تحصل الدكتور بن حدو نصر الدين، ابن ولاية سيدي بلعباس، منذ أيام، على شهادة التفوّق و الامتياز في الطب بروسيا وهي شاهدة تسمى «الديبلوم الأحمر»، كأول طالب أجنبي وجزائري يحقق هذا الامتياز في روسيا،
و أوضح المعني للنصر، بأنها شهادة تمنح لكل طالب تحصل على العلامة الكاملة على مدار ست سنوات من الدراسة في مجاله، منوّها بحضور سفير الجزائر في روسيا إسماعيل
بن عمارة لتكريمه على هامش التخرج.
وقال الدكتور في اتصال مع النصر، إن هذه الشهادة هي حصيلة سنوات من التعب والجد في الدراسة، لأنه في روسيا يستطيع الطالب الحصول على نوعين من الشهادات، الأولى عادية ينالها الطلبة الذين يناقشون أطروحات الدكتوراه، وهناك شهادة التفوق و الامتياز التي يفوز بها الطلبة بعد حصولهم على علامة التفوق وهي 5 في كل سنة، وهذا بعد اجتياز ما يقارب 120 امتحانا خلال ست سنوات، تستوجب ضمان العلامة الكاملة في كل سنة، مبرزا أن هذه الشهادة ستسمح له بالظفر بعدة امتيازات في روسيا، وأن الدفعة التي تخرج معها تضم ما يقارب 40 طالبا جزائريا من مختلف التخصصات الجامعية.
قصة نجاح الدكتور بن حدو، البالغ 26 سنة، بدأت من وهران وبالضبط خلال فعاليات صالون الطالب، حيث كان طالبا في السنة الثانية صيدلة في جامعة سيدي بلعباس، وتزامنت تلك الفترة مع الإضراب العام للأطباء والصيادلة و احتجاجات متكررة في قطاع الصحة فاغتنم محدثنا الفرصة وزار صالون الطالب باحثا عن منفذ لمواصلة مساره الأكاديمي، وبعد أن طاف بمختلف الأجنحة لفت انتباهه الجناح الروسي، فأبدى اهتماما بموضوع الدراسة هناك خاصة وأن الملف المطلوب لم يكن معقدا على غرار دول أجنبية أخرى. وأضاف، بأنه تم قبوله و انتقل إلى روسيا أين يتألق اليوم بفضل نتائجه، مشيرا إلى أن عائق اللغة لم يكن مطروحا كثيرا لأن الترجمة من الإنجليزية إلى الروسية كانت متوفرة في الثلاث سنوات الأولى من دراسته، أما في السنوات الباقية والتي كانت خلالها الدراسة تطبيقية في المستشفيات، تعلم الروسية وبالتالي استطاع تجاوز هذه العقبة، مبرزا أن نظام الدراسة يلزم طلبة الطب باجتياز ثلاثة امتحانات رئيسية من أجل نيل شهادة الدكتوراه وتسمى «الامتحانات النهائية للدولة الروسية»، وهي امتحان نهائي في تخصص التوليد وأمراض النساء، وامتحان في الجانب الطبي العلاجي وامتحان ثالث يخص الطب الجراحي، أما بخصوص أهداف نصر الدين المستقبلية، فأكد أنه سيتابع دراسات عليا في مجال الطب ولكن لحد الآن لم يحدد التخصص الذي سيختاره.
وعن تأثير الأزمة الروسية – الأوكرانية على الجالية الجزائرية، أكد نصر الدين، بأن الجالية لم تتأثر بالأحداث بالنظر إلى توفر الأمن في المدن التي تستقر بها على غرار العاصمة موسكو، ولكن التأثير الوحيد مس بعض تعاملات البنوك، مشيدا بتدخل السفارة الجزائرية في روسيا ومساعدتها لأفراد الجالية في استخراج المبالغ التي يسمح بها القانون.
بن ودان خيرة