يقول المصور الفوتوغرافي الفنان رفيق كحالي، ابن مدينة المسيلة بأن الكاميرا جزء منه وليست مجرد آلة، كما أن التصوير بالنسبة له لا يقف عند حد الهواية والمهنة، بل هي لغة عالمية يمكنها أن تعبر عن كل شيء في الحياة.رفيق كحالي، واحد من بين المصورين الذين استطاعوا أن يعكسوا تنوع الجزائر الثقافي والجغرافي من الصحراء الواسعة الممتدة عبر الأفق، إلى المدن الساحلية التي تحاكي تاريخ البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالجبل والسهول الخصبة.
ويعرف المصور عن نفسه، بأنه من الفنانين القلائل الذين يمتازون عن غيرهم من المصورين و يجتهدون بأسلوب فريد في استخدام الضوء والظل، باعتبارهما من أهم العناصر في التصوير الفوتوغرافي، فعمله لا يقتصر على التقاط اللحظات السريعة فحسب، بل يدمج بين التقنية العالية والعاطفة العميقة لينتج صورا تنبض بالحياة.ويظهر تأثير الضوء الطبيعي أو الصناعي بشكل مذهل في كل صورة يلتقطها رفيق، حيث كانت الجزائر بطبيعتها دائما مصدر إلهام لا ينضب لأعماله، حيث يعكس في كل صورة يلتقطها جوهر الثقافة الجزائرية بدءا من تقاليدها العريقة، وصولا إلى ملامح الحياة اليومية للمواطن الجزائري، كما يحاول في كل مرة أن يقتنص لحظات نادرة من فك الزمن، فلا تتوقف حدود عدسته عند المكان أو الشيء، بل تتغلغل في عمق المشاعر التي تشكل الذاكرة الجمعية.
من الهواية إلى الاحتراف وتمثيل الجزائر
ويواصل الفنان رفيق كحالي، الحديث عن رحلة الإبداع من الهواية إلى الاحتراف، بالقول إن مسيرته مع التصوير الفوتوغرافي بدأت في وقت مبكر من حياته، ذلك لأن هوايته الأولى كانت اكتشاف الجمال في التفاصيل الصغيرة التي قد تغفل عنها أعين الآخرين، وما كان يبدو في البداية مجرد شغف بسيط، سرعان ما تحول إلى إبداع محترف بفضل الاستمرار والمثابرة ليبلغ اليوم بعضا من طموحاته، بداية بتأسيس جمعية «المسيلة لفن التصوير الفوتوغرافي»، و مرورا بتمثيله للاتحاد الدولي للتصوير في الجزائر، و الجمعية الأمريكية للتصوير بالجزائر.
موضحا، أنه حصل خلال هذه المسيرة الطويلة على اللقب العالمي والميدالية الذهبية في التصوير الفوتوغرافي من الاتحاد الدولي للتصوير، ليعين مديرا لموقع أخبار فن التصوير الفوتوغرافي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وفي انتظار أن يحقق حلمه بأن يقوم بإصدار 58 كتابا عن جميع ولايات الوطن، تكون كلها كتب صور فوتوغرافية من أعماله الفنية يضمنها بعضا من أعماله التي حققت شهرة واسعة في الأوساط الفوتوغرافية على المستويين الوطني والعربي، والتي سبق له أن قدمها في العديد من المعارض الفوتوغرافية الدولية والمحلية، إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، وحصدت الجوائز والتكريمات تقديرا لإبداعه في مجال التصوير الفوتوغرافي.
مشاريع إنسانية وأخرى توثق للتراث الثقافي
وأشار محدثنا، إلى أبرز المشاريع التي أنجزها خلال مسيرته وهي مشروع ركز فيه على تصوير الحياة اليومية في الجزائر، ولقي صدى كبيرا في الصحافة العالمية المختصة، كما سبق وأن شارك في عدد من المشاريع الإنسانية التي توثق للتراث الثقافي والشعبي في الجزائر، فضلا عن مبادراته لتعليم وتدريب الشباب في مجال فنون التصوير، ومشاركته إياهم معرفته وخبراته من خلال ورشات العمل والدورات التدريبية التي شرف عليها، قصد تمكينهم من اكتشاف هذا الفن وتطوير مهاراتهم فيه.وعن العمل في فن التصوير في ظل عالم رقمي سريع التغيير مع ظهور كاميرات رقمية وتطبيقات الهواتف الذكية، قال رفيق كحالي إنه حافظ إلى حد اليوم على التزامه بالجودة والاحترافية في التعامل مع كل صورة يلتقطها، فلا يكتفي كما عبر بالتقاط الصور فقط وإنما يسعى على الدوام لاستخدام أحدث التقنيات والأدوات و برامج التحرير المتقدمة لإضفاء لمسات فنية عليها، ويلتزم بجعل كل صورة تحمل بصمته الخاصة، وتحقيق التوازن بين الابتكار والتمسك بالأساسيات التي جعلت من التصوير الفوتوغرافي فنا راقيا حتى لا يفقد قيمته مع مرور الزمن. فارس قريشي
