عباس ريغي و سارة لعلامة يعزفان سمفونية الحب و الحرب في فيلم «البوغي»
انطلق أمس المخرج علي عيساوي، في تصوير أولى مشاهد الفيلم الملحمي التاريخي « البوغي»، بأعالي منطقة البعراوية بمدينة الخروب، حيث تم اختيار كل من الفنان الشاب عباس ريغي ،و ابنة قسنطينة الصاعدة سارة لعلامة، كبطلين للعمل الشهير المنتج في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
إشارة انطلاق تصوير البوغي، أعطيت أمس من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بحضور محافظ التظاهرة سامي بن الشيخ الحسين ،و والي قسنطينة حسين واضح، اللذان كشفا عن تخصيص ما قيمته 5 مليون دج، كدعم إضافي للمشروع الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 6 مليار سنتيم.
وسيستغرق تصوير فيلم «البوغي» المقتبس عن إحدى أشهر قصص الحب و الحرب بقسنطينة، 105 أيام ، سيشارك في انجازه 180 ممثلا، أبرزهم عباس ريغي الذي يلعب دور ساعد و الفنانة المغتربة سارة لعلامة التي اختيرت لأداء دور حبيبته نجمة، و التي غابت عن أول يوم تصوير بسبب ارتباطات خاصة خارج الوطن، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين الكبار يشكل القسنطينيون نسبة 90 بالمائة منهم، على غرار الفنان حسان بن زراري، بالإضافة للفنان عبد الحميد حباطي الذي يلعب دور أب نجمة،و عنتر هلال، و جمال دكار،و حملاوي، وآخرين.
و حسب مدير إنتاج العمل مصطفى بن زراري، فإن أحداث الفيلم التي ستستغرق120 دقيقة، ستصور جميعها في قسنطينة، حيث تم تصميم ديكور خاص بساحة سيدي جليس ليكون موقعا قارا لجزء هام من مراحل العمل استغرق العمل عليه شهرين، نظرا لغياب بدائل أخرى، بسبب وضعية المدينة القديمة الناتجة عن أشغال الترميم، على أن تصور بعض المشاهد بمواقع أخرى كدار ساعد، و دار نجمة التي هيئت خصيصا لهذا العرض.
الفيلم سيكون حسب ذات المصدر، بمثابة عودة إلى التاريخ و تصوير دقيق لمختلف أحداث تلك الحقبة الزمنية من القرن الثامن عشر، وهو ما يتطلب الكثير من العمل و الجهد، لإعادة تصوير المعارك و بعض الوقائع التاريخية التي تتطلب مؤثرات خاصة، علما أن مرحلة التحضيرات وحدها تطلبت قرابة الستة أشهر، و عرفت تنظيم لقاءات مع عائلات قسنطينية عريقة للتأكد من طبيعة اللباس الذي كان منتشرا في تلك الفترة، و جرد تفاصيل حول نمط الحياة، طريقة الكلام، وكل ما من شأنه إعطاء مصداقية أكثر للعمل، نافيا ما أثير حول الاستعانة بمصممين أتراك لتصميم ملابس الممثلين.
الفنان عباس ريغي
دور ساعد سيكون بوابتي لدخول عالم التمثيل
كشف الفنان عباس ريغي مغني المالوف، على هامش مشاركته في تصوير أولى مشاهد فيلم «البوغي»، الذي اختير بطلا له، بأنه كان يفكر في خوض تجربة التمثيل منذ فترة، لكنه فضل التروي إلى غاية حصوله على عرض مناسب، يلبي طموحه في دخول مجال السينما من بابه الواسع، وهو الحلم الذي حققه المخرج علي عيساوي باختياره لأداء دور ساعد محبوب نجمة.
و يعد الدور، حسب الفنان عباس ريغي، فرصة ستسمح له بتقييم قدراته في التمثيل، و اتخاذ قرار ، ما إذا كان سيتحول نحو مجال السينما و الأفلام، بالإضافة إلى الغناء أم يكتفي بمجاله الأصلي.
و بخصوص تجربته الأولى في العمل أوضح الفنان، بأنها مسؤولية كبيرة خصوصا وأن المخرج منحه الأفضلية على حساب الكثير من الفنانين الشباب، ليظهر كبطل لفيلم بهذا المستوى، نظرا لتمتعه بصوت جميل وهو ،كما عبر، شرط تتطلبه بعض مشاهد العمل، الذي يروي قصة مغن شاب من مدينة عنابة، يقصد قسنطينة ليتعلم حرفة الطرز عند أحد شيوخها، فيقع في حب ابنة أحد أعيان المدينة، التي يأسرها صوته الجميل، فتقع في حبه.
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي
«البوغي» سيكون بمستوى فيلم « بوعمامة»
أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس ،خلال إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق تصوير فيلم «البوغي» بقسنطينة، بأن العمل يعد بمثابة نقلة نوعية في مجال السينما الجزائرية، بالنظر إلى المستوى المنتظر منه و الذي لن يقل، كما قال ، عن مستوى فيلم « بوعمامة»، واعدا بتسويقه في أكثر من مناسبة وطنية و على المستوى الدولي.
وزير الثقافة أثنى على جرأة كاتب و مخرج العمل، و قال بأن فيلم «البوغي» لا يعد مجرد إنتاج فني يندرج في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بل يعتبر خطوة أولى في طريق العمل من أجل توظيف السينما الجزائرية في مهمة التأريخ و توثيق الأحداث، و هي مهمة نبيلة يتعين على كافة الفاعلين في هذا المجال أخذها على عاتقهم خدمة للوطن، و حماية للذاكرة الجماعية من الاندثار.
من جهته، عبر مخرج الفيلم علي عيساوي، عن سعادته بانطلاق التصوير مؤكدا، بأن العمل سيكون جادا و نوعيا، حيث ينتظر أن يتم عرضه أمام الجمهور خلال الأيام الأخيرة من عمر تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ليكون بمثابة مسك الختام، موضحا بأن الموعد حددته متطلبات التصوير و التركيب التي تستغرق وقتا، كما أضاف.
من جهته، أوضح كاتب سيناريو فيلم «البوغي» سعيد بو المرقة، بأن هدفه من هذا العمل هو التوثيق لتاريخ المقاومة القسنطينية ضد المستعمر الفرنسي في الفترة الممتدة بين 1830 و 1840، و إبراز دور زعمائها، كاشفا بأنه اختار مقتل البطل ساعد و دخول حبيبته نجمة في غيبوبة، كمشهد للنهاية، مشيرا إلى أن نجمة هي قسنطينة التي تسقط بعد مقاومة عنيفة لتستفيق بعد130 سنة ،عشية الاستقلال.
نور الهدى طابي * تصوير: شريف قليب