اعتبر الفنان التشكيلي عمار نوي، بأن شيخ الخطاطين الذي يحق له منح الإجازة لمحترفي هذا الفن في الجزائر، هو الدكتور محمد سعيد شريفي، نظرا لمساره الحافل بالانجازات في هذا المجال.
الفنان الذي شارك منذ يومين في معرض للخط العربي احتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة ، أوضح للنصر بأن الشيخ شريفي الذي اقترن اسمه بكتابة المصاحف الشريفة و تصميم العملات النقدية و الذي سبق و أن أجيز من قبل كبار خطاطي مصر و تركيا، يحق له عن جدارة أن يجيز الكفاءات و المهارات الجديدة في مجال الفنون الإسلامية و الخط العربي.
و أضاف الفنان بأن فوضى التكوين المسجلة في الفنون عموما، و الخط العربي خصوصا، تستدعي التأطير الجيّد، سيّما بعد بروز مواهب أثبتت براعتها و فرضت نفسها بين كبار الخطاطين العرب و المسلمين، و بالتالي فإن تشريف الشيوخ بحق منح الإجازة، بات ضروريا لتنظيم هذا الفن.
و في رأي محدثنا، فإن الخط العربي استعاد في السنوات الأخيرة مكانته، بعد تزايد اهتمام الفنانين و الدارسين بهذا الفن الإسلامي المتميّز، الذي باتت تنظم له معارض دولية و عربية، فضلا عن الوطنية. الخط العربي الذي عاد بقوة في السنوات الأخيرة، بفضل اهتمام المختصين و الخبراء في فن الديكور بمختلف أنواع و أشكال هذا الخط، الذي تطوّر جنبا إلى جنب مع فنون العمارة الإسلامية و الزخرفة، سواء الفارسي، الكوفي، النسخ أو الرقعة.. يشهد تزايد الاهتمام بتعلمه و إتقانه من طرف الشباب، سيّما العاملين في مجال الزخرفة. و تحدث الفنان عن أهمية و فضل الخط العربي في حفظ مقومات الهوية العربية و الإسلامية، مشيرا إلى ضرورة توفير جميع الوسائل لأجل الارتقاء به، خاصة و أنه لا يزال يستقطب الاهتمام و يكشف عن مواهب عملاقة و قدرات خلاقة في هذا الحقل الإبداعي. و أشار الفنان إلى رواج استعمال الكمبيوتر في تجسيد تصاميم تحمل الخط العربي الذي يرى بأنه لا يمكن لهذه الأجهزة الالكترونية المتطوّرة، مجاراة خط اليد، النابض بالحياة، و دعا إلى ضرورة تعليمه للنشء، لأهميته في الحفاظ على الأصالة، مثلما قال، و ما يوّفره من فضاء للإبداع. و كان قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، قد احتضن بحر الأسبوع الجاري معرضا شارك فيه نخبة من الخطاطين منهم محمد عمراني، عمار نوي و ضيف الله حبيبة..و قد تضمن عددا من اللوحات التي تقابلت فيها شتى الخطوط في صور جمالية أبدعتها أنامل الخطاطين.
مريم/ب