انطلقت أمس، بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، أولى سهرات المهرجان الدولي للمالوف وسط حضور بارز لجمهور استمتع بحوار موسيقي راق بين عود سليم الفرقاني وحنجرة الفلسطينية سناء موسى، وصوت الفنانة «ناهومي كوياسو» «فيروز» اليابان.
حفل الافتتاح، كان بهيجا وسط حضور رسمي لافت، ومشاركة قوية للفنانين من الجزائر وخارجها، حيث كانت البداية بدخلة قسنطينية من أداء الفنان سليم الفرقاني، الذي حرك حماس الجمهور معلنا عن انطلاق سهرة عنوانها الإبداع، قدم في أولى فقراتها باقة أندلسية جمع فيها بين الحوزي والمحجوز. ألق الأمسية زاد، مع اعتلاء الفنانة اليابانية «ناهومي كوياسو» للركح، مطلقة العنان لحنجرة حملت سحر الشرق الأقصى إلى مدينة الجسور، لتوقع عرضا باهرا أكد أحقيتها بلقب فيروز اليابان، حيث غنت بلغتها الأم وبلسان عربي أيضا، ومزجت بين الإيقاعات الكلاسيكية وما يعرف بـ «الإنكا كايو»، وهو طابع غنائي ياباني اشتهر في سنوات الأربعينيات وحتى سنوات التسعينيات.
ثالث فقرات السهرة التي حملت شعار المالوف جسر قسنطينة الأول وصوتها الأبدي، كانت فلسطينية خالصة، ميزها أداء النجمة سناء موسى ضيفة شرف الطبعة، التي غنت لوطنها لحن الألم والأمل، وقدمت وصلة تراثية فلسطينية.
وبحضور سفير اليابان في الجزائر، قرأ مدير ديوان وزارة الثقافة السيد محمد سيدي موسى رسالة الوزير زهير بللو إلى محافظة المهرجان، و التي أكد من خلالها أن تجديد الموعد مع المالوف، تأكيد على ارتباط هذا الفن بالمدينة، وأنه سجل يوثق لروح الأمة و رمز لثرائها الحضاري، مشيرا إلى الاهتمام البالغ للدولة الجزائرية بحماية وترقية مختلف عناصر التراث الوطني غير المادي، بوصفها معالم هوياتية، ومشيدا بالجهود الوطنية التي أثمرت بتسجيل اللباس التقليدي لنساء الشرق ضمن لوائح اليونيسكو للتراث الإنساني.
سهرة الافتتاح تميزت بتكريم كل من الفنان الراحل صديق المهرجان الطاهر غرسة من تونس، والفنانة الراحلة ثريا، إلى جانب تكريم ابنة قسنطينة الفنانة فلة فرقاني، ونجوم الأمسية.
نور الهدى طابي