الاثنين 1 جويلية 2024 الموافق لـ 24 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

الفنانة التشكيلية وهيبة بضياف للنصر: ترميـم منبـر الجـامع الأخضـر نقطـة فاصلـة في مسـاري


تعتبر الفنانة التشكيلية وهيبة بضياف، تكليفها بترميم منبر الجامع الأخضر نقطة فاصلة في مسارها الفني، نظرا للقيمة الدينية والتاريخية لهذا المعلم الديني، حيث وضعت لمستها الفنية الخاصة لتظل زخرفة المنبر شاهدا على ما تبدعه أناملها، ودليلا على احترافها هذا الفن، الذي نهلت أبجدياته على يد فنانين كبار يمثلون المدرسة التشكيلية الجزائرية، ونقلته من خلال ورشاتها التطبيقية لهواة، من بينهن متقاعدات بلغن سن الثمانين، وجدن في ورشاتها ما يغذي شغفهن الذي قبر لعقود.
وهيبة بضياف من الفنانات التشكيليات اللواتي غذين شغفهن وحبهن للريشة والألوان بالتكوين المكثف، لم تشأ كما قالت للنصر، أن تترك موهبتها حبيسة واختارت أن تصقلها بتعلم مهارات وتقنيات الفن التشكيلي، بالالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة أين درست أربع سنوات، ثلاث منها جدع مشترك، لتتخصص في السنة الرابعة في فن الزخرفة والمنمنمات، قبل أن تتخرج سنة 2008.
أطلقت العنان لريشتي في الورشات التطبيقية
انغماسها في عالم الفن صقل موهبتها وجرها إلى مواصلة التكوين للنهل من كبار الفن، فتلقت تكوينا آخرَ في فن السيراميك على يد الفنانين فؤاد بن سالم وكمال تيقرين، في الفترة ما بين 2008 و 2010، لتنقل بعدها بسنة ما نهلته من كبار أساتذة الفن التشكيلي، إلى جيل المتمدرسين، حيث درست التربية الفنية لمدة تزيد عن 9 سنوات في قطاع التربية،والتعليم مهنة نبيلة، ومشاركة وهيبة فنها مع التلاميذ حفزها للغوص في عوالمه، غير أن التقيد بساعات الدوام، سرقها من عالمها الذي تفضل أن تغوص فيه بمفردها بريشتها وقلمها بعيدا عن أصوات الضجيج، فقررت أن تغادر قطاع التعليم سنة 2019، نحو الورشات التطبيقية بمكتبات «تكنو»، أين أزهر فنها وأطلقت العنان لريشتها، لتقدم أجمل التحف واللوحات، كاشفة عن أسلوبها ولمستها الفنية، قائلة « عند التحاقي بالورشات التطبيقية وجدت الوقت الكافي لممارسة فني والجو الذي أبحث عنه، كما عثرت على الأدوات والألوان التي لطالما بحثت عنها ولم أجدها، أدركت حينها أنني سأطلق سراح مهاراتي الإبداعية التي كبلتها الظروف».
ورشات الفن التشكيلي حلقات للتشافي
الفضاء الفني الذي احتضن مملكة وهيبة الفنية، ونقلها لعالمها المفضل، كان حافزا لمحبي الفن التشكيلي الذين قبروا موهبتهم، لأسباب مختلفة، منهم أطباء وإطارات في مختلف القطاعات، الذين لم يترددوا في الانضمام لورشاتها التطبيقية، وكان ذلك صدفة خلال زيارتهم لاقتناء ما يلزمهم من علامة تكنو، وظلوا أوفياء لورشاتها حتى عند التحاقها بمدارس العالم، أين سطرت برنامجا أسبوعيا للكبار والصغار، سنهم يتراوح بين 15 و85 سنة.
أصبحت ورشات وهيبة بمثابة نادي لالتقاء أصدقاء الفن، الذين تحرروا من قيود الأسرة بعد عقود نتيجة رفض ممارسة الفن، من بينهم طبيبة، رفض أولياؤها خلال مرحلة تمدرسها التحاقها بالتكوين في الفنون التشكيلية وأصروا على التزامها بالدراسة في كلية الطب، لتظل موهبتها حبيسة، إلى أن التقت بالفنانة وهيبة في فضاء تكنو الذي أيقظ شعلة موهبتها، وأطلق العنان لخيالها المتعطش للريشة والقلم للكشف عن مكنوناته الإبداعية.
