الثلاثاء 8 أفريل 2025 الموافق لـ 9 شوال 1446
Accueil Top Pub

إقبال لافت للشباب: ترند "زيارة دور السينما" يعيد الروح لقاعات العرض بقسنطينة


أعاد ترند "زيارة دور السينما" الروح لقاعتي "أحمد باي" و"سينماتيك النصر" بقسنطينة، بعد أن شهدت عزوفا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحتا وجهة مفضلة للباحثين عن تجربة سينمائية تجمع بين المتعة والترفيه في أجواء استثنائية، وسط إقبال وصفه مسيرو هاتين القاعتين بغير المسبوق، وأكدا أن الانتعاش السينمائي في المدينة ليس مجرد انعكاس لاتجاه ثقافي، بل هو مؤشر على تطور ذوق الجمهور وتزايد الوعي بأهمية الفنون السمعية البصرية كوسيلة للتعبير والترفيه.

لينة دلول

من العزوف إلى الانتعاش
وصل صدى الترند العالمي"زيارة دور السينما" إلى مدينة الجسور المعلقة، حيث لاقى تفاعلا كبيرا بين شباب وشابات المدينة، شاركوا فيديوهات عبر مواقع التواصل توثق لتجربة مشاهدة الأفلام مع الأصدقاء والأقارب، حيث لاحظنا تداولا ملفتا لمقاطع فيديو قصيرة "ريلز" في قاعتي سينيماتيك النصر وأحمد باي "زينيت"، أظهر من خلالها شباب جماليات مدينة قسنطينة، والطوابير الممتدة أمام شبابيك التذاكر، واللقطات المشوقة للأفلام المعروضة، كما أبدوا انبهارهم بزيارتها ومشاهدة أفلام بها لأول مرة، واصفين شعورهم بالاستثنائي والرائع، مبدين رغبتهم في المساهمة في إعادة رواد السينما لقاعاتها، وإنعاش هذا القطاع من جديد.
وقد اتضح لنا بعد قراءتنا لتعليقات المتابعين لهذه المنشورات، أن التفاعل مع هذا الترند تجاوز حدود المدينة، فالبعض يتساءل عن موقع القاعات بالتحديد، ومواعيد العروض وأسعار التذاكر، بينما عبر آخرون عن انبهارهم بوجود هذه القاعات في قسنطينة، وتوفر خدمة عرض الأفلام وحتى الحديثة على مستواها، فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، و شجعوا أصدقائهم على خوض التجربة، مشيرين إلى جمالية المكان وروعة الأجواء.
الإقبال على"سينماتيك النصر" فاق القدرة الاستيعابية

تؤكد المسؤولة عن تسيير قاعة"سينماتيك" النصر وداد العلمي، أن القاعة التي تم افتتاحها قبل سنتين لم تحظ بإقبال واسع في عامها الأول، مرجعة ذلك إلى قلة معرفة الجمهور بوجودها، مشيرة في ذات ذات السياق، إلى أن فريق العمل بذل جهودا كبيرة للترويج لها بالتعاون مع نواد تربوية ورياض الأطفال وطلبة الجامعات.
وأضافت العلمي، أنه ومع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للقاعة، خاصة بعد انتشار الترند العالمي الذي شجع على زيارة دور السينما، شهدت القاعة تدفقا كبيرا للجماهير، فاق قدرتها الاستيعابية، التي لا تتجاوز 215 مقعدا، مما دفع القائمين عليها لبرمجة عرض كل فيلم مرتين في الأسبوع لتلبية الطلب، كما أن الطوابير الطويلة أمام القاعة أصبحت بحسبها مشهدا مألوفا.
70 بالمئة من زوار السينما شباب
وذكرت العلمي، أن الطلبة يشكلون نحو 70 بالمئة من زوار القاعة، إلى جانب الشباب الشغوف بالعروض السينمائية، مؤكدة أن فريق القاعة يعتمد على منهجية واضحة في اختيار الأفلام، حيث يتم دراسة ميول الجمهور لضمان عرض أفلام تتماشى مع اهتماماتهم، في الوقت ذاته، يحرصون على تقديم أفلام ذات قيمة ثقافية وسينمائية لنشر الوعي السينمائي، خاصة بين الطلبة والأطفال.
وأوضحت المسؤولة، أن برنامج العروض بقاعة "سينيماتيك النصر" يشمل تنوعا كبيرا، مثل "أسبوع الفيلم الكوري"، بالإضافة إلى أفلام إسبانية وتركية، مع خطط مستقبلية لعرض أفلام مصرية، كما أكدت على اهتمامهم بعرض الأفلام الجزائرية للترويج للثقافة المحلية، حيث تحظى بشعبية لكونها تعكس الواقع وتتناول قضايا اجتماعية تمس حياتهم اليومية، وغالبا مع تخصص فترة بعد العرض لمناقشة العمل من قبل مختصين والجمهور.
وقالت العلمي، إن القاعة تعمل بالتنسيق مع نواد جامعية مثل نادي التواصل بكلية الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى تنظيم عروض خاصة مع نادي اللغة الإنجليزية، حيث يتم عرض أفلام ناطقة بالإنجليزية تعقبها جلسات نقاش، موضحة، أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة فعالة لنقل رسائل اجتماعية هادفة، حيث تم مؤخرا عرض فيلم يتناول قضايا مرضى التوحد وأساليب التعامل معهم، مضيفة أن القاعة تستقبل زوارا من ولايات مجاورة مثل سطيف، باتنة، ميلة، وأم البواقي، في ظل غياب قاعات سينما في هذه المناطق.
عودة الجمهور إلى السينما... ذوق فني متجدد
وأعربت العلمي عن فخرها بعودة الجمهور إلى دور السينما، معتبرة ذلك مؤشرا إيجابيا لتطور الذوق الفني المحلي، مؤكدة أن سكان قسنطينة يتميزون بشغفهم بالفن السابع وذوقهم الرفيع، متمنية أن يتم افتتاح المزيد من قاعات السينما لتلبية تطلعات عشاق هذا الفن، مؤكدة، متابعة بالقول، "بأن تجربة المشاهدة في قاعة السينما لها طابع مميز وسحر خاص، يختلف تماما عن مشاهدة الأفلام في المنزل، وهو ما يجعلنا نسعى جاهدين لتقديم تجربة استثنائية لجمهورنا".

