- سيفار - رسالة الشعوب المستضعفة للتحرر من القيود
اختتمت ليلة أمس الأول، فعاليات التظاهرة الثقافية أيام برج بوعريريج للعروض المسرحية المتوجة، بدار الثقافة محمد بوضياف بتقديم عرض «سيفار»، وتكريم عائلة فقيد الحركة المسرحية عبد الحليم زريبيع، الذي حملت الطبعة الأولى اسمه، بالإضافة إلى تكريم وجوه فنية بعد أربعة أيام من تداول الفرق على الركح، بالإضافة إلى تنظيم نشاطات فنية وأخرى تكوينية و برمجة معرض للكتاب بالتزامن مع عروض الطبعة الأولى، التي منحت فسحة وفضاء للمتعة المسرحية لجمهور عاصمة البيبان.
ع/ بوعبدالله
استعاد جمهور الخشبة في اختتام التظاهرة، روح الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بعد عرض مسرحية سيفار، من المسرح الجهوي الأغواط، أين تداول على الركح ممثلون جسدوا بكائية المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، في لوحات ومشاهد متناسقة، أبرزت نضال الشعوب المضطهدة في الدفاع عن قضيتها لكسر قيود الهيمنة والاحتلال.
وقال مخرج العرض هارون الكيلاني: « إن العمل يحكي فصولا عن طواغيت العالم و القوى المهيمنة، واغتصابها للثروات وهيمنتها على الدول الفقيرة، بما في ذلك تلك الواقعة في عمق إفريقيا، التي عانت ويلات العبودية». مضيفا، أن الغريب في نص المسرحية أنه كتب قبل حوالي أربع سنوات، ورغم طول المدة تبين وأن العرض يحاكي حقيقة الراهن، عبر المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في غزة.
و تستعرض، المسرحية محاكمة مرتكبي الجرائم لأنفسهم، بعد تيههم في غياهب الصحراء، إذ تتضارب المصالح و تتصادم الرؤى وسط ديكور يؤسس لغياب بصيص الأمل في الخروج من حالة الضياع، بمدينة سيفار في عمق الصحراء الجزائرية، ما يدخلهم في صراع فيكشفون بذلك عن حقيقتهم وجرائمهم البشعة، في محاكمة وجلد للذات، تتخلل ذلك مشاهد لإبراز حق الشعوب المضطهدة في الحرية واسترجاع ما سلب منها من أرض.
و قد توالت على خشبة المسرح طيلة أيام التظاهرة، عدة فرق مسرحية وقدمت عروضا مختلفة منها مسرحيات متوجة في فعاليات وطنية، وكانت البداية بعرض مسرحية « ثورة» للمسرح الجهوي سيدي بلعباس، كما شهد اليوم الأول عرضا بعنوان « أبو الفنون»، وعرضا شرفيا آخر لمسرحية «محكمة الغابة» لجمعية مفاتيح الجنة.و عرفت الطبعة الأولى من الحدث المسرحي، عرض مونودرام «ميرا» من إنتاج مسرح موزاييك، و مسرحية «حلاق إشبيليا» لمسرح عنابة الجهوي، وعرض مسرحية ليلة بيضاء باللغة الأمازيغية من إنتاج جمعية تيميشراظ والمسرح الجهوي تيزي وزو، بالإضافة إلى مسرحية الفلوكة من إنتاج جمعية الصرخة سكيكدة، وكان مسك الختام مع مسرحية سيفار للمسرح الجهوي الأغواط. وقبل الاختتام كان للنصر، لقاء بمجموعة من الممثلين والمخرجين من ضيوف شرف ومشاركين بعروضهم المسرحية في الدورة، أين أجمعوا على نجاحها ومؤكدين حرصهم على استمرارية مثل هذه التظاهرات.
