تحتضن منذ يومين، قرية آث بوغرذان التابعة لبلدية أسي يوسف بدائرة بوغني بتيزي وزو، فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان البرنوس "حلي علي" الذي تنظمه الجمعية الثقافية "أملولين آث دحمان"، بالتعاون مع المديرية المحلية للثقافة والفنون، والمجلس الشعبي لبلدية آسي يوسف والكشافة الإسلامية والمجلس الشعبي الولائي.
وبدأ اليوم الأول من هذا الحدث الثقافي، باستعراض للبرنوس التقليدي والجبة القبائلية انطلاقا من الموقع السياحي "ثبورث لعينصر" المتواجد بأعالي بلدية آسي يوسف إلى غاية قبر الفنان "حلي علي" بمركز البلدية، أين تم وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على روحه تخليدا لذكراه.
وتخلل البرنامج المسطر، عدة معارض للصناعات التقليدية، وبيع بالإهداء للكتب، وعرض الفيلم الذي يروي حياة الشاعر "سي محند أومحند" للمخرج علي موزاوي، ومسابقة لأحسن برنوس، بالإضافة إلى عدة أنشطة ثقافية أخرى.
وحسب المنظمين، فإن هذا المهرجان الذي سيمتد على مدار أربعة أيام ، يهدف إلى الحفاظ على هذا اللباس التقليدي من تأثيرات الحداثة وجعله نشاطا اقتصاديا قادرا على المساهمة في التنمية المحلية، كما يهدف إلى المساعدة في ديمومة ارتداء هذا النوع من اللباس وإعادة التواصل مع الحرف التقليدية، من خلال تشجيع الجيل الجديد على امتهان حرفة نسج البرنوس التي لا تزال النساء مستمرات فيها.
ويشكل البرنوس هوية الجزائريين كما يعتبر فخرا للرجال، يرتدونه خلال فصل الشتاء ليحميهم من البرد القارس، وله عدة دلالات، فهو مرادف للحكمة والسلطة والرزانة، كما يعتبر أيضا لباس احتفالي، ويرتبط بالمناسبات الدينية والعائلية، حيث يرتديه العريس في حفل زفافة، والطفل الصغير خلال حفل الختان، كما ترتديه العروس أيضا عندما تخرج من بيت والديها للسترة لتلتحق بمنزل زوجها.
ويتم نسج البرنوس بعناية، من صوف الأغنام الأبيض يدويا في المنزل من قبل النساء، وتنتقل هذه الحرفة من الأم إلى ابنتها للحفاظ عليها وضمان إستمراريتها، ويتمكن البرنوس من الصمود لأنه يعكس كرامة الرجل ويرمز إلى التراث والهوية الوطنية.
سامية إخليف