الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الخطاط محمد عمراني للنصر: فتحت ورشة للخط العربي للجمع بين الفن والثقافة

 

* هناك صحوة واهتمام بالخط العربي من قبل الشباب
تعد ورشة الخطاط محمد عمراني، قبلة الشغوفين بفن الخط العربي، لتعلم وإتقان فنون كتابة لغة الضاد بطريقة جميلة ومميزة، على يد الفنان محمد الذي يسعى لنقل خبرته والتي تجاوزت النصف قرن في فنون الكتابة العربية، للحفاظ على التراث الثقافي العريق ونشره بين الأجيال.

تقع ورشة فن الخط العربي للخطاط محمد عمراني على بعد أمتار قليلة، من مدخل الوحدة الجوارية 1 بالمدينة الجديدة علي منجلي، وتعد الأولى والوحيدة بالولاية، تحتوي على مجموعة متنوعة من الأدوات المستخدمة في فن الخط، مثل أقلام القصب، المحابر، والورق المصقول، وتتزين بلوحات معلقة تشرح تقنيات كتابة الخطوط المختلفة، مثل النسخ، الرقعة، الديواني، والثلث، وتحمل في أشكالها وألوانها معاني ودلالات اجتماعية، دينية، ثقافية، سياسية تعبر عن أفكار الناسخ.
في الورشة، لا يقتصر النشاط على التدريب العملي فقط، بل يتعلم الأعضاء أيضا تاريخ الخط العربي وأصوله وأنواعه المختلفة، يتبادلون الآراء والأفكار حول كيفية تطوير مهاراتهم، ويعملون على مشاريع فنية مشتركة تُعرض في معارض محلية ودولية، فعند دخولك للورشة لأول مرة تلبسك روح المكان الهادئ والمفعم بالإبداع، حيث تتناغم أصوات الأقلام مع الورق في أجواء مليئة بالتأمل والتركيز.
بين نقل التراث وإلهام الأجيال
ويعتبر، الخطاط محمد عمراني صاحب 70 سنة، الورشة بمثابة عالمه المفضل حيث لا يجد راحته إلا بين جدرانها، ويعيش شعورا استثنائيا بداخلها، فبمجرد أن يجلس خلف طاولته، ويأخذ بيده قلم القصب، يشعر وكأنه في رحلة داخلية تمتزج فيها روح الفن مع تراث أصيل، وتتدفق أفكاره بانسيابية مع حركة القلم على الورق، حيث يصبح كل حرف يكتبه انعكاسا لجمال اللغة العربية وتفاصيلها.
وأكد المتحدث للنصر، بأن هناك إحساسا بالرهبة والمسؤولية في قلبه، حيث يعلم أن كل لمسة من القلم يمكن أن تضيف جمالا أو تفسد التناسق، ومع كل خط يشعر بتواصل مع الخطاطين العظماء عبر العصور، وكأنه ينسج خيطا بين الماضي والحاضر، وقال بأنه يشعر بالمسؤولية عندما يقف أمام طلابه، فهو لا ينقل لهم مجرد حروف وكلمات، بل ينقل جزءا من تاريخ تراث وثقافة عريقة متجذرة في تاريخ الأمة، كما يشعر بالفخر عندما يرى تحسنهم التدريجي في إمساك القلم ورسم الحروف بدقة، وينتابه شعور بالرضا عندما يتقنون رسم حرف صعب أو يجمعون بين جمالية الشكل والتوازن في كلمة.
وبحسب الخطاط، فإن ورشة الخط العربي تعد مكانا يجمع بين الفن والثقافة، يتيح للمنخرطين فرصة التعبير عن أنفسهم بطريقة إبداعية، مع الحفاظ على جماليات اللغة العربية وأصالتها، كما أنه من خلال الأنشطة التي يقدمها، يسهم في نشر الوعي بأهمية الخط العربي كجزء من الهوية الثقافية والحضارية.
وقد تم إنشاء الورشة بحسب الخطاط، قبل سنتين من الآن، حيث قال بأنه بدأ تعليم الخط العربي سنة 1980 عندما كان مستشارا للتربية بثانوية أحمد باي وبمؤسسات تعليمية أخرى، أين كان يشكل أفواجا من التلاميذ والأساتذة لتعليم هذا الفن، كما قدم دروسا في بعض المراكز الثقافية أبرزها محمد العيد آل خليفة بوسط المدينة، ورشيد القسنطيني بالدقسي، وعلى مستوى بعض الجمعيات كجمعية العلماء المسلمين، وجمعية الأصالة والعطاء، وجمعية ضيوف الرحمن، ليفتح بعدها ورشة خاصة بتقنيات وفنيات الخط العربي للأشخاص الراغبين في تعلم الكتابة بالقلم العادي.
وقال الخطاط، بأن كل عمل يقدمه هو لوحة فنية تعبيرية، يعبر فيها الخطاط عما يختلج فكره، ورسالة يوصلها ويبلغها بالحرف الذي كتب به القرآن الكريم، لأنه فن وعلم وإبداع له قواعده و مصطلحاته وأدواته وآلاته الخاصة.
هواية عمرها أكثر من نصف قرن
وأشار المتحدث في سياق منفصل، بأنه مارس هواية فن الخط العربي منذ أكثر من 50 سنة، عندما كان يدرس سنة أولى متوسط، على يد الأستاذ المصري سمير الشافعي المحترف في المجال، تعلم منه المبادئ الأولية في خطي الرقعة والنسخ، وكذا كيفية تقسيم الخطوط على رأسها الثلث، والكوفي، والمغربي بأنواعه، و الديواني والديواني الجلي والفارسي.
وبحسب الخطاط، فإن هناك صحوة واهتماما بالخط العربي من قبل الشباب، ولكن المكان الخصب لاستغلال مهاراتهم وإمكانياتهم غير متوفر سواء في المراكز أو عبر المؤسسات التعليمية، ويفترض بحسب الخطاط، دمج مقياس فن الخط العربي في المنهاج المدرسي، لأهميته في تحسين خط الطفل منذ الصغر.

