اللغة العربية هي اللغة العالمية الوحيدة التي جمعت ما بين جمالية المسموع والمكتوب
اعتبر الدكتور صلاح عبد الفكر من جامعة تيزي وزو بأن اللغة العربية هي اللغة العالمية الوحيدة التي جسدت التقاء حاسة البصر مع حاسة السمع، بينما تنعدم هذه الخاصية في اللغات الأخرى، و ذلك ضمن مداخلته يوم أمس في الملتقى الوطني «الخط العربي مرآة الحضارة العربية الإسلامية» الذي نظمه قسم اللغة العربية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
الباحث ذو الأصول الفلسطينية المتخصص في دراسة اللغة العربية وارتباطها بالخط العربي ،بين من خلال مداخلته جمالية اللغة العربية من ناحيتي السمع والبصر مشيرا إلى أن هذا الجمع هو جمع تتميز به اللغة العربية عن باقي اللغات العالمية ، و أرجع ذلك لكونها لغة متصلة بالفطرة الإنسانية.
وبرهن الدكتور على ما طرحه من خلال تقديم نماذج حول لغات أجنبية، حيث تنعدم فيها علاقة المسموع مع المكتوب و تقتصر جماليات اللغات العالمية في المرئي أو المسموع فقط، و لم تتمكن من التواصل مع جمالية المكتوب، فلذلك فإن الفن التجريدي الغربي هو فن جامد ، عكس الفن التجريدي العربي الذي يجسد «جمالية و روح» ، حسب المحاضر.
وأبرز الشاعر ناصر لوحيشي العلاقة المتينة ما بين الخط العربي والشعر العربي إذ أن كلاهما يعتمد على الوزن و الإيقاع، فالحروف العربية تعتمد طرقا خاصة لتعبر عن وزنها في الشعر أو في الخط، حيث نجد في الشعر ما يعرف بالأسباب والأوتاد وهي ما يقابلها في الخط العربي، حيث نجد حرف الألف في خط الرقعة يقوم على ثلاث نقاط ، أما في خط النسخ فالألف خمسة نقاط.
وقام الشاعر بإثبات أطروحته حول علاقة الخط العربي بالشعر، حيث قرأ قصائد عربية شعرية وأبرز في الشاشة كيف نكتب الشعر العربي الموزون عبر الالتزام بقواعد الخط العربي العريقة.
وبين الباحثون علاقة الشعر العربي والخط العربي من ناحية المحسنات اللفظية والتي لديها علاقة بالمسموع ،و الخط له علاقة بما هو مرئي، حيث تم تقديم مداخلات من قبل خطاطين جزائريين، على غرار الخطاط يوسف بولعراس، أين تحدث عن دور الناسخ في تطوير المخطوط العربي و الخطاط عبد الرزاق قارة برنو الذي فتح ورشة حول كيفية التعامل مع فن الإبر . كما برمجت محاضرات أخرى حول الخط العثماني و سميائية الحرف العربي ،و ستفتح ورشات كثيرة لتعليم الخط العربي مع طلبة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
حمزة.د
