذي روحه بالفرح والسرور لتقديم أغانيه بصدق.
أما الفنان عبد الرشيد سقني المعروف «بطوطو»، فقد أدى خلال هذه السهرة أغنية «بأي سبب نهجر» من نوبة الاستهلال الأندلسية وكذا «باكية الغمام» و «الزيارة» ومقتطفات من الزجل القسنطيني أشعل بها مسرح أحمد باي، و تفاعل الجمهور بقوة مع أغانيه ورقص الحضور على أنغام فرقته الموسيقية، أما عن جديده فأكد بأنه يحضر لكليب موسيقي مع سليم فرقاني وسيطرحه في السوق مجانا، بدلا من بيعه.
وقد تواصلت الحفلة إلى ساعات متأخرة من الليل رفقة شيخ المالوف كمال بودة، الذي أدى نوبة « رمل الماية» و «رياد مدوش» و «يا ليالي مضت لنا»، إضافة إلى زجل لعطروز وهو جدال بين العشيق والمعشوق. وعبر كمال بودة، عن سعادته بعودة مهرجان المالوف إلى قسنطينة بعد غياب دام لأكثر من 5 سنوات، وقال بأنها مناسبة خاصة ومميزة لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي الجزائري و فرصة رائعة للاستمتاع بأنغام الفن الأصيل، وتذوق عذوبة الكلمات الراقية والموسيقى الأندلسية. وعبر الفنان حسان برمكي، في تصريح للنصر، عن إعجابه باهتمام الجمهور بالاستمتاع بكل ما هو أصيل و مترسخ في ثقافتنا المحلية، مشددا على ضرورة تلقين المالوف للأجيال القادمة وفق قواعده الصحيحة، كونه فن عريق ورمز من رموز قسنطينة.
وقال كذلك، إنه سعيد جدا بعودة المهرجان الدولي للمالوف، معتبرا حضوره تجربة تضاف إلى رصيده الفني وفرصة التقى بفضلها مجددا بأهم الأسماء اللامعة في فن المالوف. وعبر حضور، عن فرحتهم الكبيرة بالجو الذي ساد الحفل، حيث قالوا بأنهم استمتعوا وتفاعلوا مع جل الأغاني والفنانين، ورددوا معهم أغانيهم الشهيرة.
وتجدر الإشارة، إلى أن الحفل تخلله تكريم عائلة الفنان الراحل قدور درسوني، و الفنان حمود بن حمود.
لينة دلول