المكلف بالإعلام عبد الله بن جعفر
قاعة العروض الكبرى وجهة عشاق أحدث إصدارات السينما
من جهته، أكد المكلف بالإعلام على مستوى قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" بقسنطينة، عبد الله بن جعفر، أن سينما الديوان تفتح أبوابها للجمهور طيلة أيام السنة، بمعدل ثلاث حصص يومية، تبدأ الأولى في الساعة الثانية زوالا، تليها الحصة الثانية في الخامسة مساء، وتختتم الأخيرة عند الساعة السابعة مساء.
وأوضح المتحدث، أن برنامج العروض يتم نشره بانتظام عبر الصفحة الرسمية للقاعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويضم أحدث إصدارات الأفلام الهوليودية لعام 2024، التي تعرض بالتزامن مع إطلاقها في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يلغي الفارق الزمني بين العرض المحلي والدولي.
وأشار بن جعفر، إلى أن القاعة تلتزم بالمعايير العالمية في جميع جوانبها، سواء من حيث جودة الصورة أو الصوت أو تقنيات العرض السمعي البصري، كما يستخدم فيها أجهزة حديثة مثل نظام "ديجيتال بروجيكشن"، الذي يضمن تجربة مشاهدة خالية من الأخطاء وبأعلى جودة ممكنة.
وأضاف المتحدث، أن نجاح سينما الديوان لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل استراتيجي بدأ منذ عام 2017، حيث اعتمد بحسبه على خطط مدروسة شملت سبر الآراء عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإعلانات مكثفة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية المستمرة، مما ساهم في تعزيز مكانة القاعة بين الجمهور.
1200 مشاهد في يوم واحد
وأكد بن جعفر، أن القاعة تستهدف بشكل رئيسي فئة الشباب الذين ما زالوا يتمتعون بشغف السينما، كما توفر عروضا خاصة بالأطفال من خلال أفلام كرتونية مدروسة تقدم بطريقة تساهم في نموهم الفكري وتنمي خيالهم، مردفا أن الأفلام الوطنية تحتل مكانة بارزة ضمن برنامج العروض، وتستقطب الجمهور مثل فيلم هيليوبوليس، العصا والأفيون، والأميرة الأخيرة، حيث حققت حضورا جماهيريا واسعا، سجلت خلاله القاعة أكثر من ألف مشاهد على فترات، مشيرا إلى أن توقيت عرض هذه الأفلام غالبا ما يتزامن مع المناسبات الوطنية في شهري جويلية ونوفمبر، أو يوم الشهيد وأحداث 8 ماي، لأنها تعرض مجانا في أوقات العطل الرسمية، مما يعزز الإقبال عليها ويثير مشاعر الانتماء الوطني.
وأوضح المتحدث، أن انتشار الترند العالمي الخاص بزيارة السينما، ساهم بشكل كبير في زيادة الإقبال على القاعة، حيث تضاعف عدد الزوار بفضل ترويج الجمهور لعروض القاعة عبر فيديوهات قصيرة يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف أن فيلم الجوكر، على سبيل المثال، حقق نجاحا باهرا لدرجة أنه تمت برمجة أربع حصص يومية لعرضه، وقد استقطب 1200 مشاهد في يوم واحد، على الرغم من أن القاعة تتسع لـ300 مقعد فقط، مؤكدا، أن هذا الإقبال يشير إلى تحول ملحوظ في اهتمام الجمهور بالفن السابع.
نحو مستقبل مستدام للسينما المحلية
وأشار بن جعفر، إلى أن القاعة تعمل بشكل وثيق مع المركز الوطني لتطوير السينما لضمان تقديم أفلام ذات جودة، بالإضافة إلى الاستجابة لطلبات الجمهور من خلال برمجة الأفلام التي يفضلونها، معتبرا العلاقة بين القاعة والجمهور قائمة على التفاعل المتبادل، حيث يتم دراسة آراء الجمهور واحتياجاتهم لضمان تقديم محتوى يلبي تطلعاتهم، مضيفا بأن هذا الاهتمام بالسينما ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل أصبح توجها مستداما يهدف إلى خلق جيل جديد من عشاق السينما، الذين يروجون لها وينقلون شغفهم بها إلى الأجيال القادمة. وأكد المتحدث، أن السينما المحلية تسير بخطى ثابتة نحو الاستمرارية، بفضل اهتمام الشباب بالفن السابع وتعلقهم به، معرباعن تفاؤله بمستقبل السينما في قسنطينة، لأن تجربة مشاهدة الأفلام في القاعات السينمائية أصبحت جزءا من الحياة اليومية للكثيرين، ما يعزز بحسبه استمرارية هذا الفن الراقي. ل.د

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com