أكد أكاديميون وروائيون يوم أمس على أهمية جائزة « كتارا »القطرية للرواية العربية التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في العام 2014، وتهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدما نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي.
وفي هذا الصدد أكد الباحث والشاعر، الأستاذ الدكتور، مشري بن خليفة، خلال إشرافه على إدارة ندوة موسومة بـ « حديث عن جائزة كتارا»، تم تنظيمها على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب، أن أهمية هذه الجائزة تكمن في كونها مشروعا حضاريا ينبع أساسا من مرجعية عربية، ويركز على الهوية العربية، ويبحث عن التواصل مع الثقافات الأخرى من خلال ترجمة الرواية العربية.
وأبرز الأستاذ الدكتور بن خليفة أن هذه الجائزة ‘’ غير مسيّسة ‘’ وتتمتع إدارتها باستقلالية تامة، ما يجعل نتائجها تحظى بالمصداقية، مشيرا إلى أن ذات الجائزة تسعى إلى تشجيع الشباب الذين لم يتمكنوا من نشر أعمالهم و إبرازها فضلا عن تشجيع دور النشر العربية أن تكون متميزة في نشر الرواية العربية.
أما الأستاذ الدكتور بلقاسم عيساني ، الحائز على جائزة ‘’كتارا’’ في النقد السردي للعام 2024 فركز في مداخلته على الدراسة التي فاز بها والتي تجمع كما ذكر بين الرواية والفلسفة، مبرزا بأن هذا الطرح الجديد هو الذي مكنه من الفوز بالجائزة.
من جهته ركز الروائي قويدر ميموني، الحائز هو جائزة كتارا هو الآخر للعام 2024، عن روايته ‘’ الكامينيو دي لامورتي’’ ( درب الموت)، فاعتبر أن ‘’ كتارا هي إضافة للساحة الثقافية وتعد لدى الكتاب والنقاد ذات أهمية كبيرة.وثمن حرص منظمي هذه الجائزة على الرقي بالرواية العربية وفتح لها مجالات عالمية، من خلال ترجمتها.
وأجمع المتدخلون الثلاثة على التنويه بتمسك جائزة كتارا بقيم الاستقلالية، والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، وحرصها أيضا على ترجمة أعمال الفائزين إلى اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة.
كما تمت الإشادة بأن ‘’ كتارا’’ تفتح باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء بما فيهم الروائيون الجدد الذين لم يتم نشر رواياتهم.
من جهة أخرى وخلال تقديمه عرض عن هذه الجائزة أشار الشاعر مشري بن خليفة إلى أن الحي الثقافي – كتارا، الذي تحول إلى وجهة سياحية، يعد مشروعاً ثقافياً رائداً بدولة قطر الشقيقة، ويزخر بالآمال الثقافية الكبيرة لتعميق الوعي بالثقافة العربية العريقة، وتحقيق التواصل الإنساني على الصعيد العالمي عامة والعربي خاصة من خلال نشر الوعي الثقافي، و ذلك في سياق الأهداف التي تم التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030.وأضاف بأن مؤسسة الحي الثقافي – كتارا، تقوم على تحقيق هدف رئيسي وهو الحفاظ على التراث والهوية الثقافية، وتسعى في الوقت ذاته لاستثارة الوعي بالثقافات الأخرى واحترامها، إيماناً منها بأن التنوع الثقافي إثراء للإنسانية جمعاء . لقد نشأت فكرة الحي الثقافي - كتارا لكي تكون دولة قطر الشقيقة، منارة ثقافية تتجاوز حدود المحلية إلى آفاق العالمية ، بحيث يكون الحي الثقافي نافذة مفتوحة على ثقافات العالم و من خلالها يستطيع المشهد الثقافي العربي، ان تكون له القدرة على الحضور في الوسط الثقافي والإعلامي العالمي وإيصال صوته الحضاري إلى العالم المعاصر وحضارته الراهنة والمساهمة في إثراء التنوع الثقافي والحضاري في عصر العولمة، ومن ثم إعادة إنتاج المخزون الثقافي والفكري العربي برؤية معاصرة ، والعمل على تفعيل العلاقات الثقافية مع ثقافة الآخر ، وابراز المضامين الإنسانية والحضارية للشخصية الثقافية العربية.
وخلال استعراضه أهم أهداف هذه الرواية عربيا وعالميا أشار إلى أنها ‘’ تسعى لتعزيز ودعم الرواية العربية، والارتقاء بالقيم الإنسانية و قيم الحق والخير والجمال والتأكيد على الهوية الحضارية العربية، فضلا عن التعريف بالرواية العربية والروائيين والنقاد العرب في مجال السرديات، وإبراز الدور الحضاري والإنساني الذي يقوم به الروائيون والنقاد العرب في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة.
كما تسعى الجائزة حسب الدكتور بن خليفة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والتقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات للغات متعددة و المساهمة أيضا في نشر وتكريم الثقافة العربية من خلال الرواية تشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم، وخلق روح التنافس الإيجابي في الحقل لأدبي.
قصر المعارض: عبد الحكيم أسابع