مسجد سيدي علي بن مخلوف المعلم الذي بني مكانه مقر البلدية الحالي
يعد مسجد سيدي علي بن خلوف من بين 07 مساجد هدمتها فرنسا ، بعد سقوط قسنطينة سنة 1837 ، وبنت على العقارات التي كانت تضمها مرافق أخرى ،على الرغم من أنها تصنف ضمن الحبوس ، ومن بينها مسجد سيدي علي بن خلوف الذي شيدت مكانه مقر البلدية الحالي، حسب الدكتور حسين طوطاو ، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ ، الإنسان والتاريخ، فرع عين مليلة.
الدكتور طاوطاو الذي استند إلى تقارير البعثة الاستكشافية العسكرية مابين 1840 و1845 ذكر بأن المدينة كانت تعج بالمؤسسات الدينية ، التي بلغ عددها 32 مسجدا ، في وقت كان عدد سكانها لا يتجاوز 30000 ساكنا ، وهذا ما جعل فرنسا تهدم بعضها ، وتحول الآخر عن طبيعته
ومن بين المساجد التي هدمتها مسجد سيدي علي بن خلوف ، الذي بنت مكانه مقر بلدية قسنطينة الحالي ، و قد تم تدشينه سنة 1903 ، وبذلك تكون فرنسا قد قضت على معالم أثرية كثيرة في المدينة ، لإضفاء الطابع الأوروبي عليها على غرار مسجد سوق الغزل الذي حولته إلى كنيسة ، ورحبة الصوف إلى مستشفى ، وسيدي الكتاني إلى مدرسة ، فيما أدخلت على المعالم المتبقية تعديلات ، بما يتماشى ومخطط تهيئة المدينة الجديد.
وحسب ذات الوثائق التي كشف عنها محدثنا ، فإن شاهد ضريح سيدي على بن خلوف ، بشكله المستطيل المصنوع من الرخام بأبعاد تتراوح بين 0.47 طولا و0.24 عرضا ، تم نقله إلى مسجد «ربعين شريف» ، ويعود إلى يوم 27 جانفي 1191 ، وهي السنة التي توفي فيها صاحب الضريح ، وتم تجديده ،حسبما جاء في نصب خشبي آخر تم العثور عليه بالمسجد يحمل الوسم التالي: « هذا ضريح مفتي الثقلين المعروف بالغوث سيدي محمد بن خلوف ، جدد في رجب 1391 الموافق لسنة 1874 ميلادي» ، أي أن المسجد تم هدمه بعد 50 سنة من غزو فرنسا للمنطقة.
نفس المتحدث قال أن قسنطينة وتاريخ العمارة فيها لا يزال حقلا خصبا للباحثين، لاكتشاف خبايا و أسرار المدينة التي يعد كل حجر فيها رمزا لعراقة المدينة ، وأضاف أن فرنسا حولت مساجد كثيرة ، إلى إسطبلات لأحصنة عساكرها ، وبعضها إلى مخازن للعلف، كما هو الشأن للمسجد الكبير في بداية الاحتلال الفرنسي.
ص.رضوان