16 فرقة مسرحيـــة تحتل شوارع مدينة البرج لتزرع الفرجـــة و البهجــة
أعادت الأيام الوطنية للمسرح الشعبي عاصمة البيبان ولاية برج بوعريريج إلى الواجهة الثقافية الوطنية، فاسترجعت في الفترة بين 4 إلى غاية اليوم 7 أفريل بريقها المسرحي بفضل فرقة التاج، التي تحوز في سجلاتها على عشرات المسرحيات و مئات العروض داخل و خارج الوطن.
نفضت عاصمة البيبان غبار الركود الثقافي الذي استمر لسنوات، باحتلال فرق المسرح للشارع و خروجها من المسارح المغلقة، إلى الفضاءات الرحبة و الساحات العمومية، حيث رسمت البهجة في شفاه الجميع دون استثناء .
لقد احتلت عشية الاثنين فرق مسرحية شوارع و ساحات مدينة البرج، مباشرة بعد الافتتاح الرسمي لتظاهرة الأيام الوطنية للمسرح الشعبي من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، و تواصلت العروض إلى غاية اليوم الخميس، موعد اختتام التظاهرة، و قد قدمت فرقة البليري من قسنطينة بساحة القلعة، الكائنة بقلب المدينة، عرضا لرجال العصي العملاقة من تصميم و إخراج وحيد عاشور، استقطب الجمهور من مختلف الشرائح و الفئات العمرية.
فيما قدمت فرقة التاج بساحة دار الثقافة عرضا مسرحيا مقتبسا من نص لتشيكوف عنوانه «الخطبة» من إخراج حليم زدام، فتفاعل الجمهور مع الممثلين الذين جسدوا الشخصيات وهم نصير بلكرفة، علي بجو و سلمى بن سلوى، الذين نحجوا إلى حد بعيد في تقديم مسرحيتهم و تبليغ رسالتهم، حيث دارت فكرة المسرحية حول تقدم شاب لطلب يد فتاة من والديها، لكن سوء التفاهم بينه و بين أسرتها أفسد غاية الحبيبين في تتويج حبهما بالزواج و تكوين أسرة، و قد تناولت المسرحية صراع الأفكار و اختلاف الآراء و القناعات ضمن العائلة الواحدة و عدم احترام الرأي الآخر، و السيطرة الأبوية التي لخصت برفض العائلة للخطبة، بسبب التعصب للأفكار و انعدام الاتصال داخل العائلة.
و في حديثه لجريدة النصر، أكد رئيس فرقة التاج للمسرح، المشرفة على تنظيم التظاهرة، بأن الفرقة برمجت 16 عرضا طيلة الأيام الأربعة من عمر التظاهرة بأماكن عديدة، و تم التركيز في اختيارها على الفضاءات الخارجية و الساحات العمومية، مثل ساحة القلعة، و متحف قلعة المقراني، و اقامة خيمة بساحة المركب الثقافي عائشة حداد لذات الغرض، وكذا ساحة دار الثقافة، بالإضافة إلى إقامة عروض مسرحية بقاعة البشير الإبراهيمي و دار الثقافة محمد بوضياف.
وأشار محدثنا إلى أن فرقة التاج فكرت منذ عشر سنوات في تنظيم أيام وطنية و السعي لترقيتها إلى مهرجان وطني يعنى بمسرح تقدم فيه العروض المسرحية بالشوارع، و بالتالي إخراج المسرح من القاعات المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة، تجسيدا لشعار «أخرجوا المسرح إلى الشارع ليحتضنه الشعب» .
و شهدت مختلف الفضاءات الثقافية و الساحات العمومية، تقديم عروض مسرحية لفرق من مختلف الولايات، حيث قدمت فرقة الحلقة لسيدي بلعباس عرضا بعنوان «الحلقة» بساحة المركب الثقافي، و قدم شبان فرقة الأمل سيدي أمبارك عرضا بعنوان «المزبلة الفاضلة» من إخراج الربيع قشي بقاعة البشير الإبراهيمي.
و كان جمهور ساحة القلعة على موعد مع فرقة تيمزذورار القادمة من وادي أميزور ولاية بجاية لحضور عرض بعنوان «جحا» باللغة الأمازيغية، كما قدمت فرقة المسرح الجهوي لعنابة عرضا بعنوان «لويزة» من إخراج حميد قوري بدار الثقافة.
و أعطت هذه العروض نكهة خاصة لمدينة برج بوعريريج، التي استنشق قاطنوها و زوارها هواء الثقافة و المسرح بالشوارع و الساحات العمومية ما أعاد للجمهور البريق الثقافي لعاصمة البيبان خاصة في مجال المسرح ، و فجرت التظاهرة الحنين لزمن المسرح الجميل في أزقة و شوارع مدينة البرج التي كانت و لا تزال مهدا للفرق المسرحية و الممثلين بشهادة أهل الفن الرابع و وزير الثقافة، فبعد غياب دام لسنوات، خرج فنانوها و مثقفوها عن صمتهم، و أرادوا، حسب رئيس فرقة التاج، أن تكون هذه المبادرة انتفاضة ثقافية و مسرحية بامتياز للشارع البرايجي، بعد ركود و جمود خنق الفن و أهله .
ع/بوعبدالله