انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الخامسة للأيام الوطنية للفيلم القصير، تحت شعار «أول طلقة...أول صورة».
استهلت الفعالية بعرض الفيلم السينمائي الثوري «الطيارة الصفراء»، وتكريم عدد كبير من الفنانين، منهم من قدموا أدوارا تاريخية من خلال أعمال خالدة، كما تم تقديم مداخلة من قبل مدير المعهد الوطني العالي للسينما، حث من خلالها على ضرورة تكوين الجيل الجديد من الفنانين في التاريخ لخدمة الذاكرة، بأداة السينما.
وقد أشرف والي ولاية قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على افتتاح فعاليات الطبعة الخامسة للأيام الوطنية للفيلم القصير، التي حملت اسم المخرج محمد فوضيل حازورلي، واستهلت بتقديم مداخلة بعنوان «11 ديسمبر والهوية الجزائرية»، للأستاذ إلياس بوكموشة، مدير المعهد الوطني العالي للسينما، محمد لخضر حمينة، الذي دعا من خلالها إلى ضرورة تعليم الجيل الصاعد من الفنانين، تاريخ الثورة المجيدة لخدمة الذاكرة بالاستعانة بالسينما وخدمة البعد الوطني. مردفا، بأن السياق العالمي يدفعنا إلى اعتماد السينما كسلاح ناعم قائلا، إن الأيام الثورية التي تحتفي بسينما الشباب، بمثابة زاد للجيل الجديد، المطالب اليوم بتقديم صورة واضحة للآخر عن هويتنا وثقافتنا. عرض خلال برنامج الافتتاح، الفيلم الثوري « الطيارة الصفراء» للمخرجة هاجر سباطة، بطولة الفنانين فتيحة سلطان، و سيد أحمد جسد العمل خلال 40 دقيقة، نضال المرأة الجزائرية إبان الثورة وقصة ثأر جميلة التي فجعت في أخيها مصطفى، شهيد الوطن الذي اغتاله رصاص الاحتلال. يبرز الفيلم كذلك، دور المرأة في تقديم الدعم للمناضلين في الجبال، من خلال شخصية العجوز «عائشة» فتيحة سلطان، التي غنت «طيارة صفراء»، لتحكي وجع الكثير من ضحايا الاستعمار، وهو نشيد من الموروث الشعبي للراحلة عائشة لعبايدية ابنة برج بوعريريج.
حضور نجوم الفن السابع كان بارزا خلال التظاهرة، حيث نجحت الطبعة في لم شمل عديد الفنانين وتكريمهم، على غرار الفنان حسان بن زراري، الذي تحدث عن ذكرياته وهو في سن 11، وكيف شهد مظاهرات 11 ديسمبر بشارع العربي بن مهيدي، أين خرج رفقة مجموعة من الشباب للهتاف بعبارات من قبيل «الجزائر جزائرية»، «الجزائر مسلمة»، وكان حينها شاهدا على قمع المحتل الغاشم للمظاهرات السلمية، وعلى استشهاد سيدة وسقوطها أمام عينيه في ميدان الشرف.
كما تم تكريم كل من الفنان الهادي تير، وحميد عاشوري، عنتر هلال، إلى جانب علاوة زرماني، وليديا لعريني، وكمال رويني فضلا عن خديجة مزيني، ونورة بن ناصر، وعتيقة بلزمة، وجمال عوان، الذي أشتهر بشخصية أحمد زبانة، وصبرينة بوقرية وكريم بودشيش، وغيرهم من الفنانين و المشرفين على الورشات التكوينية التي برمجت في إطار الفعالية.
وسيتم خلال أيام المهرجان الممتد إلى غاية 13 ديسمبر، عرض 23 فيلما من مختلف ولايات الوطن، وذلك في إطار مسابقة ستختتم بتكريم أحسن عمل وثائقي.
أسماء بوقرن