دعا الأديب والباحث رابح خدوسي، إلى تسليط الضوء على كتابة التاريخ المحلي للمدن الجزائرية، وما عرفته من أحداث بارزة خلال ثورة التحرير أو قبلها، وكذا إبراز الموروث الثقافي والسياحي الذي تزخر به، وقال خدوسي على هامش تقديمه لكتابه الجديد حول «البليدة... مدينة وتاريخ» بمقر جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، إن للمدن الجزائرية تاريخا ينبغي إبرازه وتسليط الضوء عليه.
وأضاف، بأن الموروث الثقافي لا يموت ويحتاج إلى من ينفض الغبار عنه، مؤكدا بأن المدن التي لا تاريخ لها هي مدن ضالة، قائلا:« إن كتابة تاريخ المدينة بمثابة عقد ميلاد أو بطاقة تعريف لها» ، واعتبر أن عدم تدوين تاريخ المدن الجزائرية يجعل المواطن يحس بالاغتراب، وقد يكون لذلك انعكاسات سلبية على المجتمع.
ودعا إلى ضرورة إدماج التاريخ المحلي في المقررات الدراسية بنسبة 20 بالمائة، وعدم الاهتمام بالتاريخ الدولي على حساب التاريخ المحلي، حتى لا يعيش المواطن الاغتراب في مدينته، وقال خدوسي، إن كتابة التاريخ المحلي تندرج ضمن حب الوطن، مشيرا إلى أن العديد من المعارك المحلية التي وقعت إبان الفترة الاستعمارية في مناطق مختلفة بولايات الوطن، غير موثقة ولا يعرف عنها المواطن شيئا، واقترح، إبرازها ونفض الغبار عنها وتدرسيها في المقررات الدراسية، مضيفا بأن المواطن يعرف التاريخ العالمي في حين لا يعرف المعارك المحلية التي قد وقعت ببلدته.
وقال الكتاب، إن كتابة التاريخ واجب وطني وديني، وليست حكرا على المؤرخين والأكاديميين، مضيفا بأن كل من يملك المعلومة عليه أن يخرجها بأي طريقة كانت شريطة أن تكون لها مصادر ومراجع وموثقة، في حين يبقى دور الأكاديمي والمؤرخ حسبه، هو الوصول إلى الاستنتاجات والتحليل أو الوصول إلى الخلاصات.
لافتا، إلى أن من بين من كتبوا تاريخ الجزائر، رجال لا يحتكمون إلى خلفية أكاديمية مثل مبارك الميلي، وعبد الرحمان الجيلالي، وعلي دبوز، والشيخ المهدي البوعبدلي، وتوفيق المدني. وبخصوص إصداره الجديد حول "البليدة ... تاريخ وحضارة" أوضح الكاتب رابح خدوسي، أن هذا الكتاب يتضمن محطات وجوانب بمدينة البليدة في فترة ما قبل الاستقلال إلى اليوم، كما يتضمن الأقطاب السياحية والثقافية التي تزخر بها البليدة، ومنها الزوايا، والمدارس القديمة وأسماؤها الجديدة، إلى جانب علماء المدينة، وكذا ما قاله الرحالة والزائرون إلى البليدة والشخصيات التي زارتها، وكذا الزوار الأمريكيين الذين نزلوا في البليدة بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى قائمة الشهداء والمجاهدين.
نورالدين ع