باشرت بعثة أمريكية تتكون من خبيرين في علم الآثار، معاينة وضعية ضريح إمدغاسن النوميدي الواقع ببلدية بومية غرب ولاية باتنة.
وكان الخبيران قد حلا بولاية باتنة أول أمس، حسبما أفاد به مسؤول بمديرية الثقافة، على أن تستمر مهمتهما إلى غاية اليوم الأربعاء، ويشارك في عملية البحث إلى جانب الأمريكيين خبيران جزائريان من المركز الوطني في علم الآثار، وتتمثل مهمة الفريق في بحث طرق ترميم وحماية الضريح الملكي النوميدي إمدغاسن، الذي يعود تاريخ تشييده حسب الخبراء والأبحاث إلى القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد والمصنف تراثا عالميا محميا.
وكشف مسؤول بمديرية الثقافة لولاية باتنة، عن الشروع في أبحاث لحماية ضريح إمدغاسن بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بموجب اتفاقية بين وزارة الثقافة وسفارة أمريكا، تتضمن تمويل الولايات المتحدة الأمريكية للمشروع العلمي الأثري الذي يعنى بدراسة وترميم ضريح إمدغاسن الذي تعرض على مر التاريخ لمحاولات تخريب وهدم من طرف الباحثين عن الكنوز.
وتم في سنوات السبعينيات من القرن الماضي ترميم الضريح من طرف مختصين إيطاليين، وكانت لمحاولة إعادة حجارته سنة 2005 من طرف مقاولة بناء غير مختصة، أثر في تشويه جزء منه وفسح المجال لسيلان مياه الأمطار.
ويذكر أيضا، أن مبادرة سابقة لم تجد طريقها للتجسيد بدعم من الاتحاد الأوروبي لترميم ضريح إمدغاسن، بسبب عدم الإفراج عن الدراسة في آجالها حسبما أفاد به مسؤول بقطاع الثقافة، وظل المعلم يتهدده تساقط لحجارته وهو الذي يعد أقدم ضريح في شمال إفريقيا، ولا يزال حسب الباحثين بحاجة إلى دراسات معمقة لكشف أسراره.
ويؤكد باحثون أن الضريح النوميدي يعكس طقوس الدفن للنوميديين، وفضلا عن ذلك تحمل هندسته المعمارية الدقيقة بحجارة مصقولة ومرسومة، بصمات من الهندسة المعمارية لحضارات قديمة كالفرعونية والإغريقية، مع اعتماد تفاصيل دقيقة في تشييده بمراعاة العوامل الطبيعية من إطلالة الشمس وبُعد المسافة بين مرتفعات التضاريس بالموقع.
يـاسين عـبوبو