أصدر منشورات الفضاء الحر بقسنطينة ،مؤلفا جديدا للكاتب الجزائري عثمان شاقو باللغة الفرنسية ،تحت عنوان «جبل توري» يضم العديد من القصص القصيرة، ذات البعد الاجتماعي ،في إطار درامي وفني.
وحسب الكاتب ،فإن العنوان هو تلاعب بالكلمات، ليتحدث عن التناقض الحاصل على مستوى الحياة ،بشكل عام، ف»جبل توري»هو اختصار لبيئتين مختلفتين، إذا ما تحدثنا عن بيئة بدوية وبيئة تعليمية مختلة في جامعة منتوري المعروفة، حيث تحاول القصص القصيرة أن تبرز العديد من القضايا الإجتماعية التي يسكت عنها المجتمع ،بينما هي في الحقيقة تثبت وجودها يوميا.
وقد ركز الكاتب الشاب في مجموعته القصصية الأولى على شريحة الأطفال والمراهقين ،حيث تصور القصص القصيرة وضعيات ومواقف، قد تحدث للطفل ،و تساهم فيما بعد في تشكيل حياته على المدى الطويل، فرغم أن القصص لديها بعدها النفسي الظاهر، لكن الكاتب حاول إعطاءها بعدا اجتماعيا من خلال التركيز على شخصيات تحاول أن تبحث عن كيانها ووجودها، لكن هذا الأمر لا يتم بسهولة، فمعظم الشخصيات تواجه صد المجتمع .هذا الأخير الذي يقوم بالتصدي لها ومحاولة إصلاحها دون فهم عميق لمشاكلها.
عن التوجه لكتابة القصة القصيرة ،أوضح ابن مدينة قسنطينة، بأن هذا النمط من الكتابة، لديه القدرة على التعبير، والتوجه لقارئ ذكي ،يستطيع فهم العبرة من قصة خاصة، مضيفا أنه من المؤمنين بنمط الكتابة كطريقة فعلية للتغيير ، وأن معظم القصص المكتوبة جعلت من شخصياتها، شخصيات غير نمطية تحاول أن تبرز البعد الإنساني في كل حكاية من حكايات الجزائري.
في ما يتعلق بقضية الكتابة باللغة الفرنسية في الجزائر، اعتبر الكاتب الشاب ،بأن اللغة لم تعد عائقا ،بقدر ما أضحى موضوع نقص المقروئية هو العائق أمام الكاتب، سواء بالعربية أو باللغة الفرنسية ،حيث دعا في سياق حديثه ،إلى ضرورة إنشاء مجتمع القراءة الذي يتابع كل جديد في الساحة الأدبية والفكرية ،بغية الوصول إلى نهضة معرفية كفيلة بإصلاح المجتمع.
ح.د