قسنطينــة تستحضــر القديــس اغسطيــن في "طريــق الإيمـان"
استحضر الملتقى الدولي «طريق الإيمان» بقسنطينة ذكرى القديس أوغسطين البوني مؤلف كتاب «مدينة الله»، الاسم الذي حملته أيضا الدورة الحادية عشر للتظاهرة، لإبراز جهود الأسلاف في إنارة طريق الإيمان و ما تركوه من إرث معنوي للبشرية، كشهادة على علاقة التضامن بين الإسلام و المسيحية.و حاولت أولى المحاضرات المقدمة في الملتقى بداية من يوم أمس الأول تبيان العناصر التي تبنى عليها
« مدينة الله» بمعناها الباطني داخل النفس، و التحضير لتحقيق المدينة العادلة، نقيض المدينة الدنيوية، استنادا إلى ما جاء في كتاب المسيحي ذي الأصول الأمازيغية الجزائري أوغسطين أحد أكبر مراجع الفكر الغربي، حيث ركزت الباحثة روضة محمد كوكو من جامعة الخرطوم بالسودان، على فلسفة هذا القديس من خلال مؤلفاته في رحلة البحث عن الحقيقة و تفسير معنى الوجود و تحدثت عن أهم المعاني التي شملتها كتاباته حول الخطيئة، علم الله المسبق و اللطف الإلهي و الإرادة الإلهية و كذا إرادة الإنسان و الوحدة العضوية بينهما، فضلا عن الندم و التوبة و غيرها من المعاني ذات الدلالات الصوفية، حسب الأستاذة المحاضرة التي ترى بأن مفهوم أوغسطين للرحمة يكشف عن حس صوفي متميّز.
من جهتها تناولت محاضرة الباحثة اللبنانية رفيف الصباح و التي اختارت لها عنوان «دولة الاعتناء الإلهي..أركان مدينة الله عند القديس أوغسطينوس» علاقة الله بالقوانين الطبيعية في مؤلف «مدينة الله» من خلال اعتبار الانتصار و الهزيمة الدنيوية جزء من القانون الطبيعي، كما شرحت العلاقة بين السياسة و الإيمان عند هذا الفيلسوف الذي قال بأن صعود الدول لا يقتصر على الدول المتديّنة بل على كل دولة تنتصر فيها فطرة الخير.كما شكل الفرق بين الصوفية و التصوّف، محور جدل بين عدد من المتدخلين خلال المناقشات التي أعقبت محاضرات الجلسات العلمية في أول يوم للملتقى الذي ستختتم فعالياته اليوم الإثنين بفندق الماريوت بقسنطينة. و برزت الخلوتية و العيساوة و الرحمانية و مختلف الطرق الصوفية و التعابير التعبدية الأخرى المرتبطة بالهوية الروحية و التي خص الباحثون عدد من روادها بالبحث و المراجعة لمناقب هؤلاء و معاينة آداب سلوكهم و سائر شؤونهم الاجتماعية و الروحية. التصوّف بين خطاب التسامح و ثقافة الانفتاح عاد هو الآخر ليفرض نفسه ضمن مناقشات الملتقى، التي تطرّق خلالها عدد من المتدخلين إلى تأثير التصوّف الإسلامي المعاصر على المفكرين الغربيين و انجذابهم إليه و كذا الدخول عبر أبوابه الواسعة إلى رحاب الإسلام.للإشارة شهد الملتقى مشاركة أزيد من 50باحثا و أكاديميا من مختلف دول العالم منها تركيا، السودان، تونس، المغرب، فلسطين، الأردن، اليمن، لبنان، قطر، إيران، مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و النيجر. مريم/ب