صاحبتها ذهبية مشدال تتحدث للنصر: «زوايا».. منصة تحفظ الموروث السينمائي والتلفزيوني

قالت ذهبية مشدال، عضو مؤسس لمنصة زوايا الجزائرية، وصحفية مهتمة بالشأن السينمائي والثقافي، إن الهدف من إنشاء منصة زوايا المختصة في الأفلام والمسلسلات الجزائرية، هو الحفاظ على الموروث التلفزيوني والسينمائي من خلال قاعدة بيانات شاملة توثق لتطور السينما والتلفزيون في الجزائر عبر السنوات.

حاورتها/إيناس كبير

كما تحدثت مشدال للنصر، عن التفاعل مع المنصة والاستحسان الذي لاقته، لاسيما من طرف المهنيين السينمائيين الذين سارعوا إلى تسجيل أعمالهم وسيرهم الذاتية عليها.
التركيز على التنويع والشمولية
وينشر القائمون على منصة زوايا، حسبها، بشكل يومي أفلاما وأعمالا سينمائية وتلفزيونية جزائرية، وقد وصل عددها إلى أكثر من 255 فيلما سينمائيا، أُنتج من سنة 1965 إلى غاية 2024، فضلا عن 69 مسلسلا، وتسجيل 70 محترفا في المجال السينمائي.
وأفادت ذهبية مشدال، بأن المتصفح يجد أفلاما جزائرية متنوعة، منها الثورية التي أُنتجت في إطار الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، مثل الفيلم القصير «زهرة الصحراء» للمخرج أسامة بن حسين، وأفلام قديمة عديدة، على غرار «أبواب الصمت»، للمخرج عمار العسكري وكذا إنتاجات جديدة أيضا كالفيلم الروائي الطويل «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس.
وقالت، إنهم كقائمين على المنصة لا يستثنون أي موضوع تطرقت إليه الأعمال السينمائية الجزائرية، لأن هدفهم تجميع أكبر عدد منها مركزين في ذلك على التنويع والشمولية، وقد انطلقت والفريق المؤسس معها في تجميع الأفلام منذ نهاية سنة 2018 وبداية 2019.
وبحسب محدثتنا ، فإن الفريق يشتغل أساسا في مجال السينما والتلفزيون، ويضم كلا من المنتج الجزائري مهدي بن باحو، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والسمعي البصري، ومدير شركة إنتاج سمعي بصري، والمنتج الكاميروني«نارسيس يومبي» المقيم في الجزائر منذ أكثر من 15 سنة، كما أنه خبير في تطوير الويب، وشغوف بالسينما يدير شركة خاصة للاتصالات والإنتاج السمعي البصري.
وأتبعت مشدال، بأنهم اعتمدوا على طرق مختلفة في هذه العملية،منها البحث عن أفلام جزائرية على مواقع أجنبية وإعادة تدقيقها، وترجمة بعضها إلى اللغة العربية ثم إضافتها إلى قائمة «زوايا»، أيضا من خلال التواصل مع صناع السينما في الجزائر، لإرسال بطاقات تقنية عن أعمالهم « صور، ومواد دعائية» كما ذكرت، بأنهم كانوا يطلبون منهم اقتراح أفلام عليهم.
وعن تسجيل المهنيين، أوضحت بأن هناك طرقا عديدة، حيث يمكن لهم إرسال سيرهم الذاتية عبر «الإيميل» ثم يقوم الفريق بإدراجهم على منصة زوايا، أو يقومون بتسجيل أنفسهم بطريقة مباشرة عبر الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، وكذا بالنسبة لأعمالهم التي تمر بمرحلة أخيرة وهي التدقيق قبل النشر.
إثراء الثقافة السينمائية و توفير دليل مفصل
ويشكل غياب المعلومات عن الممثلين والأعمال الجزائرية عائقا أمام الباحثين والمهتمين بالشأن السينمائي، لاسيما الصحفيين الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى بيانات هذه الشخصيات خصوصا في حالة تكريمها أو وفاتها، واعتبرت المهتمة بالشأن السينيمائي الجزائري، بأن منصة زوايا ستكون بديلا سهلا من ناحية البحث، فبمجرد إدراج اسم المخرج أو الممثل، أو التقني يتحصل الباحث بشكل سريع على معلومات حول الأعمال التي شارك فيها، الجوائز المتحصل عليها وغيرها.
وذكرت، بأن المنصة تتوفر على أقسام عديدة، فيجد المتصفح قسما للأفلام يندرج تحته قسم للأفلام الطويلة، والأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى قسم «الأنميشن»، وقسم التلفزيون الذي يقدم مسلسلات، وقسم مهنيو السينما الذي يوفر سيرا ذاتية، كما يسهل تقديم الفاعلين في الحقل لكل باحث عن المعلومة من خلال توفير طرق للتواصل معهم. إلى جانب ذلك، تضم المنصة قسما للأخبار، وحوله أوضحت مشدال، بأنه لا يقدم خدمة إخبارية بحتة، وإنما يغطي أخبار العروض الرسمية للأفلام ومعلومات عن تصويرها، «بورتريهات» عن هذه الأعمال، كما يوجد قسم خاص بصناديق الدعم سواء في الجزائر أو خارجها، فضلا عن «كاتالوجات» لمهرجانات.
وقالت محدثتنا، إن من بين الأهداف التي تسعى منصة زوايا إلى تحقيقها الحفاظ على الموروث التلفيزيوني والسينمائي الجزائري، من خلال تكوين قاعدة بيانات شاملة توثق لتطور السينما والتلفزيون في الجزائر عبر السنوات، وأردفت بأنهم يطمحون أيضا إلى أن تكون مرجعا للجزائريين والأجانب فيما يتعلق بالشأن الفني والثقافي في الجزائري.
المنصات الرقمية السينمائية تعزز الوعي الثقافي
وذكرت مشدال، بأن زوايا وجدت طريقا لها في الساحة الفنية والثقافية الجزائرية، وتقول إنهم لمسوا ذلك من خلال تفاعل المختصين في السينما، واستحسانهم للمشروع، وأتبعت بأن هناك مختصين تواصلوا معهم لعرض خدماتهم في الكتابات النقدية، كما أن هناك عددا كبيرا من المهنيين الذين توجهوا للمنصة وسجلوا أنفسهم بها.
وتؤثر المنصات الرقمية التي تهتم بالسينما الجزائرية، على زيادة الوعي الثقافي وتقدير الإنجازات الفنية للمبدعين الجزائريين وفقا للمتحدثة، التي ترى بأن حصول الباحث على معلومات كافية عن العمل والمشاركين فيه فضلا عن إطلاعه على القراءات النقدية، يُعطي رغبة في البحث عن الفيلم في منصات البث الرقمي أو في قاعات السينما لمشاهدته وجعله جزءا من يوميات المُشاهد.
كما أشارت إلى أن منصة «زوايا» هي قيد التطوير حاليا، إذ تتوفر باللغتين العربية والفرنسية، وتخضع الأولى للتدقيق وترجمة بعض المصطلحات السينمائية التقنية، حتى تتناسب مع المفردات العربية كما سيوفرون نسخة إنجليزية في الأشهر القادمة.
وكشفت، بأنهم يشتغلون على إضافة فقرات جديدة في الأشهر القادمة على غرار الكتابة النقدية، إنتاج «بورتريهات» مصورة، فضلا عن إنشاء تطبيق تابع لها، فيما سيكون الإطلاق الرسمي لها حسب مشدال، بين شهري أكتوبر ونوفمبر لتصبح مرجعا للمهتمين بالسينما الجزائرية.
إ.ك