اختتمت في نهاية الأسبوع الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم القصير، حيث تم تتويج الفيلم القصير «ذكرياتنا» بجائزة السنبلة الذهبية الأولى، بعد منافسته لـ 14 فيلما قصيرا آخر، و تقييم من طرف لجنة التحكيم ترأسها الفنان حسان بن زراري.
جمعها / رمزي تيوري
تضمنت السهرة الختامية إعادة عرض الأفلام المتوجة بالمراتب الثلاثة الأولى، يتقدمها الفيلم القصير «ذكرياتنا» المتوج بالسنبلة الذهبية الذي كتب السيناريو الخاص به و أخرجه وليد بن يحي وفريد نوي عن نص لهزار جعفر، و قد نالت حبكته الدرامية رضا لجنة التحكيم التي ترأسها الفنان حسان بن زراري. تدور أحداث «ذكرياتنا» بمدينة سطيف و يسرد قصة فتاة ـ تقمصت الشخصية الممثلة أميرة دواودة ـ ضاعت منها حقيبتها اليدوية بأحد مواقف الحافلات، ليستولى عليها شخص متشرد دون مأوى ـ أدى الدور الممثل الطيب بن نعيجة ـ و لدى فتحه للحقيبة، عثر على عدة أغراض من بينها ألبوم صور الفتاة منذ طفولتها، ما جعله يسترجع ذكرياته المؤلمة عندما تعرضت ابنته الوحيدة و زوجته لحادث مرور مروع أمام عينيه، تلك الذكريات جعلته يقرر إعادة الحقيبة اليدوية إلى صاحبتها التي أصيبت بحزن شديد جراء ضياع الألبوم منها. وتمكن الفيلم القصير «آسف» من الحصول على المرتبة الثانية، و هو من إخراج الشاب عبد الرحمان حراث، القادم من ولاية عنابة، من بطولة بهية راشدي و رشيد بن علال، و سرد في قالب درامي قصة انخراط ابن عائلة جزائرية بسلك الجيش الوطني الشعبي وابتعاده عن أمه التي كانت متعلقة جدا به، و كذا والده الذي كان يعاني من مرض عضال، لأن حب الوطن ينتصر دائما على كل الاعتبارات الشخصية و العائلية. أما المرتبة الثالثة، فعادت للفيلم القصير «القطعة المفقودة»، الحاصل على السنبلة البرونزية، و هو للخرج حمدي قادة، القادم من ولاية معسكر، و قد أخرجه بتقنية الأبعاد الثلاثة، أما السيناريو فمن توقيع قلالش حياة، و يسرد قصة طفل يعاني من مرض التوحد، أراد تبليغ رسالة للمجتمع مفادها أن طفل التوحد عادي، بإمكانه تجاوز المرض و من الضروري معاملته كإنسان طبيعي. جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان، احتضنتها القاعة الكبرى لدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، و قد كشف رئيس ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، خالد مهناوي، بأن الطبعة الرابعة للمهرجان ستقام بقاعة للسينما، و ستتكفل البلدية بتنظيمها.
وليد بن يحي مخرج “ذكرياتنا”
أنجـزت الفيلم بإمكاناتـي الخاصـة والبسيطـة
“لقد تفاجأت بالإعلان عن تتويج فيلم ذكرياتنا بالمرتبة الأولى، فالأفلام التي عرضت في المهرجان كانت ذات مستوى جيد، لكن الأمل في الفوز كان يراودني الحمد لله تحقق الحلم. لا تهم تكلفة الفيلم، فبفضل مساعدة زملائي قدمت عملا أقنع لجنة التحكيم و الجمهور، بعض الزملاء قدّموا لي مبالغ مالية وآخرين ساعدوني بوسائل العمل مثل آلات التصوير، حضرنا الفيلم خلال شهرين، و صورناه خلال 5 أيام و التركيب لمدة أسبوعين. من الضروري إنشاء مدارس متخصصة تعنى بتطوير الجانب السمعي البصري فنحن بحاجة إليها أكثر من أي شيء. أما عن مشاريعي، فأنا أحضر لتصوير أفلام قصيرة أخرى وأفلام وثائقية، ولا يزال المشوار طويلا أمامي لأخرج الفيلم الطويل”.
حراث عبد الرحمان مخرج الفيلم القصير آسف (السنبلة الفضية)
أقنعت بهية راشدي و رشيد بن علال بالتمثيل في فيلمي دون مقابل مادي
“استلهمت فيلمي من الجيش الوطني الشعبي لأنه عماد الوطن و يسهر على حمايته، و حين ينخرط فرد من العائلة في الجيش، سيبتعد عن أمه لحماية عائلته و أبناء بلده، قمنا بالتصوير خلال مدة أربعة أيام بمدينة عنابة بدعم خاص منه. و قد أقنعت الفنانين بهية راشدي و رشيد بن علال، للانضمام لفريق التمثيل، نظرا للرسالة الوطنية النبيلة التي حملها الفيلم القصير، أود أن أعبر لهما و للطاقم المساهم في العمل عن خالص امتناني. أشير هنا إلى أنني أصغر مخرج في الجزائر و قد تمكنت من تصوير فيلم طويل بعنوان «حب الشيطان» ترشحت به في مهرجانات دولية و حقق أكبر نسبة مشاهدة في السينما، و أطمح لتصوير
أفلام ثورية».
حميدي قادة مخرج «القطعة المفقودة» (السنبلة البرونزية)
أنجزت الفيلم بالتقنيـة ثلاثية الأبعاد بالاعتماد علـى حاسـوب هـاو
“لقد أنجزت الفيلم القصير بتقنية الأبعاد الثلاثة بمفردي، اعتمادا على إمكاناتي الخاصة، و تتمثل في جهاز كمبيوتر بسيط ثنائي النواة، بإمكان أي طفل أو طالب حيازته، لكنني تعبت كثيرا و سهرت من أجل إخراجه وتركيبه، إضافة إلى تحريك الشخصيات و تصميم العالم الخارجي، نظرا لغياب متخصصين في المجال. لقد بحثت عنهم ولم أجدهم ، وواصلت بمفردي، لأنني أهوى هذا المجال و أتحكم فيه، أحسست أن الجميع لم يفهموا حبكة الفيلم في البداية، لكنني سرعان ما تمكنت من تمرير رسالة طفل مصاب بالتوحد إلى المجتمع، وأتمنى أن تجسد على أرض الواقع، لأنني عشت القصة في الواقع وعايشت معاناة طفل التوحد”.