عاد أول أمس الكاتب الجزائري مولود فرعون إلى الواجهة الثقافية و الأدبية، من خلال سهرة تكريمية لروحه، نظمتها جمعية “نظرات على السينما الجزائرية” في مدينة مونبيليه الفرنسية.
تضمن حفل التكريم عرض الفيلم الوثائقي “مولود فرعون” الذي أنجز عام 2009 وأخرجه علي موزاوي، وهو فيلم يرصد مسار و سيرة و أعمال صاحب “نجل الفقير”، و عاد المخرج من خلاله إلى مراحل من حياة الكاتب و المعلم المغتال، بتقنية المزج بين إعادة تشكيل محيط تلك الفترة و تثمينها بوثائق وصور وشهادات، و أيضا مشاهد من الأرشيف المصور.
و فتحت جلسة لقاء و نقاش حول موضوع “مولود فرعون الإنسان في مواجهة العنف”، و اختتمت السهرة بقراءات ممسرحة لمقتطفات من أدب الراحل قدمتها الممثلة إلواز أليب.
يذكر أن الكاتب مولود فرعون الذي ولد في 8 مارس 1913 في قرية من قرى تيزي وزو، هي تيزي هيبل، اشتغل مدرسا في مسقط رأسه بعد تخرجه من مدرسة الأساتذة بالجزائر العاصمة، و في 1960 عين مفتشا في المراكز الاجتماعية بابن عكنون، و قد اغتالته منظمة الجيش السري في 15 مارس 1962، رفقة 5 من زملائه، لقد كان الفقيد في مقر عمله عندما اقتحمت مجموعة من المنظمة المكان و اغتالته بوابل من الرصاص.
فقد كان فرعون يشكل خطرا بنضاله و قلمه فقامت المنظمة بتصفيته كجسد، لكنها لم تستطع تصفيته ككاتب و مناضل، ظل خالدا برواياته و كتاباته و مواقفه. كما ظلت ذكراه محور احتفاء و تكريمات كل عام، من خلال ملتقيات دولية في الجزائر وفي فرنسا، تسلط الضوء على سيرته، و أعماله الأدبية التي تظل دوما محور دراسات في مختلف سياقاتها التاريخية والنضالية والفنية.
ترك مولود فرعون مجموعة من الأعمال الأدبية القيمة و الثرية من بينها: «الأرض و الدم» 1953، «الدروب الوعرة» 1957. و «نجل الفقير» 1950، التي صنفها أغلب النقاد و الدارسين لأدبه، بأنها أهم أعماله، و تكمن قيمتها في كونها أكثر الأعمال قربا إلى ذات و حياة الكاتب و تعتبر بشكل ما سيرته الذاتية، و سيرة مرحلة تاريخية فارقة.
نوّارة/ ل