الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مسرحيون يؤكدون: اعتماد المسرح كنشاط قار في المدارس بات حتمية


تعرف الأنشطة المسرحية الموجهة للطفل برمجة مكثفة هذه الصائفة، منها ما يقدمها المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة، ويثمنها مسرحيون، لدورها الهام في تهذيب السلوك وتطوير المهارات الاتصالية والسمعية، خاصة العروض التي تقدم محتوى يعزز تحفيز الطفل تجاه التعلم ويجعله يستقبل العام الدراسي بروح إيجابية.

يعد المسرح وسيلة هامة للتواصل مع الطفل والتعبير عن عالمه الخاص، لهذا يعتبره مسرحيون وسيلة هامة خاصة خلال العطل المدرسية، ما يستدعي إدراجه ضمن الأنشطة الترفيهية الصيفية، من خلال برمجة عروض متنوعة تناسب اهتمامات الأطفال، مثل قصص الحيوانات، والحكايات الخيالية، والمغامرات المثيرة.
المسرح منقذ الأطفال من خطر التكنولوجيا

وبحسب الممثلة المسرحية رحمة قالة، فإن العروض المسرحية الموجهة للطفل، هي نوع من الفنون الأدائية التي تصمم خصيصا لتناسب اهتمامات واحتياجات الأطفال، وتتضمن قصصا تستهدف الفئات العمرية الصغيرة من 4 سنوات إلى غاية 10 سنوات، وتستخدم أدوات مثل الشخصيات الحيوية، الألوان الزاهية، الموسيقى، الحوارات البسيطة لشد انتباه الأطفال وتحفيز خيالهم.
وأضافت قالة، بأن الطفل بحاجة ماسة لحضور العروض المسرحية ولو مرة في السنة فهي مفيدة جدا، فكما تساهم في تهذيب سلوكه، تعلمه كذلك تعابير لغوية جديدة، وتطور مهارته الاتصالية والسمعية، لذا يجب على الأولياء بحسبها مرافقة أطفالهم لمشاهدة العروض المسرحية بدلا من تركهم لساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب المضرة للعقول والأعين والمسببة للخمول العقلي.
وترى المتحدثة، بأن العروض المسرحية في فصل الصيف مهمة جدا للتلاميذ، وبالأخص العروض التي تُركز على تقديم محتوى يعزز من تحفيز الأطفال تجاه التعلم ويُشجعهم على استقبال العام الدراسي الجديد بروح إيجابية، مشيرة إلى أنه غالبا ما تتناول المسرحيات الصيفية مواضيع تتعلق بالمدرسة، مثل أهمية التعليم، والصداقة، وتنظيم الوقت، وأهمية الاجتهاد، كما تُقدم شخصيات محبوبة ومعروفة للأطفال مثل المعلمين والأصدقاء، مما يجعل الرسائل المقدمة أكثر تأثيرًا.
وأوضحت الممثلة، بأن العروض المسرحية ترسخ في ذهن الطفل، وتبقى في عقله طيلة حياته، ويتعلم منها سلوكات لن يجدها في مكان آخر، وتعد وسيلة تعليمية فريدة تتفوق في بعض الجوانب على وسائل أخرى، لأن المسرح يوفر تجربة تفاعلية تمكن الأطفال من التفاعل مع الممثلين وأحداث القصة بشكل مباشر مما يعزز الانغماس في التجربة بالمقابل الوسائل الأخرى لا توفر نفس مستوى التفاعل الحي.
الاهتمام باللغة وإيقاعها الدلالي ضرورة
وأكدت هالة، على أهمية الاهتمام باللغة وإيقاعها الصوتي والدلالي، لكونها مظهر من مظاهر الجودة في العمل المسرحي، فالمسرحية التي تستخدم اللغة السهلة القريبة من واقع الطفل، تسهم في ثراء وزيادة آفاق جديدة له، موضحة بأنه كل ما كانت السينوغرافيا مدروسة والموضوع شيق والأداء جيد ومدروس يتفاعل الطفل بشدة مع العرض.
وبحسب المتحدثة، يتعلم الأطفال من خلال العروض المسرحية، القيم الأساسية مثل الصدق، التعاون، الاحترام، والتعاطف، كما تقدم لهم الشخصيات والقصص المسرحية نماذج سلوكية يمكن للأطفال محاكاتها، مما يساعدهم على استيعاب هذه القيم بطريقة ملموسة.
ويعرض المسرح للأطفال مواقف مختلفة تتطلب حلولا، مما يعزز من مهارات التفكير النقدي واتخاذ القرارات لديهم، من خلال مشاهدة شخصيات تتغلب على التحديات، كما يتعلمون كيفية التعامل مع المواقف الصعبة في حياتهم.
وقالت المتحدثة، بأن مشاهدة الشخصيات تمر بتجارب ومشاعر مختلفة يساعد الأطفال على تطوير قدرتهم على التعاطف وفهم الآخرين، هذا الوعي الاجتماعي يُعتبر جزءا أساسيا من تهذيب السلوك وتعلم كيفية التعامل مع الآخرين بشكل إيجابي.
استهانة بدور المسرح من قبل الأهل

