أصدرت محكمة سعودية يوم الثلاثاء 17 نوفمبر، حكما بالإعدام في حق الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، وهذا بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية. وتعود القضية إلى أواخر 2014، حيث اعتقلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشاعر أشرف فياض بداية شهر جانفي من السنة الماضية، في مدينة أبها، جنوب غرب السعودية، على خلفية نشر الشاعر ديوان شعر عام 2008، بعنوان «التعليمات بالداخل». وكانت الهيئة، قد تلقت شكوى من مواطن سعودي قبل هذا، جاء فيها أن الشاعر فياض يحمل أفكارا مضللة، وعلى إثر هذه الشكوى تم اعتقاله لأول مرة عام 2013، لكن بعد بعض التحقيقات معه، أخلي سبيله بعد يوم واحد لعدم توفر الأدلة ضده. لكن جماعة الهيئة، عادت في جانفي 2014 واعتقلت الشاعر فياض مرة أخرى، وأصدرت في 30 أفريل 2014 الحكم الأول في حقه وكان «السجن أربع سنوات والجلد 800 جلدة»، وبعد الاستئناف أصدرت المحكمة بتاريخ 17 نوفمبر الحالي حكما بالإعدام، مستندة في حكمها حسب ما جاء في نص الحكم على «ثبوت الردة ونشر الإلحاد».
وكان حكم الإعدام قد لقي تنديدا واسعا من الأوساط الثقافية والأدبية والهيئات الحقوقية العربية، وقد انتقدت الشبكة العربية لمعلومات وحقوق الإنسان، قرار إعدام الشاعر فياض، وجاء في بيانها: «لأننا نرفض محاكم التفتيش في الضمائر، ونرفض محاكمة الإنسان على مدى تدينه، فنحن نرفض وندين حكم الإعدام بحق الشاعر والفنان التشكيلي أشرف فياض، فقد أمست حياة الإنسان غير ذات قيمة بين يدي السلطات القائمة على الحكم في المملكة، والتكفير أقرب التهم ومحاكم التفتيش وهيئة الأمر بالمعروف أنجع السبل للتخويف من التفكير والإبداع».كما تضامن عدد من المثقفين والإعلاميين العرب مع الشاعر، وعبروا عن تنديدهم بحكم الإعدام وطالبوا بالحرية للشاعر، كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها «فيسبوك» و»تويتر» حملة تضامن واسعة مع الشاعر، وهذا من خلال نشر صور الشاعر ومقاطع من قصائده وعبارات مساندة له ومنددة بالحكم الذي أصدرته المحكمة السعودية. كما كتبوا على صفحاتهم، مُنددين بالحكم الصادر ضد الشاعر، وكذا بالتضييق على الحريات، وأطلقوا مبادرات للإفراج عنه، وتحريره من المقصلة.
يذكر أن الشاعر أشرف فياض فلسطيني ولد ونشأ في السعودية، وهو من أسرة فلسطينية تعيش في المملكة العربية السعودية، وسبق أن مثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية بصفته الأمين المساعد للجناح السعودي في المعرض.
نوّارة/ ل