الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

صفّق له الجمهور القسنطيني: مونولوغ “مايا” يناقش مصير الحراقة في الضفة الأخرى من المتوسط

ناقش أمس مونولوغ «مايا» الأزمات المتعددة التي يعيشها الشباب الجزائري، فتجسدت مشاكلهم النفسية و الاجتماعية و التعليمية في شخصية فتاة اسمها مايا، تقوم  بسرد حكايتها منذ الصغر، إذ تتأثر بالثقافة الإسبانية و تسعى لأن تكون راقصة فلامينكو، فتواجه ظروفا قاهرة، جعلتها تحزن كثيرا و وصفت ألمها  للجمهور القسنطيني.
عرض «مايا» الذي قدم أول أمس بالمسرح الجهوي بقسنطينة، في إطار تظاهرة أيام المونولوغ ، و هو من توقيع المخرج  هشام بوسهلة و تمثيل سعاد جناتي بوسهلة و إنتاج جمعية مسرح موزاييك، حط الرحال بمدينة الجسور المعلقة بعد  النجاح الكبير الذي حققه جماهيريا منذ أربع سنوات من عرضه الأول.
مايا الفتاة الشغوفة بالضفة الأخرى من المتوسط، تحلم بأن تصبح راقصة فلامنكو وتسعى لتحقيق حلمها بكل الطرق الممكنة، فتهاجر بطريقة غير شرعية، إلى إسبانيا و تنجح في الوصول إليها بعد أن تكبدت ألم و معاناة  كبيرين، وتجد نفسها بعد كل ذلك في مواجهة مطاردات الشرطة الدائمة، التي جعلتها تعيد حساباتها و تصوراتها، عما اعتبرته، العالم الفاضل الموجود في أوروبا.
حاولت مايا أن تتنكر لأصولها و تصبح فتاة اسبانية لكن فضحتها بشرتها وعاداتها العربية التي ينفر منها الأوربيون، وما يزيد الطين بلة هو عدم تمكنها من تحقيق حلمها بأن تكون مغنية و راقصة فلامكنو، و تقع  في مشاكل كثيرة ، فتتشرد في الشوارع و هي تعاني من الجوع  و تبحث عن شغل كعاملة تنظيف، لكنها تواجه دائما الرفض والتهديدات بإبلاغ الشرطة، كونها لا تحمل وثائق إقامة،  وهو ما يجعلها تفكر في العودة إلى الوطن ، خاصة بعد وصول رسالة تخبرها بأن والدتها التي كانت هاربة رجعت إلى المنزل و تنتظر عودتها.
تبدع المونولوغيست سعاد جناتي بوسهلة في أداء الأغاني التراثية الجزائرية، على غرار الأغاني الشاوية «حدة يا حدة « لعيسى الجرموني و الكثير من الأغاني الصحراوية و الرايوية وبعض أغاني القناوة، فاحتفظت باللحن و غيرت بعض الكلمات لتتلاءم مع قصة حياتها و مواقفها الكثيرة المضحكة.
و تنتقل الممثلة الشابة من حالة نفسية إلى أخرى، كما تغير الشخصيات و تغير ملامحها بسرعة، وهو ما أعطى انطباعا بأن ركح المسرح يتجول عليه أكثر من شخصية، و قد ساعدت الإضاءة المتفاعلة مع حركات الممثلة في إيصال مشاهد مليئة بالفرح وأحيانا مليئة بالحزن، ما جعل الجمهور يتفاعل بشكل مستمر من خلال التصفيقات التي كانت تؤيد قرارات الشابة مايا و تحثها على المضي قدما.
ديكور المسرح كان بسيطا لكنه كان كافيا لتنقل الفتاة مايا، ما بين ضفتي المتوسط، ومن خلال السينوغرافيا التي صاحبها صوت طفلة تبدو من لهجتها، أنها سورية صغيرة لتعبر عن أزمة اللاجئين و الحراقة.  
المخرج الشاب هشام بوسهلة  بين بأن البساطة هي العامل الأساسي في نجاح أي مونولوغ، حيث اعتمد على قدرات الممثلة في التقليد و الرقص و الغناء الجميل وهذا ما حقق نجاح عرض «مايا» لسنوات.
الممثلة سعاد جناتي بوسهلة ذكرت للنصر بأن «مايا هي مناقشة للهوية الجزائرية كوننا نشعر بانتمائنا للأندلس، فمايا هي الفتاة التي ترغب في استرجاع ذلك المجد والرجوع للضفة الأخرى، بعدما تم طرد أجدادها منها، لكن هذا الرجوع سيكون من خلال الفن والموسيقى»على حد تعبيرها.
حمزة.د

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com