السبت 26 أكتوبر 2024 الموافق لـ 22 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

انطلاق الملتقى الدولي الحادي عشر حول حياته ومؤلفاته بقالمة: باحثون ينقّبون عن الجذور الشعبية لكاتب ياسين


انطلق بقالمة أمس السبت، المنتدى الدولي الحادي عشر، حول حياة و مؤلفات الأديب الجزائري كاتب ياسين، بمشاركة باحثين و كتاب و أساتذة جامعيين، من الجزائر و تونس و فرنسا و إيطاليا سيتناولون على مدى يومين، بالدراسة و التحليل تأثير الانتماء و الجذور الشعبية، و المسرح الشعبي في المسيرة الأدبية للكاتب المثير للجدل و النقاش حتى بعد رحيله منذ 35 عاما.

واتخذ المنتدى إشكالية التقارب و التباعد و التأثير، في رواية نجمة الشهيرة، منطلقا للغوص في حياة الكاتب و مدى تأثره بعادات و تقاليد الأجداد، و انعكاس ذلك على التأليف المسرحي و الشعري و الأدبي الذي يستمد روحه و قوة تأثيره من يوميات الجزائريين، تحت حكم الغزاة و حياة الفقر و التشريد، و ما تبعها من أحداث و تحولات خلال سنوات الاستقلال التي عاشها كاتب ياسين مرتحلا بين المهجر و الوطن.
و قال المنظمون للملتقى و المشاركون فيه، بأنه و لكي نقرأ كاتب ياسين جيدا يجب العودة إلى جذوره الشعبية العريقة، التي أنتجت منه أديبا ثائرا رافضا للواقع المعاش باحثا عن الحرية و الانفتاح على حضارات و شعوب العالم، و هو ما تجسد في كل مؤلفاته و أعماله المسرحية التي كانت تستمد روحها من واقع الجزائريين و الشعوب المضطهدة عبر التاريخ، و لولا التاريخ المؤلم لمأساة هذه الأمة مع الغزاة المتعاقبين عليها، و لو لا الجغرافيا بكل تفاصيلها، لما كان كاتب ياسين و لما كانت نجمة و الجثة المطوقة، و الأجداد يزدادون ضراوة و الرجل ذو النعل المطاطي، القصة التي تروي مأساة الأمة الجزائر مع الفقر و الاضطهاد، و هو ما تجسد في رواية نجمة التي أخرجت الجذور و العادات و المأساة التي كانت بداخل الفتى الذي عاش واقع أمته منذ كان طفلا يحن إلى أرض الأجداد بمنطقة عين غرور شرقي قالمة، و يستمع بشغف كبير إلى قصص الثائرين على الغزاة من قبيلته و شعبه و من مختلف بقاع العالم، و قصص المشردين و الجوعى، و المضطهدين.
و قد تميز اليوم الأول من المنتدى بتقديم ثلاث مداخلات لباحثين من تونس و الجزائر حول الجذور الشعبية لكاتب ياسين، و رواية نجمة التي جسدت قوة الإبداع و المخيال الواسع للأديب، و جمعت بين اللقاء و التعدد و ماهية الفعل و قوة الكلمة و الحب المستحيل، و قراءة مقارنة لمسرح كاتب ياسين، و كتابة نجمة بين المخيال و التأثير و الفعل الواقعي.
و قال نور الدين بهلول، من جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، بأن الجذور الشعبية لكاتب ياسين تجسدت في ملحمة نجمة، هذه الرواية الأطروحة التي لا يمكن باي حال من الأحوال تقييدها و ترسيخها في خطاب سردي بعيد المنال، إنها الحب المستحيل، حب الأرض، حب الوطن و قبل كل شيء حب نجمة رمز الحب القاتل الذي يقول لا للحب.
و يضيف الباحث بأن نجمة، الملحمة الشعبية الصارخة، كانت مكرسة لمشروع كتابة مجزأ، يتظاهر بتبديد المحطات المرجعية، من فصل الى آخر، تنطق اللغة بالحقيقة، لغة الشعب اليومية البسيطة، أبسط الكلمات تعبر بما فيه الكفاية عن الألم، و حتى عن السعادة الزائدة، رواية شعبية متوهجة بألف صوت و صوت، و بكل بساطة كانت نجمة بمفردها هي الروح المنقذة من كل الشرور، في مواجهة كل الكوارث و المآسي.
و ترى الباحثة التونسية فوزية ضيف الله، بأن كاتب ياسين أديب شعبي تخرج من رحم المأساة التي عاشتها أمته خلال سنوات الاحتلال الفرنسي للبلاد، مضيفة بأن الأديب كان خريج السجن الذي دخله عقب انتفاضة 8 ماي 1945 بسطيف، عندما اعتقلته السلطات الفرنسية و هو لا يتجاوز 15 سنة من عمره، لكن أشهر السجن غرست فيه الروح الثورية التي رافقته حتى وفاته شهر أكتوبر 1989، روح رافضة للاستعمار و رافضة أيضا لكل أشكال الاستبداد، هذا السجن الذي حرر مخيلته و قاده إلى التأليف المسرحي و الأدب و الإبداع.
و قد قرر المنظمون نقل المنتدى من قالمة إلى الجزائر العاصمة بداية من الطبعة الثانية عشرة العام القادم، لإعطائه بعدا أكاديميا و دوليا أكبر على حد قولهم، مؤكدين بأن الجهود مازالت جارية لبعث مؤسسة كاتب ياسين، و تدريس مؤلفاته بمختلف أطوار التعليم بالجزائر، و إطلاق اسمه على المؤسسات التربوية الوطنية، و التصدي للشيطنة التي يتعرض لها أديب الشعب الذي ولد من رحم المأساة.
و قد أشادت اللجنة العلمية للملتقى، التي يرأسها الباحث التونسي منصور مهني، بتغطية جريدة النصر لكل المنتديات الإحدى عشرة التي احتضنتها قالمة، موطن أجداد ياسين، مؤكدا بأنه من النادر أن تفرد جريدة يومية خمس صفحات كاملة لكل منتدى، و بفنيات تحرير راقية تليق بالأديب العالمي كاتب ياسين و بالمشاركين الذين تعاقبوا على المنتدى من مختلف دول العالم.
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com