* مولوجي: ندرس إمكانية تمديد عمر المعرض إلى 15 يوما
اختتمت الطبعة 27 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، بتسجيل رقم قياسي للزوار الذين توافدوا على مختلف أجنحة العارضين ودور النشر المشاركة، فضلا عن الفضاءات التي شهدت تنظيم النشاطات الثقافية المرافقة، حيث أشارت تقديرات المنظمين إلى أن هذا المحفل الثقافي استقطب أكثر من 4.3 مليون زائر.
وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي، أن الطبعة سجلت رقما قياسيا جديدا من حيث الإقبال، مشيرة إلى أن الأرقام الأولية تحصي أزيد من4 مليون زائر قبل يوم واحد من اختتام أكبر تظاهرة ثقافية وطنية، مضيفة أن وزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع محافظة الصالون، تدرس إمكانية تمديد فترة تنظيمه إلى 15 يوما.
واعتبرت السيدة مولوجي، في تصريح للصحافة على هامش مراسم حفل الاختتام، التي جرت مساء أمس الأول، بأن النجاح الكبير الذي عرفه الصالون :"مؤشر صحي على الدينامية القرائية التي تعرفها الجزائر، وهو ما يضرب عرض الحائط الأطروحات التي تنفي عن الجمهور الجزائري علاقته الوطيدة بالكتاب وشغفه بالقراءة"، معتبرة أن إقبال الجمهور بهذا الحجم الكبير جدا يجعله في طليعة صالونات الكتاب الكبرى.وفي كلمة كانت قد ألقتها، خلال إشرافها على مراسم اختتام التظاهرة، أشارت السيدة الوزيرة إلى أن قطاع الثقافة والفنون «دأب على تشجيع ومرافقة المبدعين عامة، والشباب منهم بشكل خاص، بتوجيه رشيد من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون»، مضيفة أن تأسيس جائزة «كتابي الأول» في طبعتها الأولى خلال هذه الدورة هي «خطوة حضارية للارتقاء بالفعل الإبداعي والقرائي على السواء».
وأثنت السيدة مولوجي على مشاركة «دولة قطر الشقيقة التي نزلت على صالون الجزائر ضيف شرف بتمثيل ثقافي رفيع، وفي مقدمته سعادة وزير الثقافة القطري، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، والوفد الرفيع الذي شاركنا مراسم افتتاح الطبعة، إلى جانب كوكبة وازنة من المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين» .من جهته، عبر محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب محمد إقرب، عن اعتزازه بالأعداد الهائلة من القّراء الذين غزوا فضاءات الصالون بحضورهم الكثيف بحثا عن الكتاب وإصرارا على المعرفة، وأضاف أن استحداث جائزة «كتابي الأول» هي التفاتة كريمة للكتاب الشباب الذين أقبلوا على نشر إبداعاتهم لأول مرة وتشجيعا لهم من أجل استمرار جاد في الكتابة والمساهمة في إثراء المكتبة الوطنية والعالمية.
كما أبرز السيد إقرب، بأن هذا المحفل الثقافي الأكبر الذي يحظى برعاية كريمة من السيد رئيس الجمهورية وإشراف مباشر من وزيرة الثقافة والفنون، تشرّف باستضافة دولة قطر "ضيف شرف" والتي حطّت رحالها بيننا كما قال، لتزيد من إشعاع صالون الجزائر للكتاب وتمنحنا فرصة ثمينة للاطلاع عن قرب على المنجز الثقافي القطري الذي يفرض نفسه باقتدار في المشهد الثقافي العربي والإسلامي.
وفي تصريح للنصر، على هامش مراسم حفل الاختتام قال محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب إن المحافظة تتوقع أن يكون حجم الإقبال على هذه التظاهرة الثقافية، تجاوز4 مليون زائر.
وقد عرف حفل الاختتام، تتويج فائزين اثنين بجائزة «كتابي الأول» في طبعتها الأولى ويتعلق الأمر بكل من سليماني منصف بلقاسم، من ولاية بشار، في فئة اللغة العربية،عن نصه الروائي «عالية القش»، من نوع الفانتازيا، والتي اعتمد فيها صاحبها – حسب لجنة التحكيم - على التخييل الإبداعي "فحمل القارئ من خلال نصه الذي يتناول قصة زوجات "تائهات"، إلى عوالم غريبة وغير متوقعة دون أن تفقد علاقتها بواقع تاريخي استثمره في بناء حبكتها بطرق غير متوقعة وغير تقليدية". و في فئة اللغة الأمازيغية، فازت آمال عبد الله، من ولاية غرداية، بذات الجائزة عن روايتها «تواجات دو باجو»، التي حاولت من خلالها الاحتفاء بالمرأة المزابية، من خلال توثيق سردي ليوميات فتاة من المجتمع المزابي، عبر عرض لوحات شاملة لحياة قومها وعاداتهم وضغوطهم، وسجلت لجنة التحكيم بأن الكاتبة الشابة وثقت أحداث روايتها برؤية تجمع بين الاحتفاء بالتراث وعشق الحياة المعاصرة معا، مع توظيف جماليات اللغة.
