كشف المخرج محمد فوزي ديلمي، عن مشروع فني جديد سيجمع وجوها من قسنطينة، ويتعلق الأمر بكوميديا موسيقية من أربعة مواسم بعنوان « كن أنت» أو « be you»، تعد حسبه، الأولى من نوعها و ستكون جاهزة شهر جويلية القادم وستقدم للجمهور عبر تطبيق إلكتروني، يحمل نفس عنوان السلسلة.
تحدث المخرج للنصر، عن عمله الجديد قائلا، بأن إنتاج سلسلة كوميديا موسيقية كان بمثابة حلم تحقق بعد عمر طويل، وقد ساعدت الظروف على تحوله إلى واقع بعدما حفزه الحجر الصحي على الجد أكثر لإتمام الفكرة و ضبط تصور عام، موضحا بأن هذا النوع من السلسلات التي تعرض على المنصات من المنتجات المطلوبة جدا حاليا، بدليل النجاح الذي تحققه منتجات «نتفليكس» على سبيل المثال، حيث حققت الاستقطاب بقوة خلال الجائحة.
ولعل هذا التأثير هو ما يفرض حسبه، أن ننتبه إلى طبيعة ما نستهلكه من مادة ثقافية و محاول التماشي مع العصر وتكييف إنتاجنا ليكون قاطبا وفي نفس الوقت ملائما لثقافتنا و طبيعة مجتمعنا، خصوصا وأن بعض الأعمال مثل سلسلة «gulli» الأجنبية، تمرر رسائل مبطنة للمراهقين، فالمسلسل الذي يتحدث عن تلاميذ يدرسون الموسيقى غير مقبول من الناحية الأخلاقية حسب معاييرنا الاجتماعية. وعليه، قال المخرج بأنه فكر في تقديم عمل مماثل يتماشى مع المحتوى الرائج لكنه مناسب لثقافتنا، فقرر بعث فكرة التي بدأ العمل عليها سنة 2016 وشرع مباشرة في كتابة السيناريو و كلمات أغاني السلسلة وإتمام التسجيلات الموسيقية التي أنجزها بنفسه باعتباره موزعا موسيقيا كما أوضح، وقد ساعده في ذلك الأستاذ داود بلوط الذي كتب الأناشيد.
محاكـاة لمدارس الموسيقى
تتمحور قصة السلسلة حول مدرسة موسيقى ورقص، وهي فكرة قال المخرج إنها محاكاة لما يتصور عليه هذه المدارس في بلادنا، حيث تعد مؤسسات مهمة لاحتضان المواهب و ترقية الذائقة، حيث يتصور أن تستقبل التلاميذ في أقسامها و توفر لهم فضاءات مناسبة للإبداع بحرية، على أن تقام سنويا مسابقة بين كل المدارس، يتم خلالها تقديم عروض فنية على الخشبة، وتدور القصة هنا تحديدا حول مدرسة «الخوارزمي» التي تضم أبناء عائلات ميسورة و آخرين ثروتهم الإبداع فتأخذ المنافسة أبعادا مختلفة
يشارك في العمل ممثلون من مختلف الفئات العمرية، وهو مشبع بمحتوى توعوي موجه للشباب وحتى الأولياء، يتعلق بطرق التربية الصحيحة وكيفية التعامل وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة المتعلقة بفهم الفن وتقدير أهمية الموسيقى والنظرة الضيقة لهذا المجال عموما، كما تعكس مشاهد دور الموسيقى كآداة لتهذيب الذوق العام وضبط السلوك، وأوضح ديلمي، بأن العمل مثقل بالرسائل التربوية الهادفة.وبخصوص استلهامه لفكرة العمل من السلسلة الأجنية «هاي سكول ميزيكال»، اعتبر الأمر مقبولا، مادام العمل مختلفا من ناحية المضمون وطبيعة الرسائل الموجهة للجمهور، مشيرا إلى أن هذه المسلسلات موضة و تستقطب فئة الشباب عبر العالم ولذلك يمكن الاعتماد على شعبيتها لأجل توجيه الجيل الجديد بطريقة سلسلة مسلية في نفس الوقت.يشرف على العمل منتجون من بينهم عبد الكريم عبيد الشارف، و يتكون من أربعة مواسم، يضم الموسم الأول حسب محدثنا 10 حلقات، مدة عرض الحلقة 52 دقيقة، وقد بلغت نسبة الإنجاز 70 بالمائة، مردفا بأن انطلاق تصوير العمل كان بولاية عنابة، أين قضى الفريق شهرا كاملا قبل أن يعود إلى قسنطينة، أين أعيد تصوير المشاهد في المدينة الجديدة علي منجلي، حيث جهزت دار الشباب عز الدين مجوبي بديكورات خاصة لإنجاح التصوير.
بطولة جماعية
ومن الأسماء المشاركة، ذكر المخرج، محمد الشريف بوعاكر، و أمين خوجة وأحمد بومزبر، اللذين سبق له العمل معهما في مسلسل « بصمات الماضي» كما شمل الفريق وجوها جديدة و مغنيين وراقصين من قسنطينة وعنابة. وتعد بطولة السلسلة جماعية حسبه، يتقاسمه نحو 25 ممثلا، موضحا بأن الجديد في العمل هو إبراز أهمية اعتماد اللغة الإنجليزية في البحث والتكوين، كما يبينه الحوار الذي يعد مزيجا بينها وبين اللغة العربية.عرض السلسلة سيكون قريبا عبر تطبيق إلكتروني كما أوضح المخرج محمد فوزي ديلمي، يمكن تحميله من متجر» بلاي ستور»، وسيحمل مبدئيا اسم السلسلة «be you»، علما أن إطلاقه سيكون خلال شهر جويلية القادم، موضحا بأنه فضل هذه التقنية للعرض بهدف مواكبة اهتمامات جيل اليوم، الذي يميل لاستخدام التكنولوجيا، لأن المنصات التفعالية تمكن من مشاهدة العمل في أي مكان، بحيث يظل المتفرج وفيا لكل الحلقات، وهي إستراتيجية يرمي من خلالها أيضا لإعادة هذا الجيل إلى الشاشة المحلية والإنتاج الجزائري، وذلك ببرمجة حلقات من المواسم الموالية للسلسلة في التلفزيون.وعن النوع الموسيقي المعتمد فيها، قال بأنه سيقدم تنوعا موسيقيا كما سيدرج الأناشيد الدينية بشكل عصري، و يحرص على إبراز كل الأشكال الموسيقية والتعريف بخصوصية كل نوع، وعن تمكنه من الإشراف على التوزيع الموسيقي والتلحين، قال بأنه درّس فن الرقص بقسنطينة، كما كان له فوج للباليه يضم 12 فردا وذلك في الفترة ما بين 1983 و 1997، كما كان فنانا له فرقة موسيقية، فمشواره الفني بدأ مبكرا حيث تعلم العزف على آلات موسيقية عدة كالقيتار والبيانو و بلغ مرحلة التوزيع الموسيقي كذلك. وأوضح المخرج للنصر، بأنه كان متأثرا منذ صغره بالكوميديا الموسيقية كسلسلة «فايم»، التي غذت حلمه بإنتاج عمل مماثل، حيث عمل على تطوير ذاته بدراسة السينما وقدم عدة أعمال في الساحة الفنية، كأفلام «إيدان» ومسلسل «دليل» و «أبواب السلام» و»المانع» والدراما والكوميديا «كرتونة في بونة».
أسماء بوقرن