أرجع أمس المشاركون في الملتقى الدولي «النساء المقاومات» ، استمرار إقصاء النساء من الفضاء العام الذكوري، رغم ما حققته من نجاحات على مختلف المستويات العلمية و المهنية و حتى السياسية، إلى خلفية تاريخية و تأثيرات ثقافية، كما اعتبروا قبول المرأة خارج البيت يبقى محصورا في نضالها لأجل الوطن و ليس لأجل قضاياها الخاصة.
مكانة المرأة داخل الفضاء العام و الخاص، شكل محور الجلسة العلمية الأولى خلال اليوم الثاني من عمر الملتقى الدولي الذي نظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ،بفندق الماريوت بقسنطينة، حيث أكد عدد من المتدخلات بأن حتى الحضور النضالي للمرأة لم يكن سهل المنال، و إنما ناضلت الكثيرات و تمردن و واجهن مشاكل مع عائلاتهن التي كانت ترفض رؤية الفتاة خارج فضائها الخاص و هو البيت، و في أحسن الأحوال الدراسة في سن معيّنة، غالبا لا تتجاوز سن الطفولة، حيث تطرّقن إلى أهم التناقضات المسجلة بمجتمعنا الذي يقبل نضال المرأة لأجل الوطن، و يرفضه لأجل حقهن في عدالة أكبر، كما أصبح يقبل تمدرسها و عملها، و يعترف بأهمية دورها في مختلف المستويات، دون تغيّر النظرة و الذهنية الذكورية و استمرار التمييز بينها و بين الرجل، حيث لم تفلح النصوص القانونية و المواد المنصوص عليها في الدستور و المرسخة لمبدأ المواساة، في تحقيق وجودهن و ممارسة حريتهن و حقوقهن في الفضاء العام.
الباحثة دليلة يعمارن جربال قالت في مداخلة لها موسومة «النساء في الفضاء العام» بأن أسئلة قديمة ظن الكثيرون بأنه تم تجاوزها، لا تزال إلى يومنا هذا تطرح و تناقش بنفس الوتيرة، بسبب استمرار النظرة الدونية للمرأة، و عدم تقبل رؤيتها في فضاء يبقى حكرا على الرجال، ما عدا في الأوقات الحرجة و الأزمات التي مرت بها البلاد، حيث تتحوّل تلك الفضاءات إلى فضاءات مسموحة و غير محظورة عليها.
و من جهتها قدمت الباحثة النفسانية شريفة بوعاطة /جامعة بجاية/ نتائج دراسة شملت 30 زوجا و زوجة، حول عمل المرأة، و مسؤولياتها في البيت و العمل، مقارنة بمسؤوليات الرجل، حيث بيّنت أغلب الإجابات تقبل الرجل لعمل المرأة، للضرورة المادية و ليس لتحقيق ذاتها، الشيء الذي يجعل عملها مصدر رزق و مسؤولية إضافية، تضطر لأدائها دون التقصير في باقي الواجبات تجاه أبنائها، زوجها و بيتها.
و من جانبها أوضحت الباحثة فاطمة أوصديق /جامعة العاصمة 2/ التناقض الصارخ بين ما تنص عليه القوانين و الدستور و حتى الشرع، بخصوص إنصاف المرأة و حفظ حقوقها و الواقع الذي يعكس الكثير من التجاوزات في حقها.و تحدثت الباحثة حفصة زيناي عن نضالات المرأة في تسعينات القرن الماضي، التي قالت بأنها ظلت منسية و مسكوت عنها حتى من قبل الإعلام لوقت طويل، ملخصة في معاناة عدد من النساء اللائي دفعن حياتهن لأنهن رفضن الرضوخ و عارضن الإيديولوجيات المتطرفة، و الذهنيات المتحجرة.
مريم/ب