«سأطــير يومـــا» مسرحية تدخل الأطفال عالم المريض النفسي
عُرضت مساء الجمعة بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة مسرحية جديدة موجهة للأطفال، من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجّوبي لعنابة، عنوانها «سأطير يوما» و تدور أحداثها في فضاء واسع تتخاصم فيه الكواكب مع قوى الشر و الظلام، فيحث العمل الجديد البراعم على التحلي بالقيم و الأخلاق السامية و التمسك بالأمل من أجل تحقيق أحلامهم و تجسيدها على أرض الواقع.رأرصض
نص المسرحية للكاتب الشاب يوسف بعلوج، و قد فاز هذا النص بجائزة رئيس الجمهورية علي معاشي عام 2014، و أخرجها الفنان المخضرم كمال رويني و التمثيل لكوكبة من الممثلين المحترفين على غرار شاكر بولمدايس، محمد عدلان بخوش، ياسمينة عبد المومن، شهرزاد خليفة، آمال حنيفي و أسامة بودشيش. أمّا السينوغرافيا، فمن توقيع أحمد رزاق و قد عرضت»سأطير يوما»، في اليوم الأخير من أيام المسرح الموجهة للأطفال بقسنطينة.
خلال 50 دقيقة عرضت المسرحية قصّة نجمة صغيرة ترتدي زيا براقا وأنيقا تختفي في الفضاء فجأة، بعد أن لعبت مع باقي الكواكب لعبة الغميضة. و بعد بحث طويل من طرف أصدقائها الكواكب، يجدون أثرا لها من خلال تتبع مخلوق جديد ظهر في المجرة الآمنة وهو «وحش الظلام»، معروف عنه بأنه يختطف النجوم الصغيرة و يأكلها، كلما عثر عليها وحيدة و بعيدة عن أقاربها و أصدقائها. تبادر الكواكب الشجاعة بوضع مخطط من أجل إنقاذ نجمة الأسيرة قبل أن يلتهمها الوحش.و تتسارع الأحداث بشكل درامي، ليكتشف المتفرجون من الأطفال بأن «وحش الظلام»، ليس سوى نجم مصاب فقد نوره ،بعد أن أصيب بمرض نفسي لم يتمكن من الشفاء منه.
الممثلون ظهروا في أزياء جميلة صممت خصيصا لتحاكي عالم الفضاء، و تم تصميم الديكور على شكل كواكب متنقلة فوق الركح و بين المدرجات، ما أدخل الأطفال في أجواء المسرحية بسرعة، و تحاوروا مع الكواكب.
المسرحية ترتكز أساسا على عناصر الإبهار والتشويق والمفاجأة، فظهرت في قالب مسرحي يقترب من الكوميديا الهادفة، تفاعل معه الأطفال وحاولوا إنقاذ النجمة المختطفة من بين أيادي الشرير الظلامي. و تمكن المخرج من توظيف أجواء الفضاء بما يحمله من روح حالمة للطفل، فالأبطال كلهم نجوم، أقمار، كواكب و شهب و تم تجسيدهم كشخصيات حقيقية ساهمت الأزياء المنتقاة بدقة في تعريف الأطفال بها.كما تحمل المسرحية قيما أخلاقية سامية تدعو لفهم الإنسان المريض وعدم التسرع في الحكم عليه.
حمزة.د