رحل أمس المخرج السوري المعروف نبيل المالح في مدينة دبي، أين يقيم منذ سنوات، عن عمر ناهز 78عاما بعد تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة. المالح من مواليد دمشق 28 سبتمبر العام 1938، عُرف بإخراجه للكثير من الأفلام المأخوذة عن روايات. و إلى جانب الإخراج، كان أيضا كاتب سيناريو ومنتج، قدم للسينما السورية والعربية الكثير من الأفلام الناجحة تنوعت بين القصيرة و الطويلة والأفلام الوثائقية.
من بين الأفلام الطويلة التي أخرجها و كتب سيناريوهاتها بنفسه: "المخاض" 1970، و هو مأخوذ عن رواية غسان كنفاني "رجال تحت الشمس"، "الفهد" 1972، "بقايا صور" 1973، "الكومبارس" 1993، "غوار جيمس بوند" 1974، "العندليب" 1975، "السيد التقدمي" 1974. "فلاش"، "عا الشام، عا الشام". كما أخرج الكثير من الأفلام القصيرة، أبرزها: "إكليل شوك" 1968، "إيقاع دمشقي"، "نابالم"، "الدائرة"، "النافذة"، "الصخر".
و يعتبر المالح أحد أهم صنّاع السينما في سوريا، الذين صنعوا تاريخا مشرقا للسينما السورية، و حاز طوال مسيرته الفنية و السينمائية على الكثير من الجوائز في مهرجانات سينمائية عربية و دولية، خلال 50 سنة الماضية من العطاء الفني و السينمائي المتميز. منها: جائزة لجنة التحكيم في مهرجان دمشق الدولي لسينما الشباب عام 1972 عن فيلمه "الفهد". و الفيلم نفسه نال 2005 جائزة كبرى كواحد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما في مهرجان بوزان السينمائي الدولي العاشر في كوبا الجنوبية. كما نال فيلمه "الكومبارس" من بطولة الممثل الكبير بسام كوسة، جائزة أحسن إخراج في مهرجان القاهرة الدولي للسينما، وجائزتي التمثيل من مهرجان السينما العربية في باريس، وأحسن سيناريو في مهرجان فالنسيا، و فضية مهرجان ريميني الدولي بايطاليا. كما نال فيلمه "المخاض" وهو أول فيلم سوري طويل في تاريخ السينما السورية، جائزة مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.
كما تم تكريمه في عدة مهرجانات سينمائية منها، تكريمه في مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام 2006، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في عالم الفن السابع، و نظير ما قدمه من جهوده الكبيرة في سبيل تطوير صنّاعة الفن السينمائي في سوريا والعالم العربي.
المالح، الذي أنجز أكثر من 150 فيلما بين الطويل والقصير و أفلام وثائقية، تجريبية و تسجيلية، درس السينما في تشيكوسلوفاكيا عام 1964، على حسابه الخاص، و هناك حاز درجة الماجستير في اﻹخراج السينمائي و التلفزيوني من معهد السينما من جامعة براغ، و بعد عودته إلى سوريا عمل في المؤسسة العامة للسينما. كما قام بعدها بتدريس مادة الإخراج السينمائي والسيناريو في بعض الجامعات الدولية، منها جامعة السينما في أوستن، تكساس، وجامعة السينما في لوس أنجلس، وكاليفورنيا.
نوّارة/ ل