حليم زدام ممثل ومخرج مسرحي
نطمح لأن يتوج الزخم الثقافي بمسرح جهوي بالبرج
قال الممثل والمخرج المسرحي حليم زدام، إن الجمهور كان محظوظا بهذا المنجز وهذه التظاهرة، التي قدمت عروضا للمسرحيات المتوجة في أغلب التظاهرات الوطنية و الدولية، ما أتاح فرصة للمتعة، مشيرا إلى أن مثل هذه الفعاليات تعد إضافة للأعمال وإنجازات الشباب، ومتمنيا أن يتوج نشاط المسرحيين والمثقفين على مستوى ولاية البرج بمسرح جهوي ليكون للمدينة مكان قار للعروض المسرحية.
حميدة أيت الحاج كاتبة ومكونة وممثلة
وجب الانتباه لمستوى المشرفين على الدورات التكوينية
قالت حميدة أيت الحاج، كاتبة ممثلة ومكونة مسرحية، إنه وجب الانتباه لمستوى المشرفين على الدورات التكوينية في مجال الفن والتمثيل، لتفادي بعض المغالطات المتداولة والمكررة، داعية إلى ضرورة الانتقاء وإبعاد المتطفلين عن المجال.
وأشارت، إلى أن هذا المطلب أصبح ضرورة ملحة، مضيفة أنها عادة ما تفاجأ بإشراف أشخاص عاديين وغير مقتدرين على ورشات ودورات تكوينية، وهم في حد ذاتهم بحاجة إلى التعلم والتكوين.
كما أوضحت، أنها ضد تكرار نفس الوجوه، وغياب المراقبة لما يتم تقديمه في الورشات، مشددة على أهمية الاستفادة من تجارب غيرنا، من حيث التمثيل والكتابة المسرحية للاطلاع على اختلاف المنهجيات، أمام حتمية تغيير المناهج والاستفادة من مختلف المشارب والتجارب.
علي عيساوي مخرج تلفزيوني
تظاهرة تحمل ثقلا ثقافيا رصينا و واعدا
أشار المخرج التلفزيوني علي عيساوي، إلى أن قطاع الثقافة والمسرح على وجه التحديد، حقق مكاسب من حيث نوعية الأعمال والعروض المقدمة، فضلا عن تنوع التظاهرات الثقافية التي تعنى بالركح والفن الرابع، مضيفا أن أغلب الولايات أصبحت تحوز على مهرجانات وتظاهرات ثقافية أما الجديد في هذه الأيام، فهو انتقاء الأعمال المتوجة في الداخل و الخارج لتعرض أمام الجمهور الواسع، ما يضفي ميزة خاصة تعطي دفعة لنجاح الحدث، خاصة وأنه ينظم بولاية برج بوعريريج المعروفة بثقلها الثقافي في السينما والمسرح، كونها مهدا لنخبة من الممثلين والمخرجين المتمرسين، الذين بإمكانهم تنظيم طبعات أخرى وترقية هذا الموعد الثقافي إلى مهرجان في قادم المواسم. وأشار، إلى أن لمحافظ هذه التظاهرة عبد الرزاق بوكبة لمسة وازنة في نجاحها، إذ استطاع كما عبر أن يجمع خيرة الفنانين والممثلين، رغم بساطة الإمكانيات المتاحة لهذه الأيام المسرحية ذات الثقل الثقافي الرصين و الواعد.
هارون الكيلاني ممثل ومخرج مسرحي
سعيد للاحتفاء بروح الممثل عبد الحليم زريبيع
أشار هارون الكيلاني، إلى سعادته بلقاء الجمهور «البرايجي» وحفاوة الاستقبال والتفاعل مع العرض المسرحي المقدم في اختتام الطبعة الأولى، وعبرقائلا« سعيد جدا لأن الفعالية حملت اسم الفنان عبد الحليم زريبيع، لأننا اجتمعنا في هذا النشاط لنكرم ذكراه، خاصة وأنه رجل كرس حياته للفن، وقدم مجموعة من العروض». مضيفا، بأن التظاهرة أعادته إلى الواجهة الثقافية والمسرحية، «فروحه تطوف بيننا في مسرح البرج» كما عبر خاصة وأنه زيادة على الجانب الإبداعي فإن زريبيع، كان مناضلا مسرحيا، وكافح لإيصال رسالته الفنية والإبداعية من عمق الصحراء، فكان «يطوي مسافات طويلة وشاقة ومضنية لأجل العمل، وليس سهلا أن تكون مسرحيا تسكن في عمق الصحراء، لذلك أعتبره مقاوما فرض اسمه في الساحة الجزائرية والعربية والعالمية».