وأوضح المتحدث، بأن جميع من تتلمذوا على يديه تعلموا فنون الكتابة على أصولها، لكنهم لم يستمروا في ذلك والسبب بحسبه أن الخط العربي يتطلب دقة وتركيزا كبيرين، علاوة على الصبر الذي لا يتحلى به إلا من يعشق هذا الفن. ويحث الخطاط، على ضرورة توجيه الأطفال لتعلم فن خط العربي، لأنه يساعد على فهم الثقافة العربية والإسلامية بشكل عميق، لكونه يرتبط بتقاليد وعادات قديمة تعكس القيم والأفكار، كما ينمي مهارات الناشئة اليدوية ويساعدهم في تحسين التنسيق بين اليد والعين، وتطوير المهارات الحركية الدقيقة، مشددا على ضرورة نفض الغبار على هذا الكنز الثمين الذي يعد فنا من الفنون الإسلامية التي كتب بها القرآن الكريم. وأوضح المتحدث، أن ميزة الخط العربي تتمثل في أن كل المواد المستخدمة في الفن التشكيلي نستطيع تطبيقها فيها، وحتى الاعتماد على بعض المدارس التشكيلية.
هذه أركان كتابة الخط العربي
وأوضح المتحدث، بأن أركان الكتابة ثلاثة، أولها القلم، والذي يعد الأداة الأساسية في فن الخط العربي ويصنع من القصب، يتم تقطيع رأس القلم بشكل مائل لتحديد عرض الخطوط ورسم الحروف بدقة، كما يمكن أن يأتي بأحجام وأطوال مختلفة تبعًا لنوع الخط المراد كتابته، ثم الحبر الذي يطلق عليه المداد يصنع من الصوف المحروق «الليقة» والماء، ويستخدم بحسبه الحبر الأسود غالبًا في الخط العربي التقليدي، ولكنه قد يتنوع ليشمل ألوانًا أخرى، كما يُفضل استخدام حبر عالي الجودة والسلس في التدفق لضمان تجانس الخطوط ووضوحها، يليه الورق، الذي يكون أملسا ومصقولًا لتسهيل حركة القلم وانسيابية الحبر.
كما يتم الاعتماد على بعض الأدوات، أهمها المحبرة أي الوعاء الذي يوضع فيه الحبر ويغمس فيه القلم، والمصنوعة خصيصا لتتناسب مع أدوات الخطاط، كما يستخدم الخطاطون أداة تُسمى المسطرة لتحديد السطور وضبط تناسق النصوص، هذه الأداة تتيح رسم خطوط مرجعية خفيفة على الورق لتوجيه الكتابة، بالإضافة إلى المبراة لشحذ رأس القلم وضبط زاويته لإنتاج خطوط دقيقة ومثالية، واستعمال المقص أيضا.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com