الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الفنان حميد بارودي للنصر: الجزائريون ينظرون إلى العالم من نافذة فرنسيـــة و لا فضل للاعــلام الفرنسي في نجــاحي


كشف الفنان حميد بارودي بأن السلطات الفرنسية شطبت اسمه فنيا و إعلاميا و تم منعه من المرور في القنوات الفرنسية، لأنه غنى للثورة التحريرية و ذكر في كليب «من جبالنا» بجرائم الاستعمار الفرنسي.الفنان الذي ذاع صيته في الثمانينات، انتقد النافذة الفرنسية التي ينظر منها الجزائريون إلى العالم، مؤكدا بأنه يقدم أعمالا فنية كثيرة في ألمانيا واليابان، لكنها لا تجد لها صدى عند الجزائريين. حميد بارودي الذي التقته مؤخرا النصر، على هامش إحيائه لحفل بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، تحدث عن مشروعه الفني الذي يقوم على أبحاث جادة في الموسيقى الجزائرية.
. النصر: عرفت بأداء أغان كثيرة التصقت بالذاكرة الموسيقية الجزائرية في سنوات الثمانينات لكن حميد بارودي غاب بغياب أعمال جديدة له لماذا؟
 ـ حميد بارودي :هناك مثل جزائري قديم مفاده  أن من يكثر من الظهور يفقد بريقه ،وهذا هو الحال بالنسبة إلي، لقد ظهرت في فترات قدمت خلالها أغان جزائرية نالت إعجاب الجزائريين، وهذا مهم بالنسبة إلي،لذلك أحرص على ألا تكون إطلالاتي بشكل مستمر ،فأنا مثل المغني بوعجاج لدي أغنيات محبوبة، لكنني لا أكثر الظهور لكي لا يملني الجمهور. يمكنني أن أنتج ألبوما كل شهر من أجل أن يستمر ظهوري، لكنني أحترم نفسي وجمهوري بالمقام الأول.
.كثير من المغنين بزغ نجمهم بأغنية أو أغنيتين، لكنهم أصروا على الظهور بعدها بأغان دون المستوى، هل تتجنب ذلك ؟
-الموسيقى التي تبنى على قاعدة و لا تكون صادرة من القلب، لا يمكن لها أن تبقى خالدة. نحن الفنانون يجب أن نفكر في المجتمع ولكي نفكر في المجتمع يجب علينا أن نذوق الجوع والحرمان لكي نعبر عنه. الفنان صوت، و إن لم يكن بفنه فهو يجسد صوت المجتمع ، يمكنه أن يمارس عملية الظهور الفني من أجل الظهور، لكن تأكد أنه لن يؤدي  أغان خالدة.
. هل ترى بأن الاستعجال في اختيار الأغاني هو السبب في عدم تمكن معظم الأغاني الجزائرية حاليا من إبهار الآخر ؟
-الوقت مهم جدا بالنسبة للفنان، خاصة من ناحية الإبداع ،حيث يسمح الوقت بعملية التفكير الجاد وإعادة النظر في كثير من الأمور التقنية قبل إخراجها للجمهور مثل أغنية «حكمة لقدار»،»و قولولي يا يما». أنا أعمل على نوعي الخاص في الموسيقى، لذلك أحترم عامل الزمن ،حيث أن الدراسات الموسيقية والتجارب تستغرق وقتا كثيرا ،وأنا لست مستعجلا من هذا الجانب لأن لدي مشروعي الموسيقي الذي يهدف لتحقيق الكثير.
. أصبحت تقوم بتلحين أغان لأشرطة رسوم متحركة عالمية ،خاصة اليابانية منها ،ويظهر اسمك كثيرا في القنوات التلفزيونية الألمانية، لكن هذا النجاح لم يجد له صدى في الجزائر، ما السبب ؟
- لدي أعمال فنية مع يابانيين وألمان وأمريكيين و لا تظهر هذه الأعمال في الجزائر ، لأننا بكل بساطة لدينا نافذة واحدة على العالم وهي فرنسا، وهذا أمر مؤسف . ألحن عديد الأغاني لمسلسلات تلفزيونية وحصص عالمية ،كما أتعامل مع فنانين كبار، لكن كل ذلك ليس له صدى في الجزائر ،بحكم النافذة الوحيدة التي ينظرون بها للأعمال الفنية العالمية.
أنا لا أظهر في الشاشة الفرنسية، لكنني أظهر في شاشات عالمية هولندية واسترالية وألمانية، من خلال عديد الأعمال التلفزيونية. الفرنسيون لا يحبون من يظهر في شاشاتهم و يتكلم عن الثورة الجزائرية، وعن أهم الشخصيات التاريخية كعبان رمضان والعقيد عميروش و الهواري بومدين والأمير عبد القادر.
. لماذا قاطعك الفرنسيون رغم نجاحك الكبير في فترة الثمانينات ؟
ـ هم لا يحبون الفنان الذي لديه روح وطنية ويحب بلاده. منذ أديت أغنية «من جبالنا» وقمت بتصويرها على شكل كليب، وأبرزت من خلالها جرائم الاستعمار الفرنسي ، وضعوا على اسمي خطا أحمر ،و لم أدع لأي حصة تلفزيونية فرنسية، رغم أن شعبيتي كبيرة.  الفرنسيون مهما بلغ بهم الأمر من ناحية الثقافة ، فإنهم يغارون من الثقافات التي تمتلك هوية ،هم يحاولون أن ينفتحوا على الموسيقى التراثية في عديد بلدان العالم، لكن ذلك لم يمكنهم من اكتسابها لأن الموسيقى هوية و يصنعها أفرادها.
. تعاملت مع الفنان المصري محمد منير ولحنت له الكثير من أغانيه الناجحة ما مصير هذا التعامل؟
-أنا مازلت أتعامل مع محمد منير وهو صديق مقرب إلي، لقد استعان بي من أجل إيصال أغانيه للعالمية، فرغم شهرته فهو فنان عربي فقط، ولم يتمكن من الولوج للعالمية.لقد حاول الاستعانة بالتجربة الموسيقية الجزائرية ،وهي على فكرة الموسيقى الوحيدة التي وصلت إلى العالمية،و سعى للتعرف على الأسس الفنية التي يجب أن يضيفها لأغانيه من أجل الوصول للعالمية.
. اعذر صراحتي، لكن هناك دائما رؤية متعالية من المشرق للموسيقى المغاربية بصفة عامة لما هذه النظرة،حسب رأيك؟
ـ الموسيقى المغاربية أثبتت وجودها في العالم، لذلك هناك محاولة مشرقية من أجل إنزال قيمة الموسيقى المغاربية، ولم يتمكنوا من ذلك ،رغم محاولات التهميش العديدة.كل هذا التحامل على هذه الموسيقى هو نتيجة ما قدمته من أعمال كبيرة فلا يمكن للمشارقة أن يتحاملوا على الثقافة المغاربية لو لم تحمل هذه الثقافة مؤهلات كبيرة.
حاوره: حمزة دايلي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com