الأصوات النسوية تحتفي بالتراث في مهرجان المالوف
عرفت السهرة الرابعة من المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة، حضورا جماهيريا لافتا كان قد ميّز الليالي الماضية و أضاف أهمية للفعالية التي عادت إلى المدينة بعد غياب، حيث استقطب البرنامج النسوي الخاص الذي نظم ليلة أول أمس الحضور، وضجت قاعة العروض الكبرى بالعائلات في سهرة أعادت وهج الأغاني التراثية بفضل أصوات جميلة ناعمة تقدمتها الفنانة نعيمة الدزيرية.
حملت الليلة الرابعة عنوان «حراير المدينة» وقد أهديت لمريضات السرطان، و استهلت بمقطوعة لعازف القانون العراقي والمؤلف أسامة عبد الرسول أداها رفقة عـازفين جزائريين، فكانت رحلة من قسنطينة إلى بابل حيث أرض الفن و الثقافة، اعتلت بعدها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي الركح وقدمت باقة متنوعة من الموشحات و الأغاني الراقية استهلتها بالأغنية الشهيرة « قسنطينة هي غرامي» فردد معها الجمهور كل كلمة وتفاعل مع كل نغمة، قرأت بعدها قصيدة شعرية عن عاصمة الشرق للروائية أحلام مستغانمي وتبعتها بغناء بقصيدة بعنوان « يا طير الحمام» للشاعر محمود درويش، و اختارت بعدها أداء «ياريت فيني إنهدى» وطلبت من الجمهور التفاعل معها بالتصفيق، لتنتقل لأداء قصيدة «أنجبني» لأحلام مستغانمي وقصائد أخرى للشاعر طلال حيدر ورابعة العدوية، لتبحر بالجمهور على أمواج الطرب المشرقي.
بعدها جاء دور الفنانة نعيمة الدزيرية
«سفيرة السهرة»، فقدمت أشهر أغانيها التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، وصنعت التميز، حيث اختارت للافتتاح أغنية بعنوان « أحرق الظن مهجتي والقلب التالي»، تفاعل معها الحضور بالتصفيق والغناء، تلتها أغنية أخرى بعنوان « من هو روحي وراحتي»، لتعود من جديد وتلهب المسرح بأداء أغنية « وحد الغزيل ريت ليوم»، حيث رقص على أنغامها الحضور، قبل أن تختم فقرتها بأغنية «وين نباتوا».
وعبرت الفنانة للنصر على هامش الحفل، عن سعادتها بعودة المهرجان بعد غياب دام خمس سنوات، كما تقدمت بالشكر للمنظمين. وقالت بأنها تجد سهولة في تأدية جميع الطبوع الغنائية بما في ذلك المالوف القسنطيني بفضل حنجرتها القوية.
تواصلت السهرة مع الفنانة مريم بن علال، التي قدمت قصائد من الحوزي، تلتها «بسليسلة زيدان» للفنان الراحل محمد الطاهر الفرقاني، على غرار «يا باهي الجمال» و « حسن الحبيب» تفاعل معها الحضور بقوة. اعتلت بعدها الفنانة ندى الريحان المسرح، و قدمت وصلات غنائية من المدرسة العاصمية و القسنطينية، كرمت من خلالها الفنانة فضيلة الدزيرية، فصنعت التميز بقوة وعذوبة صوتها خصوصا عندما أدت أغنية «حرمت بك نعاسي» التي تجاوب معها الحاضرون بالزغاريد والتصفيقات الحارة.
آخر من تداول على الركح كانت الفنانة دنيا الجزائرية، التي أمتعت الجمهور خاصة الشباب والعائلات بباقة جميلة من الأغاني، و قد صنعت أجواء راقصة وأدت نوبة المزموم جاءك الغيث و فلق و نسيم الأريج عبق و ياروحي ياريحان.
تخللت الفقرات الغنائية تكريمات لشخصيات فنية، على غرار عازف القانون أسامة عبد الرسول وكذا الراحل زواوي مخلوف و العايب مراد والعيد فنيخ. لينة دول