عرضت أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة، مسرحية «الملك أوديب » للمخرج صادق كبير، تحت إضاءة خافتة، و ديكور بسيط تحرّك فيه أبطال العمل المكفوفين بكل أريحية، معتمدين على حاسة السمع و موهبة تمثيل يكشفونها لأول مرة أمام الجمهور. عرض «الملك أوديب»، الذي أنتجه في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية مسرح سيدي بلعباس، أعاد الجمهور إلى الأدب التمثيلي القديم، بعد أن أخذه الممثلون إلى عالم العتمة، لفك خيوط حاكها توفيق الحكيم، بالاعتماد على إحدى روائع سوفوكليس الأدبية، المصوّرة لعالم المكائد و الخيانة و الحب المستحيل.العمل التراجيدي لخص خلال ساعة و نصف تقريبا، أسطورة أوديب المثيرة لموضوع القدر القاسي و المحتوم و التي نافس من خلالها ممثلون مكفوفون، لم يسبق لهم خوض تجربة التمثيل، ممثلين آخرين من فئة الهواة، في تقمص أدوار معقدة و نجحوا في استقطاب اهتمام الحضور، الذي تابع الكثير منه لأول مرة عرضا مسرحيا أبطاله مكفوفين.المخرج و الحكواتي صادق كبير قد سبق له تقديم عمل تطغى عليه العتمة و هي مسرحية تحمل عنوان «غرفة الأصدقاء»، الشيء الذي شجعه على خوض التجربة من جديد، لكن هذه المرة بتسليط الضوء على ممثلين من فئة المكفوفين.و كانت فكرة إشراك هذه الفئة، لأول مرة في عمل مسرحي، قد راودت المخرج، بينما كان كعادته يسرد قصصا للأطفال في الظلام، حيث لاحظ تميّز الأجواء و تأثير ذلك على المستمعين، ففكر في تجسيد ذلك في عمل مسرحي. ق/م