وبحسب المخرج المسرحي وحيد عاشور، فإن هناك استهانة بدور المسرح من قبل الأهل، بدليل تراجع الإقبال على المسرح مقارنة بالثلاثين سنة الماضية، وذلك بسبب الأجهزة الالكترونية التي حازت على الاهتمام، عكس جيل التسعينات والثمانينات حيث كانت الحياة بسيطة والإمكانيات محدودة، إلا أن الاهتمام بالفعل الثقافي كان مرتفعا.
وقال بأن المسرح ضروري ومهم للجميع وبالأخص لدى فئة الأطفال، حيث يعزز الثقة النفس، ويلقن كيفية التواصل الفعال في المجتمع، حيث نجد كما قال، مرشحين للرئاسات يسجلون بدورات خاصة في المسرح لتعلم مهارات التأثير في الغير.
وأضاف المتحدث، أن العروض المسرحية الموجهة للطفل، تخضع لشروط علمية وأكاديمية محكمة محددة لا نقاش فيها، لأن الطفل يلتقط الفعل الثقافي من فوق الخشبة عن طريق السمع و العينين ويذهب مباشرة إلى العقل الذي يعطي الأمر بوضع هذه المعلومات الآنية وتخزينها في العقل الباطني، لذا إن لم تكن الصور مصاغة بعناية وبضوابط العمل المسرحي ستظهر تأثيراتها على سلوك ونفسية الطفل.
ويرى المتحدث، بأنه وبالرغم من تعدد وسائط أدب الأطفال، إلا أن لمسرح الطفل أهمية خاصة بين تلك الوسائط، و ذلك لما يتسم به من قدرة على تجسيد وتشخيص الحوادث أمام الأطفال، مما يساعد الطفل على الاندماج، خاصة أن هذه الفئة يغلب عليها الطابع الاندماجي.
والمسرح بخصائصه ينقل الحوادث بصورتها الكاملة الدرامية مما يساعد على إسعاد الطفل، و إثارته، ومسرح الطفل أحد وسائل المتعة، يتابع محدثنا، ويعد أفضل وسيلة ترفيهية، و لا تقف أهميته على المتعة والترفية فحسب، بل يعد من وسائل التربية لمزجه بين الترفيه والتعلم معا، حيث له دور كبير في نشر الوعي الاجتماعي وبناء جيل بمضامين تربوية وأخلاقية.
«أنا ضد عروض التهريج»
وأوضح الممثل المسرحي وحيد، بأنه ضد العروض التهريجية الموجهة للأطفال، التي لا علاقة لها بالفعل المسرحي الراقي والنبيل، ناهيك عن أن من يقدمها أشخاص ليسوا من أبناء المسرح، ويتقمصون أدوار شخصيات كرتونية تحمل عادات ومفاهيم دخيلة، وتردد أغان أجنبية تمس بقيم المجتمع وأخلاقه.
تأثير العروض المسرحية على الطفل يظهر بعد عشر سنوات، ويبدأ الفعل الثقافي الذي كان يتعرض له بالظهور، فيصير مهتما بكل ماله علاقة بالفن، كما يصبح أكثر اهتماما بالدراسة، وقوي الملاحظة والإصغاء.
وقال الفنان، بأن عرضا مسرحيا واحدا بمستوى علمي وأكاديمي كاف للطفل خلال عطلته الصيفية، أحسن من عدة عروض ترفيهية لا تحمل قيما وأفكارا، داعيا في ذات السياق إلى اعتماد المسرح كنشاط قار في المدارس، لسببين، أولهما ملء الفراغ الناجم عن غياب مادة التربية الفنية، و الثاني تهذيب ذوق الطفل و تعليمه مهارات النطق والإلقاء، فالمسرح.وبخصوص السن المناسب لبداية الطفل مشاهدة العروض، قال بأنه من المستحسن يكون ابتداء من سن الرابعة، حيث أثبت علماء النفس، بأن الطفل حتى ولو كان في عمر صغير يستطيع فهم أعقد عرض في العالم، لذا يجب أن تكون المضامين المسرحية جدية، وبسيطة في طريقة نقلها.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com