الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

ملتقى التاريخ و الآثار بقالمة: خبـراء و باحثون يغوصـون في علـم الأنساب و الأمـاكن بالشرق الجزائري

  انطلقت بقالمة أمس الأربعاء فعاليات الملتقى العشرين للتاريخ و الآثار الذي تنظمه جمعية التاريخ و المعالم الأثرية كل سنة، و خصصت الطبعة الجديدة لدراسة و مناقشة أسماء الأشخاص و الجماعات و الأماكن بمنطقة قالمة و الشرق الجزائري على مر التاريخ.   
و قد تطرق أساتذة و باحثون من مختلف جامعات الوطن إلى علم الأنساب و الأماكن و دعوا إلى مزيد من الاهتمام بتاريخ الحضارات المتعاقبة على المنطقة و التنقيب في الآثار المادية و اللغوية و الثقافية التي تركتها هذه الحضارات و مازالت آثارها قائمة إلى اليوم، من خلال اللهجات المحلية و مسميات الأشخاص و المواقع الجغرافية و المدن و غيرها من التضاريس الطبيعية الأخرى كالأودية و الحقول و الشعاب و الجبال و السهول و المنابع.و قال الدكتور إسماعيل سامعي، رئيس جمعية التاريخ و المعالم الأثرية، لدى افتتاح الملتقى بأن علم الأنساب قد تطور مع مرور الزمن، مضيفا بأن أسلافنا أطلقوا أسماء على الأماكن و الأشخاص و لم يتركوا شيئا بلا مسمى، و هو أمر مفيد في علم الجغرافيا و النسب و أصول القبائل و العائلات الكبرى التي عمرت المنطقة على مر التاريخ.  
و دعا المتحدث إلى مزيد من الاهتمام بعلوم المسميات و الأنساب، من خلال الدراسة و البحث المعمق الذي يقوم به علماء اللغات و التاريخ و الآثار، للكشف عن المزيد من أسرار الحضارات القديمة و إسقاطها على الواقع الذي نعيشه اليوم، حيث تبدو أوجه الشبه جلية واضحة بين الماضي البعيد و حاضرنا اليوم، بما فيه من تطورات و متغيرات متسارعة.  
و تطرق الدكتور محمد أكلي إيخربان من جامعة 8 ماي 45 بقالمة، إلى الأسماء الكبيرة و الأسماء الصغيرة السائدة بمنطقة قالمة و الشرق الجزائري، قائلا بأن خرائط المنطقة تظهر الأسماء الكبيرة فقط، كالأنهار و الجبال و السهول، لكنها تغفل الأسماء الصغيرة كالحقول و الشعاب و مواقع أخرى لها أهمية كبيرة من الناحية التاريخية و الاجتماعية و الاقتصادية.  و دعا المتدخل إلى تصحيح الوضع و تدوين كل الأسماء الصغيرة و الكبيرة على الخرائط، لمعرفة تاريخ المنطقة و الجماعات التي سكنتها على مر العصور و أنواع الأنشطة الاقتصادية السائدة فيها قبل آلاف السنين، فمثلا المكان المسمى “حمل الزيتون” في بسكرة، يشير بوضوح إلى أن زراعة الزيتون كانت منتشرة هناك و أن تغيرات مناخية و جيولوجية قد غيرت طبيعة المنطقة و جعلتها صحراوية و اختفت شجرة الزيتون التي كانت منتشرة هناك، ربما على نطاق واسع.  و ذكر المتدخل كلمة “كلاما” و قال بأنها كلمة لاتينية أطلقت على مدينة قالمة و تعني القصب أو “كالاموس” عند الرومان و هو نبات ما يزال ينمو على ضاف نهر سيبوس، و كلمة “أقلميم” القريبة من اسم قالمة، تعني الماء الراكد بحوض سيبوس و هي كلمة منتشرة بعدة دول إفريقية.  و هناك كلمات أخرى قديمة بالمنطقة، منها كلمة “فيلقا” و تعني إله الأرض الخصبة و “سيبوس” إسم ملك نوميدي غرق في النهر الكبير و حمل المجرى اسمه منذ ذلك الحين، و كانت جبال بني صالح تسمى “ألب نوميديكاس” و هي أقرب إلى تسمية جبال الألب الشهيرة بأوروبا، مما يدل على أن الحضارات التي تعاقبت على أوروبا، هي نفسها التي كانت هنا بقالمة و منطقة الشرق الجزائري على وجه التحديد.  
و عرض الباحث زهير بخوش صورا لنقوش أثرية قديمة عثر عليها مؤخرا بالمنطقة، تحمل أسماء أشخاص مرموقين كانوا يعيشون هناك منذ زمن بعيد، قال الباحث بأن هناك أنصاب جنائزية و أنصاب نثرية تؤرخ للمنطقة و تتحدث عن الحضارات و الإنسان القديم الذي كان يعيش هناك في عصور تمتد إلى ما قبل الميلاد، كما جاء في مداخلة الأستاذ سليم سعدي التي تتحدث عن قبائل “الجيتون” التي كانت تعيش سنة 146 قبل الميلاد بالمنطقة الممتدة من طبرقة إلى المحيط الأطلسي و تركت آثارا جديرة بالدراسة و التحليل.

فريد.غ            

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com