مسنات بلغن 80 سنة التحقن بورشات الفن التشكيلي
ورشات الفن التشكيلي بمدارس العالم، تقول وهيبة، بأنها أيقظت الحس الفني الإبداعي لدى متقاعدات ومسنات تجاوز سنهن 80 سنة، يشكلن اليوم مجموعة فنية فريدة، ويتقاسمن تجربتهن الفتية، المثقلة بالمعاني، لما تعبر عنه من قصص قديمة تسرد حلقات مهمة عايشنها، فكل يختلف وضعها ودافع ممارستها لموهبتها في الكبر، منهن ماكثات بالبيوت وجدن في الفضاء الفني ما يخلصهن من مشاق الأشغال المنزلية، ومنهن من انتشلها من نفق مظلم بعد أن كانت ضحية زواج فاشل أو فقدان الحضن الأسري، فتحولت الورشة لفضاء عائلي مفتوح وحلقة للتشافي من جراح المشاكل الاجتماعية، تعرض لوحات فنية تعكس ما يجوب بالمخيلة، باعتماد تقنيات الفن التشكيلي، والتي علمتها لهن الفنانة وهيبة بطرق بسيطة لتهيئة العقل الباطني، كتعلم تقنيات الرسم على الزجاج، وكيفية مزج الألوان وتنسيقها، فضلا عن تعلم دلالات الألوان، وتقنية «الديكولاج»، ما مكنهن من رسم لوحات فنية رائعة، قامت بعرضها في عديد التظاهرات الثقافية التي تشارك بها، تشجيعا لهن، إلى جانب لوحات لطالبات جامعيات، مهتمات بهذا الفن.
أفضل فن الزخرفة والترويج للتراث
من الفنون التشكيلية التي تستهوي وهيبة فن الزخرفة، التي تعلمت أبجدياتها من مدرسة عميد فن الزخرفة محمد راسم، لتعتمدها في عديد الأعمال الفنية، فكانت أول لوحة ترسمها لجسر سيدي راشد، ولوحة للعلامة عبد الحميد بن باديس، ناهيك عن تقديم لوحات تروج للباس المرأة القسنطينية، من بينها لباس الملاية، الحلي والمعالم الأثرية وغيرها، وهي لوحات ترى بأنها تحمل رسائل ثراثية ثقافية تنقلها عند مشاركتها في المهرجانات الدولية لفن الزخرفة بدأ من سنة 2008، من بينها المهرجان الدولي للزخرفة والمنمنمات، وكذا في الصالونات والمعارض الوطنية، وتجد في توسيع مشاركاتها في المهرجانات خاصة الدولية بمثابة تكوينا متواصلا، لتعلم أحد التقنيات من مختلف المدارس، مذكرة بتقنيات الفن التشكيلي الحديثة كتقنية الرسم بريشة واحدة، والتي تعتمدها لوضع لمستها الخاصة.
ترميم معالم عتيقة زاد تعلقي بالريشة والألوان
من الفرص التي تراها ثمينة، الفنانة وهيبة، اختيارها لترمم منبر أحد أعرق مساجد قسنطينة، أين كان يقف الشيخ عبد الحميد بن باديس لنقل العلم، فأبدعت في إعادة جماليته الهندسية بإتقان وتفاني، في رسم الزخرفة النباتية التي تشمل ورد وزهور وأوراق وغيرها، مع اعتماد ألوان طبيعية، واصفة قضائها ثلاثة أشهر في هذا الحصن الديني المتفرد بالمتعة التي لا مثيل لها، حيث اجتمع سحر المكان مع ممارسة فنها، مذكرة أيضا بمساهمتها في زخرفة صناديق عروس تزين اليوم فضاء الديوان بقصر الحاج أحمد باي، وذلك سنة 2014.
أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com