وتتضمن جائزة الكتاب الشباب والناشئة «كتابي الأول»، التي تعنى بالإصدارات الأولى للكتاب الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، ونشروا كتابهم الأول خلال سنة 2024 في مختلف الأجناس الأدبية، شهادة تقديرية ومكافأة نقدية تقدر بـ 500 ألف دينار. وأشادت لجنة تحكيم في تقريرها الذي قرأته رئيستها، إنشراح سعدي بجائزة «كتابي الأول»، بتنظيم هذه المسابقة، التي رعتها وزارة الثقافة والفنون، لاستقطابها كُتّاب المستقبل وفتح مجال الجوائز لباكورة إنتاجهم.
كما أشارت السيدة سعدي، إلى أن الجائزة شهدت تفاعلا محمودا "يستحق التثمين"، معتبرة أن اختيار صالون الجزائر الدولي للكتاب باعتباره المنصة الأولى للكتاب في الجزائر وأهمَ حدث ثقافي وجماهيري جعل لجائزة «كتابي الأول» في دورتها الأولى قيمة مضافة ترسخ لجملة من المبادئ الوطنية والإنسانية، «نقرأ لننتصر » و «نكتب لننتصر» أيضا.
وحسب المتحدثة، فإن اللجنة قد تلقت «81 عملا إبداعيا منذ فتح باب الترشيحات في مختلف الأجناس الأدبية»، من خواطر وشعر ورواية وقصة ومقالات، أغلبها في مجال الرواية، بالعربية والأمازيغية وهي حسبها، ذات «مستوى متقارب، متنوع التيمات، تجمع بين الواقع و الفنتازيا»، فيما تم حجب الجائزة باللغات الأجنبية لقلة النصوص المقترحة، وعدم استيفائها شروط المشاركة.
كما تم بالمناسبة، إعلان فوز جناح دولة قطر بالصالون بجائزة «أحسن جناح»، وتكريم القائمين عليه، حيث استقطب هذا الجناح زوار الصالون بفضل تصميميه وجمالياته الفريدة المستوحاة من عناصر الثقافة والموروث الثقافي القطري الثري، إضافة إلى دمجه التقنيات الحديثة والابتكار ليجمع بذلك بين الأصالة والحداثة.
تجدر الإشارة، إلى أن حفل اختتام الصالون الذي أقيم بقاعة المحاضرات التي خصصت لاحتضان مختلف النشاطات الثقافية، حضرها السفير القطري بالجزائر،عبد العزيز علي النعمه، وممثلي رئيس مجلس الأمة، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان،عبد المجيد زعلاني، إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
محافظة الصالون تشيد بالتغطية الإعلامية المكثفة لمختلف الفعاليات
أشادت محافظة صالون الجزائر الدولي للكتاب، بالتغطية الإعلامية التي حظيت بها طبعة هذه السنة، حيث كشفت في حصيلة أولية عن تسجيل أزيد من 1000 تغطية لمختلف الجرائد الوطنية والدولية وبرمجة 400 ضيف في وسائل الإعلام الجزائرية، العربية والدولية بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 110 برنامج و71 حصة مباشرة.
كما شهد الصالون حسب ذات المصدر، حضور أزيد من 40 وسيلة إعلامية سمعية بصرية وإنجاز ما يفوق 60 روبورتاجا وأكثر من 70 حوارا لمختلف ضيوف الصالون، كما تم إشراك الزوار في شتى التغطيات.
وإضافة إلى التغطية الإعلامية التي حظي بها الصالون ومختلف أنشطته من قبل وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، فقد رافق الصالون يضيف ذات البيان، موقع رسمي ونشرية خاصة سهرت على تغطية مختلف أنشطته وفعالياته سواء كان عبر تغطية الندوات أو إجراء حوارات مع ضيوف الصالون، أو من خلال روبورتاجات تبرز حجم المشاركة وتفاعل الجمهور، خاصة عبر الوسائط الجديدة، التي سجلت هي الأخرى 535 منشورا منذ بداية الصالون، حققت إجمالي مشاهدات قدر بـ 2,1 مليون مشاهدة على فيسبوك فقط، واحتلت صفحة الصالون من خلال هذا التفاعل المرتبة الرابعة عالميا بعد معرض القاهرة والشارقة وفرانكفورت.
كما أشار ذات المصدر، إلى استحداث محافظة الصالون في هذه الطبعة برامج رقمية مثل البودكاست « كتاب مفتوح « قصد توثيق الفعاليات وتعزيز الحضور الرقمي لهذا الحدث الثقافي الأكبر في الجزائر، ما يجعله منصة تواصل بالمحيط العالمي، إضافة إلى تسجيل تفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي من خلال ضمان التغطية الشاملة للنشاطات المبرمجة عبر تقنية البث المباشر وإعادة البث.
وكانت الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب «سيلا»، التي حملت شعار «نقرأ لننتصر»، قد عرفت مشاركة أزيد من 1000 دار نشر من 40 دولة من بينهم 290 ناشرا جزائريا، وعرض أزيد من 300 ألف عنوان، كما تم تسطير برنامج ثقافي تمحور حول ستة محاور كبرى، من بينها التاريخ والذاكرة (سبعينية ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة) وفلسطين.
قصر المعارض: عبد الحكيم أسابع