مهدي عبد الحق ينهي تصوير - السويقة -
أنهى المخرج مهدي عبد الحق، تصوير الفيلم التاريخي "السويقة" للسيناريست عمار محسن، و إنتاج التلفزيون الوطني الجزائري، ليبدأ في عملية تركيب الأحداث التي تروي جزءا من التاريخ النضالي لقسنطينة إبان الثورة التحريرية.
و كشفت الفنانة صبرينة بوقرية، إحدى المشاركات في بطولة هذا العمل أن أحداثه مستمدة من قصة واقعية جرت خلال سنة 1958 في شهر رمضان بحي السويقة العتيق، بحيث جمع هذا الفيلم التاريخي العديد من الأسماء الفنية التي جسدت شخصياته على غرار حكيم دكار و تينهينان و ليديا لعريني، إلى جانب مبروك فروجي و حكيم دلوم و العديد من الوجوه الشابة، وقد تم تصوير أحداثه في قسنطينة و استكمل جزء آخر بولاية باتنة وهو الجزء الذي يخص أحداثا دارت داخل السجون.
أما عن تفاصيل الفيلم، فقالت الممثلة إنها تروي جانبا من التاريخ النضالي لعاصمة الشرق الجزائري، من خلال إبراز بعض العمليات الفدائية أثناء الثورة التحريرية و تحديدا بالسويقة القديمة، أين سقط العديد من الشهداء، ما يعكس كثافة النشاط السياسي و الفدائي حتى خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أنه عمل عرف إشراك بعض الوجوه الجديدة التي أثنت عليها و أكدت أهمية استفادتها من فرص مماثلة، على غرار الفنانة المسرحية الشابة رشا سعد الله، التي أدت دور ابنتها في الفيلم.
وقالت صبرينة بوقرية، إنها قدمت في "السويقة"، دور أم جزائرية قسنطينية تقطن في "دار عرب"، زوجة ممرض بالمستشفى و قائد في الكشافة الإسلامية الجزائرية، يتم احتجاز زوجها بعد حادثة معينة لتنطلق هي في رحلة البحث عنه داخل سجون المستعمر، و لأنه غاب لأكثر من سنة كاملة، فإن الأحداث تتشعب فتنضم ابنتها الكبرى إلى الثورة و تقرر الكفاح المسلح، أما الصغرى صاحبة 16 فكانت طالبة. تتطور أحداث الفيلم فيما بعد بحسب محدثتنا، عندما يظهر الزوج مجددا لكنه لا يطيل المكوث و يعاود الغياب لأجل إكمال نضاله مع الإخوة المجاهدين، خصوصا بعدما تستشهد ابنتهما البكر، لتحمل شقيقتها الصغرى المشعل.
و قد اعتبرت الفنانة، الفيلم مهما جدا فنيا و تاريخيا لأنه يبرز دور الأم الجزائرية إبان الثورة التحريرية، كونها خاضت جهادا من نوع آخر بالأحاسيس و العقل والتضحية و تحمل ألم فراق الأحبة، إلى جانب إحساس المرأة الإنسانة التي تحلم بأن ترى وطنها حرا يوما.
وأضافت الفنانة، أنها تأمل في أن ينال العمل استحسان الجمهور، داعية إلى ضرورة إعطاء الأعمال التاريخية حقها من مختلف الجوانب، بداية بالوقت الكافي للتصوير أو التحضير، لأنها مشاريع لا تحتمل العجلة مؤكدة أن هذه الأفلام تساهم في كتابة و توثيق التاريخ بشكل آخر، عن طريق الصورة، وهو ما يتطلب تحضيرا ماديا جيدا لضمان ما تستلزمه عمليه محاكاة تلك الفترة من الزمن بداية بالديكورات والملابس و المنازل و كل التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة، لتعيد المشاهد الجمهور إلى زمن مضى بطريقة احترافية، تجعله يعيش الأحداث وكأنها آنية، مشددة أيضا على ضرورة الالتزام بنقل الصورة بكل أمانة و صدق.
يذكر أن تصوير الفيلم الثوري "السويقة"، كان انطلق شهر أفريل الماضي من ساحة قصر أحمد باي بقسنطينة، و يروي العمل تفاصيل تاريخية و اجتماعية عن الحي العتيق، طيلة ساعة و نصف من الزمن، يسلط خلالها المخرج الضوء على عادات و تقاليد أبناء المدينة و يبرز طموحاتهم و آمالهم و نضالهم لأجل استعادة الحرية.
إيمان زياري