وقال الكيلاني، بأن للبرج، أسماء كبيرة ومهمة في الساحة المسرحية.ولها أن تفتخر بنجاح هذه الطبعة.
عبد القادر جريو مخرج وممثل
نتمنى لهذه التظاهرة أن تثمن وتستمر
أبدى الممثل و المخرج المسرحي عبد القادر جريو، سعادته بالمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية المسرحية، من خلال تقديم عرض الافتتاح لمسرحية «ثورة» من إنتاج المسرح الجهوي سيدي بلعباس، خاصة وأنها تعنى بالعروض المتوجة بمدينة البرج المعروفة بتقاليدها المسرحية وفرقها كما قالت، على غرار فرقة «التاج»، وهي كما أضاف مدينة ذواقة للفن وتحتضن مبادرة يجب أن تثمن و تستمر. و أضاف جريو في حديثه للنصر:« لبينا الدعوة بكل فخر لتقديم آخر عرض للمسرح الجهوي بلعباس، هي دورة خاصة بالنسبة لفريق العمل لأنها سميت باسم وازن في حقل الثقافة المرحوم عبد الحليم زريبيع الذي فقدناه»، مضيفا أن الممثل يحتاج إلى مثل هذه التظاهرات للقاء الفنانين والممثلين وبالأخص جيل الشباب.
جمال بوناب ممثل
حفاوة الجمهور أسعدتنا
عبر الممثل جمال بوناب، عن إعجابه بالظروف التنظيمية وبالأخص فتح قنوات وأبواب مباشرة للقاء الفنانين بجمهورهم، مبديا ارتياحه لما وصفه بحفاوة الاستقبال معلقا « هذا ما يسعد الفنان ويعطيه دافعا معنويا، إذ يعتبر بمثابة اعتراف لما قدمه من أعمال إبداعيّة».
وأضاف، بأن اختيار أيام المسرح للأعمال المتوجة في حد ذاته نجاح من حيث الفكرة والانتقاء، كما أنه أمر مشجع باعتبارها أول تظاهرة تعنى حصريا بعرض المسرحيات الأفضل على مدار سنتين، و هي فرصة لاحتكاك الشباب بالمخرجين والممثلين المتوجين من خلال اللقاءات والندوات التكوينية التي شملتها الدورة، ما سيسمح حسبه، بإنجاب جيل جديد من المخرجين في المسرح والممثلين وكتاب السيناريو.
نضال الجزائري ممثلة ومديرة المسرح الجهوي ببجاية
الجمهور البرايجي محظوظ
من جانبها، اعتبرت مديرة المسرح الجهوي ببجاية الفنانة نضال الجزائري، الجمهور البرايجي محظوظا بهذه التظاهرة، لأنه على موعد مع أحسن وأفضل العروض المسرحية، من خلال انتقاء المسرحيات المتوجة حديثا.
وأضافت، أن الولاية محظوظة أيضا بهذا المولود الثقافي الذي يعنى بالمسرح وأهل الفن والثقافة، معتبرة تواجدها في الطبعة الأولى كضيف شرف، دعما لجهود الشباب المنظم للطبعة، مبدية ارتياحها بظروف التنظيم والفكرة و متمنية أن ترتقي الفعالية إلى مهرجان وطني و مغاربي ولما لا عربي. وأوضحت، أنها تقول هذا الكلام كممثلة ومخرجة بالدرجة الأولى، ومسؤولة على دراية أكثر بالأمور الإدارية والتنظيمية لمثل هذه التظاهرات، إذ دخلت تجربة جديدة للتسير، بعد تعيينها مديرة للمسرح الجهوي ببجاية، مضيفة بالقول :« أن تكون مديرا فالمسؤولية مضاعفة والهم أكبر لأنك مطالب بتقديم إنتاج يرقى إلى مستوى طموح الجمهور وسمعة الولاية ومسرحها الجهوي، فالمشاركة في هذه المبادرات وتسييرها يزيد في الرصيد والتجربة».