الجمهور يصفق للحظات الأخيرة التي عاشها يوغرطة في مأدبة اللئام
رصدت جمعية مرايا الثقافية اللحظات الأخيرة من اغتيال القائد الأمازيغي يوغرطة بعد خيانته من قبل المقربين إليه ، ضمن العرض الشرفي أول أمس لعملها الدرامي الجديد الموسوم ب “مأدبة اللئام” بالمسرح الجهوي لقسنطينة ضمن فعاليات عاصمة الثقافة العربية. الإعلان عن بداية العرض كان من خلال دخول ممثلة من قاعة العرض من جهة الجمهور، حيث ألقت أبياتا شعرية باللغة الأمازيغية و صعدت إلى الركح لتجلس بهدوء، ثم صوبت نحوها رماح الجنود الرومان في إشارة إلى جمال قسنطينة وطمع الغرباء بها منذ الأزل. المسرحية وإن التزمت بالأحداث التاريخية، فركزت على رفض يوغرطة تقسيم نوميديا بين قائدين تحت سلطة الرومان ،و رصدت نضاله و مقاومته لهم خلال إعلان الثورة التي سانده فيها سكان نوميديا ، لينتهي به المطاف في الأخير مقتولا بشكل تراجيدي بعد أن تعرض إلى الخيانة.
العرض المسرحي اعتمد بشكل كبير على ديكور تاريخي تمثل في معالم وصخور نوميدية زينتها الموسيقى الأمازيغية التي تقدم كلماتها وصفا حزين لفقدان القائد الأمازيغي الذي رفض بشكل قاطع تقسيم سيرتا أو نوميديا. “مأدبة اللئام” التي رصدت النهاية المأساوية ليوغرطة، اعتمدت على حوارات حماسية تمجد الوطن والأرض و الحرية، وترفض الهيمنة الرومانية ، وذلك بلغة شعرية ملحمية وتنتقد بشكل واضح الخيانات التي حصلت في تلك الفترة التاريخية والتي تم فيها بشكل نهائي القضاء على حلم الأمازيغ بالعيش الحر، بعيدا عن سلطة روما أو قرطاج.المسرحية التي قدمت باللغة العربية الفصحى، اعتمدت على إثارة عواطف الجمهور من خلال جذبهم بالروح القتالية التي كان يناضل بها يوغرطة ورفقائه إلى آخر قطرة دم، وهو ما جعل الجمهور يصفق بشكل تلقائي أمام عديد المشاهد الحماسية التي لامست إحساسهم وانتمائهم للوطن بشكل كبير، أين تعالت صرخات المدح والثناء على البطل التاريخي من مقاعد الجمهور. العمل المسرحي الجديد من إخراج صلاح ميلاط وتأليف مبارك الشمالي ،ومشاركة ممثلي جمعية مرايا على غرار محمد الصديق بوبكر، قلقولة وليد ،رمزي لبيض ،عبد الجليل نجاعي، هاجر سيراوي، أسامة بودشيش ،محمد عنيقي ، شكيب بوقفة ، ميساء ميلاط و أيوب بودربالة.مصمم العرض صلاح ميلاط شرح للنصر بأنه حاول الخروج من كلاسيكية المسرح التاريخي من خلال الاعتماد بشكل مكثف على مسرح الصورة المبني على الإضاءة وتوزيع الممثلين فوق الخشبة ،من أجل خلق الفرجة والمتعة ،حيث سره بشكل كبير أن يتم مشاهدة مسرحيته من قبل جمهور شاب تابع أحداثها إلى آخر مشهد ، وتحدث عنها بشكل ايجابي بعد انتهائها ، و أضاف المخرج بأن هدفه الأسمى هو إخراج مسرحيات تجذب الجمهور، وتجعله يناقش العمل بشقيه الايجابي والسلبي. أما في ما يتعلق باللغة المستعملة، فإن المخرج أكد بأنه تعمد أن تكون فصحى، قريبة من الدارجة الجزائرية ،وذلك من أجل أن تكون قريبة من مشاعر الجمهور القسنطيني. جدير بالذكر بأن المسرح امتلأ عن آخره بالجمهور و معظمه من الشباب الذين توافدوا مبكرا للظفر بمقاعد قريبة من الركح، بغية متابعة العرض عن كثب .
حمزة.د